"حمـ ـاس" تؤكد مساعيها لتطوير علاقاتها مع نظام الأسد وتدين الغارات الإسرائيلية
قال "حازم قاسم"، المتحدث باسم حركة "حماس"، اليوم السبت، إنها ستواصل تطوير علاقتها التي استأنفتها مؤخرا، مع نظام الأسد بعد قطيعة دامت لأكثر من 10 سنوات، معبراً عن إدانته "الغارات الإسرائيلية التي استهدفت أراضٍ سورية".
وأوضح "قاسم" بالقول: "هذه الغارات جريمة ضد أمتنا وامتداد لعمليات القتل والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني"، واعتبر أن "توسيع العدو الصهيوني لعدوانه في المنطقة يهدف للضغط على القوى الحية في الأمة لمنعها من التضامن مع القضية الفلسطينية".
وأشار في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية، إلى أن الرد الأنسب على العدوان الإسرائيلي تتمثل في "المواجهة الموحّدة"، في إشارة لتموضع محور "المقاومة" الذي تضع حماس نفسها إلى جانب إيران ونظام الأسد وميليشيا حزب الله.
وكانت قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير لها، إن على حركة حماس مطالبة النظام السوري بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وإيقاف تعذيبهم وتعويض الضحايا، مقدمة عدد من التوصيات للحركة وكذلك السلطة الفلسطينية، مذكرة الحركة بأن النظام السوري قتل 3207 فلسطينيا بينهم 497 تحت التعذيب، واعتقل وأخفى قسريا 2721 منذ آذار/2011 حتى الآن
وبينت الشبكة أن إعادة أي شكل من العلاقات مع النظام السوري يعتبر بمثابة دعم له، وعفواً عن الانتهاكات التي مارسها، وتشجيعاً على الاستمرار وارتكاب المزيد منها، وبالتالي فهو بحسب القانون الدولي شكل من أشكال التورط والمساهمة فيها
وسبق أن قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن واشنطن ترفض "إعادة تأهيل نظام الأسد" حتى لو كان ذلك من منظمة إرهابية مثل "حماس"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل "رفض أي دعم لإعادة تأهيل نظام الأسد وخاصة من المنظمات الإرهابية المصنفة مثل حماس".
وأوضح برايس في تعليقه على "المصالحة بين قادة حماس ونظام الأسد وعودة الحركة إلى دمشق"، أن " تواصل نظام الأسد مع هذا التنظيم الإرهابي يعزز لنا عزلته. وهذا التواصل يضر بمصالح الشعب الفلسطيني ويقوض الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها".
ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية حركة حماس بـ"المنظمة الإرهابية الأجنبية وهي مصنفة بشكل خاص كمنظمة إرهابية عالمية تدير شبكة حول العالم لجمع الأموال لدعم جناحها العسكري"، ناهيك عن مواصلتها "تهديد أمن إسرائيل من غزة وتواصل نشر الحرمان والبؤس الذي يعاني منه كثير من الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة".
وسبق أن استنكر الأمين العام للائتلاف الوطني السوري هيثم رحمة، السقوط الأخلاقي والمبدئي المدوي لحركة حماس بعد لقاء قيادي في الحركة برأس نظام الإجرام والإرهاب في سورية بشار الأسد، بعد انقطاع لأكثر من عقد من الزمن.
وقال رحمة: "ما فعلته حماس هو خيانة للأمتين العربية والإسلامية وتخلٍ عن المبادئ الإنسانية واستخفاف بدماء الشعب السوري والفلسطيني التي سفكها مجرم الحرب بشار الأسد".
وأضاف: "كما أن نظام الأسد المجرم لا يمثل الشعب السوري، فإن حركة حماس لا تمثل موقف الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي لم يدخر مناسبة إلا وأثبت أصالته وحرصه وتضامنه مع الشعب السوري المنادي بالحرية"، مضيفاً أن هذا الموقف المخزي لن يؤثر على العلاقة الودية العميقة بين الشعبين السوري والفلسطيني.
وأوضح الأمين العام أن "هذه الخطوة من حركة حماس تمثل الأوامر الإيرانية، لا موقف الفلسطينيين. وهذا التطبيع لا يمكن تبريره بأي شكل لأنه ينسف المبادئ التي لا يجب المساس بها"، مشيراً أن حركة حماس باتت دمية يتحكم بها نظام الملالي كيف يشاء.
ورأى رحمة أن اللقاء مع بشار الأسد المجرم لن يزيد حماس إلا عاراً تاريخياً لن ينفكّ عنها، لوقوفها في صفّ من قتل وهجر واعتقل أكثر من نصف الشعب السوري لأنه طالب بالحرية، فضلاً عن أنه قتل واعتقل الآلاف من الفلسطينيين الموجودين في سورية حسب توثيق شبكات حقوقية.
وأشار رحمة إلى أن الحق لا يتجزأ، ولا يمكن التطبيع مع مجرم حرب قاتل بذريعة “مصلحة” موهومة، وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمتين العربية والإسلامية، وأن هذه الخيانة من حماس تنافي نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.