"حريق مفتعل".. مصادر موالية: حريق مصفاة حمص بسبب خلافات ولتغطية سرقات بالمليارات
قالت وسائل إعلام مقربة من نظام الأسد، نقلاً عن مصادر من داخل مصفاة حمص، إن هناك احتمال كبير بأن يكون الحريق الأخير مفتعل، ويرجع ذلك إلى خلافات إدارية داخل المصفاة، بالإضافة إلى تسريبات عن سرقات تتعلق بلجان المبيعات وسوء اختيار المضخات.
ولفتت إلى أن هذا الحريق المثير للجدل أصبح الثالث في أقل من عام، وذلك بعدما تبيّن أن الحريق ألحق أضراراً جسيمة بأهم وحدة إنتاج وتقطير، وأكدت أن بعض المهربين يتعاونون مع مسؤولين داخل المصفاة لتهريب النفط، وأن الحريق قد يكون أحد محاولاتهم لتغطية آثار سرقاتهم التي تصل إلى مليارات الليرات.
وانتقدت المصادر سوء جاهزية الشركة للتعامل مع حوادث الطوارئ، خاصةً في ظل الحاجة المستمرة لتلك المعدات نظراً لطبيعة العمل في المصفاة، والتي تتطلب أقصى درجة من الجاهزية لحالات الطوارئ ومن اللافت للنظر أن العمال الذين شاركوا في إطفاء الحريق تعرضوا لإصابات بليغة وحروق شديدة.
ونوهت إلى أن هناك عدم وضوح فيما يتعلق بالتقرير النهائي للجنة، فما بدا من أعضاء اللجنة أنهم يعرفون الحقيقة أو جزء منها لكن أي منهم غير قادر على الإفصاح عنها، وبحسب المصادر، فقد تفجرت العديد من الخلافات الداخلية في المصفاة.
وجاء ذلك بعد استحواذ شركة "الرجوب" من الحصول على نسبة من مخصصات نقل النفط التي تستحوذ عليها شركة "القاطرجي" بشكل كامل، خاصة بعد رفض شركة "الرجوب" بيع السيارات والصهاريج التي تملكها لشركة "القاطرجي" مما أدى إلى ما يشبه تصفية الحسابات.
واعتبرت أن ذلك ساهم في خلق بيئة غير مستقرة داخل المصفاة، مما قد يكون له علاقة بحدوث حرائق متكررة، وفي 21 نيسان/ أبريل الفائت، اندلع حريق ضخم في أحد خطوط نقل النفط شرقي بلدة الفرقلس بريف حمص الشرقي.
وأفادت المصادر بأنه عثر بالقرب من مكان الحريق على جثة مشوهة المعالم تعود لشخص مجهول الهوية، إلى جانب صهريج ومعدات وأدوات كانت مجهزة لاستخراج النفط، مما يرجح محاولة مجموعة من الأشخاص سرقة النفط بعد ثقب الخط مما أدى لاندلاع الحريق.
وأضافت المصادر أنه في 17 من الشهر نفسه، زرع مجهولون عبوات ناسفة على الطريق المؤدي للساحة الرئيسية، مكان تجمع قوافل نقل النفط لشركة "الرجوب" بريف حمص الشمالي الشرقي، وسط حالة من الاستنفار الأمني وقطع الطرقات الرئيسية.
ونقلت مصادر موالية عن مدير مصفاة حمص، أكرم علي، تأكيده أن الحريق "لن يؤثر أبداً على إمدادات السوق من مادة البنزين"، مشيراً إلى أنه "يوجد مخزون كافٍ من المادة، سيتم طرحه في السوق يوم الجمعة الماضي، في حال عدم وجود أي عطل طارئ.
ونفى وجود أي شبهة جنائية وراء الحريق والتستر على الفاعل، قائلاً إن حريقاً بهذا الحجم الكبير لو كان مفتعلاً لأودى بحياة الفاعل، لافتاً إلى أن "الوحدة التي نشب فيها الحريق كان من المقرر توقيف العمل فيها والاعتماد على المحطات الجديدة.
وقالت وزارة النفط لدى نظام الأسد إنه "وقع عطل طارئ في مضخة التغذية الرئيسية بوحدة التقطير رقم 100 في مصفاة حمص، ما أدى إلى نشوب حريق فيها.
وذكرت أن "الفرق الفنية في المصفاة عملت على عزل مداخل ومخارج الوحدة و فصل التغذية الكهربائية عن منطقة الحريق، وأكدت أن وحدة التقطير التي خرجت من الخدمة لا تؤثر على حمولة المصفاة الإجمالية.
وذلك نظراً لوجود أربع وحدات تقطير جوي بالمصفاة، اثنتان منها كانتا قيد التشغيل واثنتان احتياط، وقد تمت بالفعل المباشرة بتجهيز وحدة احتياطية لوضعها في الخدمة خلال ساعات"، وأشارت إلى أن "الفرق المختصة بدأت بتقييم الأضرار وحصر الأعطال.
وكانت أعلنت لجنة المحروقات في محافظة حلب شمال إيقاف مئات البطاقات الإلكترونية الخاصة بفعاليات تجارية وصناعية بتهمة استجرار "آلاف أسطوانات الغاز الصناعي، وأفادت بأنها تواصل الإجراءات القانونية مع الجهات الرقابية، وبررت إيقاف البطاقات جاء بناء على النتائج الأولية لفرق العمل المخصصة لتدقيق عمل الفعاليات التجارية.