حكومة "الإنقاذ": موافقة دمشق المشروطة لإدخال المساعدات "خطوة استفزازية" لتحقيق "مكاسب سياسية"
اعتبر "محمد البشير" وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة "الإنقاذ" بإدلب، أن موافقة دمشق المشروطة على إدخال المساعدات الأممية عبر الحدود من معبر باب الهوى، بعيداً عن تفويض مجلس الأمن الدولي؛ "خطوة استفزازية" تهدف إلى تحقيق "مكاسب سياسية".
وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي في إدلب، إن طرح دمشق "يقطع الشريان الإنساني الوحيد، ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة واستدامتها"، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ "خطوات جادة" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في شمال غرب سوريا، بعيداً عن مجلس الأمن وطروحات حكومة دمشق.
وشدد الوزير على "ضرورة فصل المساعدات الإنسانية عن التجاذبات والابتزازات السياسية"، وحذر من أن نحو خمسة ملايين نسمة يعيشون واقعاً إنسانياً صعباً، أكثر من ثلثيهم مهجرون بفعل "آلة القتل" التابعة لحكومة دمشق وروسيا.
وأشار إلى وجود أكثر من 1.7 مليون نازح في 1200 مخيم، يسكن كثير منهم في خيام "لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء"، ويفتقرون إلى "الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من مقومات الحياة الأساسية، مع انعدام فرص العمل وسبل العيش".
وسبق أن قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن موافقة الأمم المتحدة على اقتراح نظام الأسد بما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر "باب الهوى"، ينهي فعلياً جهوداً استمرت قرابة عقد من الزمان لإدخال المساعدات عبر المنظمة الأممية إلى مناطق المعارضة من دون الحاجة للحصول على موافقة حكومة دمشق.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدي استعداداً للانفصال عن الاتفاقات الإنسانية مع الأمم المتحدة، بما في ذلك عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية عبر تركيا إلى سوريا.
وكان حذر فريق "منسقو استجابة سوريا"، من التلاعب في خطابات النظام السوري بدعم من روسيا لإعطاء الموافقات لدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى لمدة ستة أشهر مع العلم أن المعبر المذكور خارج سيطرة النظام السوري ولا يوجد أي صلاحية له ضمن المنطقة.
ولفت الفريق إلى استمرار توقف دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود من المعابر الحدودية مع تركيا بالتزامن مع انتهاء التفويض الأممي لإدخال المساعدات من معبر باب الهوى، وتوقف غير مبرر لدخول المساعدات من معبري باب السلامة والراعي على الرغم من استمرار الاستثناء المعمول به ضمن المعبرين الأخيرين حتى منتصف شهر آب.
وسبق أن أعلنت "إدارة الشؤون السياسية" في إدلب، رفضها العرض الذي قدمه نظام الأسد للأمم المتحدة، القاضي بتفويض الأمم المتحدة إدخال المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى، بإذن مشروط بموافقته بعيدا عن القرار الأممي.
وقالت في بيان طالعته شبكة "شام"، إنه "في سياسة إجرامية ممنهجة يواصل النظام السوري وحليفه الروسي استهداف الشعب السوري على كافة الصعد والميادين بدءًا من تهجير الملايين وقصف الأسواق والمدارس والأحياء، إلى التضييق وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة النظام المجرم".
وأضاف البيان: "أفشل الاحتلال الروسي خلال الأيام الماضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري المحرر عبر استخدامه لحق النقض "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن؛ تعزيزا لدوره في مساندة النظام المجرم ومحاولة حصار الشعب السوري، والتحكم بأبسط حقوقه المعيشية، في خطوة خطيرة تهدد حياة الملايين عبر ممارسة الضغط النفسي والمادي على المقيمين في المناطق المحررة، وتتسبب بحدوث أزمة إنسانية تعيد إلى الأذهان حملات التهجير القسرية السابقة".
ولفت البيان إلى أنه وخلال "السنوات الماضية عمل الاحتلال الروسي والنظام المجرم على تسييس ملف المساعدات الإنسانية والتحكم بالسماح والمنع مقابل مصالحهم وفرض شروطهم، ثم في خطوة ابتزاز سياسية وعرض تطبيع جديد أعلن النظام المجرم من طرفه - تفويض الأمم المتحدة إدخال المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى، بإذن مشروط بموافقته بعيدا عن القرار الأممي".
وأعلنت "إدارة الشؤون السياسية"، رفضها لقبول هذه المحاولات وتبريرها، والتي تضفي الشرعية على النظام المجرم، وتعد وسيلة للتطبيع السياسي مع المجرم الذي أمعن ذاته - في تهجير الملايين المستفيدين من المساعدات الإنسانية في الشمال السوري المحرر".
وطالبت المجتمع الدولي بضرورة رفع يد الاحتلال الروسي والنظام المجرم عن تقرير مصير الشعب السوري، وتمكينه من التحكم بلقمة عيشه، ونهيب بضرورة توفير الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط أو ابتزاز، بعيدًا عن مجلس الأمن أو النظام المجرم؛ بما يحقق العدالة والحياة الكريمة للمستفيدين، دون فرض شروط قاسية تهين كرامتهم، وتقدر حقوقهم الأصيلة.
وكان دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى مضاعفة جهودهم لدعم استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، مؤكداً عدم التخلي عن احتمال إبقاء معبر "باب الهوى" مفتوحاً أمام عبور المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا.