هذه أبرز محطاته والاتفاقيات المعلنة .. "رئيسي" بدمشق لتعزيز الاحتلال الإيراني
هذه أبرز محطاته والاتفاقيات المعلنة .. "رئيسي" بدمشق لتعزيز الاحتلال الإيراني
● أخبار سورية ٥ مايو ٢٠٢٣

هذه أبرز محطاته والاتفاقيات المعلنة .. "رئيسي" بدمشق لتعزيز الاحتلال الإيراني

استنفرت وسائل إعلام النظامين السوري والإيراني على مدى اليومين الماضيين لنقل وترويج وصول الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، إلى دمشق، وذلك بزيارة رسمية حملت الكثير من التصريحات وكذلك المخرجات التي تكشفها بعض الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المعلنة التي تُعزز الاحتلال الإيراني في سوريا.

ورافق الزيارة الرسمية وسط إجراءات أمنية مشددة، حملات إعلامية دعائية ضخمة قادتها شخصيات مقربة من ميليشيات إيران، وبدأت الزيارة يوم الأربعاء الماضي، ومع وصول الرئيس الإيراني لمطار دمشق الدولي، ما لبثت وسائل إعلام نظام الأسد وإعلام إيران ببث مشاهد "احتفالية"، تحت مسمى "إعلان النصر".

وحشد النظام السوري عدد من الموالين له لاستقبال الرئيس الإيراني بالعراضة الشامية، وسط ترويج كبير حظيت به الزيارة عبر إعلام النظام الرسمي والموالي، لا سيّما تحت مسمى "الضيف العزيز"، وأما لوزير الأوقاف في حكومة نظام الأسد "محمد عبد الستار"، رأي تغلّب خلاله على المروجين لزيارة "رئيسي".

وتفوق "عبد الستار"، على غالبية المطبلين لزيارة الرئيس الإيراني بوصفه بأنه "من أصحاب البيت وليس ضيفاً"، والمفارقة بأن هذا التوصيف أقرب ما يكون للواقعية، في ظل استماتة واضحة لتعزيز النفوذ الإيراني على كافة الأصعدة، مع تحول مناطق سورية عديدة للسيطرة الإيرانية الكاملة.

وزار الرئيس الإيراني، المسجد الأموي بدمشق، وتجول في سوق الحميدية، وكذلك زار مقام السيدة رقية في منطقة العمارة في دمشق القديمة، كما التقى عدد قادة الفصائل الفلسطينية المقربة من نظام الأسد، وكرر رواية ما يسمى بـ"محور المقاومة"، حول تحرير القدس.

وصرح خلال كلمة في مقام السيدة زينب في ريف دمشق، تخللها بث أغانٍ باللغة الفارسية، بأن "إيران تضع القضية الفلسطينية دائماً في رأس أولوياتها في السياسة الخارجية"، واعتبر أن زيارته لدمشق ستشكل منعطفاً إيجابياً لتنمية العلاقات بين البلدين، على حد قوله.

واعتبر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى حجم العلاقات السياسية، رغم اتخاذ جملة من القرارات التي تعد بمثابة بيع ما بقي من سوريا لإيران بحيث تم توقيع 15 وثيقة لصالح النظام الإيراني، تضمنت عدة قرارات اقتصادية التي سيتم العمل فيها خلال المرحلة المقبلة.

وأعلنت مصادر مقربة من نظام الأسد عن توقيع ما لا يقل عن 8 اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي "طويل الأمد"، وعدة مذكرات جلها في مجال محطات الطاقة والسياحة والمشاريع الاستثمارية المشتركة، وتسريع الإجراءات الثنائية لتأسيس مصرف مشترك لتسهيل التبادل التجاري.

وتناولت الاتفاقيات الموقعة مذكرة تفاهم بين وزارة السياحة لدى النظام ومنظمة الحج الإيرانية، يضاف لها مذكرات تعزز نفوذ إيران في قطاعات "الزراعة - سكك القطار - تسهيل الشحن البحري - الطيران المدني - النفط والثروة المعدنية - الاتصالات وتقانة"، وصولا إلى مذكرات تتناول المناطق الحرة بين سورية وإيران وكذلك رصد الزلازل.

وأصدر نظام الأسد وإيران بياناً مشتركاً وصف الزيارة بأنها "تاريخية واستثنائية"، وتحمل الكثير من المعاني والأهمية، حيث ناقشت سبل توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية، وتضمن البيان "امتنان رئيسي لأخيه بشار"، للترحيب الحار وكرم الاستضافة، متقدماً بدعوة رسمية لزيارة إيران من قبل الإرهابي "بشار الأسد" 

وفي سياق متصل أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن لقاء ثانٍ بين رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، للبحث في قضايا ترغب دمشق بالتشاور بشأنها، وفق تعبيره.

وبالعودة إلى البيان المشترك أكد النظامين على أهمية استمرار زيارات الوفود رفيعة المستوى بين الطرفين، لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب والتطرف، وحول الغارات الإسرائيلية أكد البيان "حق سوريا المشروع في الرد على هذه الاعتداءات بالطريقة المناسبة".

ورغم أن إيران تحتل أجزاء واسعة في سوريا، ورد في البيان المشترك إدانة كل أشكال الوجود غير الشرعي للقوات العسكرية على الأراضي السورية، وهاجم "الممارسات الأمريكية في سرقة الموارد الطبيعية"، واعتبر النظامين السوري والإيراني بأن العقوبات المفروضة عليهما مدانة وتعتبر انتهاكاً للقانون وحقوق الإنسان.

من جانبه قال السفير الإيراني لدى نظام الأسد في دمشق "حسين أكبري"، إن إيران مستعدة لمساعدة سوريا في جميع الظروف، وقادرة على اتخاذ إجراءات فعالة لحل المشاكل الاقتصادية في سوريا، وذلك في تصريح جاء قبل وصول الرئيس الإيراني إلى دمشق.

وقبل وصوله إلى بساعات أيضا قال "رئيسي"، في لقاء بثته قناة الميادين المدعومة من إيران "إن الظروف اختلفت اختلافاً كبيراً في سوريا" مضيفاً أنه "نؤكد ترسيخ العلاقات مع سوريا لتكون علاقات أفضل وأن تتطور في جميع المجالات سواء الاقتصادية أم الثقافية، لدينا علاقات متجذرة، ونأمل تطويرها.

وقدر رئيس الغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة "فهد درويش"، مؤخرا بأن أرقام التبادل التجاري بالقطاع الخاص خجولة وأنه تم وضع لجان مشتركة خلال زيارة الوفد الإيراني ولدينا أمل بتطور العلاقة الاقتصادية لمستوى العلاقة السياسية.

ولفت رئيس الغرفة التجارية إلى أن التشابك بين الصناعيين السوريين والإيرانيين هام لإعادة المعامل التي توقفت عن الإنتاج في القطاعين العام والخاص، وكل ذلك يتم العمل عليه ووضع الخطط منذ عام 2018 وحتى الآن، واعتبر أن النظام أعطى موافقة مبدئية على جميع المقترحات لأنها واقعية.

وأثارت زيارة الرئيس الإيراني لدمشق ردود فعل على عدة مستويات، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "فيدانت باتيل"، إن "استمرار إيران وسوريا في تعميق العلاقات بينهما يجب أن يكون مصدر قلق كبير ليس فقط لحلفائنا وشركائنا ودولنا في المنطقة، ولكن أيضاً للعالم على نطاق واسع"، وفق تعبيره.

ورد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني"، أمس الخميس، على انتقادات الولايات المتحدة الأميركية لزيارة الرئيس الإيراني، معتبرا أنه من الطبيعي أن ينزعج النظام الشرير الذي حطمت قرونه في سوريا والمنطقة كلها على يد إيران ومحور المقاومة، وعليه أن ينهي وجوده العدواني في سوريا.

ويذكر أن حديث إعلام النظام عن العلاقات التاريخية بين سوريا وإيران تعود إلى حقبة حكم آل الأسد لسوريا، حيث ارتمى رأس النظام الهالك "حافظ الأسد"، في الحضن الإيراني، ضمن علاقات تعززت بشكل كبير جداً بوقت لاحق في عهد "بشار الأسد"، مع استجلابه للميليشيات الإيرانية لقتل وتهجير السوريين منذ اندلاع شرارة الثورة السورية خلال التظاهرات في درعا، في مارس/آذار من العام 2011، وقابل ذلك صلاحيات ونفوذ متصاعد لإيران في سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ