حملات وسياسات "قسد" الانتقامية تُكذب "العفو" المزعوم بدير الزور
رغم مضي 3 أيام على إعلان ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) انتهاء العملية العسكرية التي أطلقت عليها اسم "تعزيز الأمن"، لم يحدث أي بوادر على الأرض لتخفيف التعزيزات العسكرية والأمنية، مع استمرار شن الاعتقالات وحالة الحصار وإغلاق مداخل ومخارج عدة بلدات، ناهيك عن فرض حالة حظر التجوال ومنع التنقل.
ويشير ناشطون في المنطقة الشرقية، بأن "قسد" تتعمد الإبقاء على حالة الاستنفار العسكري بديرالزور رغم إعلانها بشكل رسمي بتاريخ 8 أيلول 2023، انتهاء العملية العسكرية الأساسية والانتقال إلى العمليات الأمنية المحددة، وشرعت بتنفيذ مخطط انتقامي يقوم على مداهمة عدة مناطق سكنية نتج عنها اعتقال العشرات من المدنيين بشكل عشوائي، وبطرق مهينة.
وأكدت شبكة "الشرقية بوست"، أن حملات "قسد"، الأخيرة كشفت عن حجم التطرف والعنصرية لدى كوادر "قسد"، حيث بدأت بمعاقبة القرى الثائرة قرية تلو الأخرى وتحاول صنع شيوخ ووجهاء على مزاج كوادر قنديل، وحذرت الشبكة المدنيين من كذبة العفو الذي تروج له الميليشيات الانفصالية.
ورغم كذبة العفو المزعوم الذي وعد بإقراره القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اعتقلت الأخيرة الشاب "أحمد يوسف"، الذي يعمل موظف لدى إحدى المنظمات المحلية في مستشفى هجين بريف ديرالزور، وذلك من أجل الضغط على أحد أشقائه لتسليم نفسه كونه أحد المشاركين بالحراك الأخير بدير الزور، وفق موقع "فرات بوست".
إلى ذلك وثقت جهات محلية اعتقال أكثر من 50 مدني في مدينة البصيرة وحدها خلال أيام، وقالت شبكة عين الفرات، إن قسد شنت حملة في أحياء البصيرة لملاحقة الدراجات النارية واحتجزت العديد منها، كما قدرت أن عدد المعتقلين من بلدتي محيميدة والجنينة، بقرابة 40 شخصاً، وسط استمرار تنفيذ حملات دهم واعتقال.
في حين سادت حالة من التوتر والاستنفار في المنطقة رغم هدوء المعارك، وقال ناشطون في شبكة "فرات بوست"، إن "قوات سوريا الديمقراطية"، أعادت تثبيت نقاطها العسـكرية كاملة في بلدة الباغوز وصولاً إلى ضفاف نهر الفرات، فيما انتشرت القناصات التابعة لقوات "قسد"، في عدة مناطق وأصيب برصاصها المدني "خلف الفياض"، أثناء عودته إلى منزله في بلدة الشعفة شرقي ديرالزور.
كما أصيب الشاب "محمد العليان"، برصاص قسد، أثناء حملة مداهمات وتفتيش واعتقالات عشوائية نفذتها في بلدة الحصان غربي ديرالزور، نقل على إثرها إلى مشفى الفرات داخل البلدة، وفقا لما أورده نشطاء في شبكة "نهر ميديا" المحلية المعنية بأخبار المنطقة الشرقية.
وفي سياق موازٍ، شنت حملة مداهمات وتفتيش لمنازل المدنيين في بلدتيّ لجنينة والجيعة غربي دير الزور، واعتقلت "قسد" رئيس اتحاد الفلاحين في المجلس المدني "أحمد المرار"، بعد مداهمة منزله، في بلدة الجيعة، كما اعتقلت أحد وجهاء بلدة أبوحمام شرقي يدعى "نوري الترّاك" مع اثنين من أبنائه.
يُضاف إلى ذلك اعتقلت "قسد" الشاب "ماجد الزايد"، بعد مداهمة منزله في بلدة الجيعة غربي ديرالزور، ويعمل "الزايد" صائغ ذهب في بلدة الحصان، من جانبها أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، مصرع أحد مقاتلي قوات الدفاع الذاتي متأثراً بجراح أصيب بها خلال عملية "تعزيز الأمن" في ريف دير الزور.
وكانت شنت "قسد"، معركة إعلامية شرسة لا تقل ضراوة عن هجومها ضد مناطق ديرالزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث شرّعت سواء عبر الإعلام الرسمي أو الداعم لها بنشر معلومات مغلوطة وصلت إلى حد التضليل وتزييف الوقائع خلال معاركها التي اندلعت بينها وبين العشائر العربية شرقي سوريا.
هذا ومع حالة الحصار وإغلاق مداخل ومخارج عدة بلدات وفرض التجوال يؤكد نشطاء المنطقة إنها عبارة عن حملات وسياسات انتقامية، ونتج عن ذلك ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية إن وجدت في بلدات ريف من الباغوز وصولاً إلى بلدة العزبة، تزامناً مع إستمرار إغلاق أفران الخبز أبوابها أمام الأهالي بحجة عدم وجود مادة الطحين، فيما تستمر "قسد" بتثبيت نقاطها و نشر القناصة وتنفيذ حملات دهم واعتقال بحجة البحث عن مطلوبين.