austin_tice
هجوم شخصيات موالية على مشهد درامي يؤكد تسلّط قوات الأسد على كامل القطاع الطبي
هجوم شخصيات موالية على مشهد درامي يؤكد تسلّط قوات الأسد على كامل القطاع الطبي
● أخبار سورية ١٩ أبريل ٢٠٢٢

هجوم شخصيات موالية على مشهد درامي يؤكد تسلّط قوات الأسد على كامل القطاع الطبي

هاجمت عدة شخصيات موالية لنظام الأسد ما ورد في مسلسل "كسر عظم"، ضمن مشهد تمثيلي يُظهر امتناع الكادر الطبي بمستشفى مدني من إسعاف جرحى عسكريين من قوات النظام بعد تفجير حاجز بالتواطؤ مع مسؤولين وضباط، الأمر الذي أثار حفيظة عدة شخصيات موالية وأكدت أن لا صحة لهذا المشهد في الواقع حيث أن جميع المشافي المدنية ساهمت في علاج العناصر والضباط، ما يؤكد تسلّط قوات الأسد على القطاع الطبي المستنزف.

وحسبما رصدته شبكة "شام" الإخبارية فإنّ الهجوم الإعلامي الكبير بدء بقيادة مدير قناة الإخبارية السابق "مضر إبراهيم"، حيث أشار إلى وجود "معلومة كاذبة تتحدث عن منع إسعاف العسكريين بمشافي مدنية، وتصور المؤسسة العسكرية وكأنها لا مبالية تجاه إنقاذ حياة الجنود الجرحى فهو خطيئة درامية"، وطالب نقابة الفنانين و نقابة الأطباء ومدراء المشافي باتخاذ إجراءات بحق المسلسل.

وشارك الهجوم المتواصل عبر صفحات وحسابات موالية لنظام الأسد عدد من الأطباء وذكروا أن "العسكريين تمتعوا بالعلاج الكامل وكل الإجراءات الإسعافية"، واعتبروا أن مثل هذا المشهد الدرامي منافي للحقيقة يظهر الكادر الطبي بكل تلك اللامبالاة، ضمن أداء مبالغ فيه هدفه الإساءة للجيش، والإساءة للجيش الطبي".

وبمراجعة المشهد الذي أثار ردود الفعل من قبل الشخصيات الموالية يظهر إسعاف عسكريين إلى مشفى مدني والجنود بحالات خطيرة، ويظهر مدير المشفى ويخاطب الضابط الذي تلطخ وجهه بالدم بقوله "ممنوع إسعاف أي عسكري بمشفى مدني"، الأمر الذي اعتبره "مضر إبراهيم"، "معلومة كاذبة وخطيئة درامية بحق المؤسسة العسكرية"، وانتهى المشهد بإطلاق الضابط النار على سقف المشفى وإجبار الكادر الطبي على إجراء الإسعافات تحت تهديد السلاح.

وبعد نشره عدة منشورات هجومية ذكر عبر صفحته الشخصية "ليعذرني البعض إن أطلت الحديث حول هذا المشهد الكارثي والمسيء للجيش والكوادر الطبية فهذه الدراما القذرة لا أراها منفصلة عن سياق وثائقيات الجزيرة ضد المشافي والأطباء السوريين "جلادو الأسد" و "حفار القبور" ولا عن محاكمة الطبيب "علاء موسى" بألمانيا وتصويره نموذجاً ليس لقاتل بل لآلة قتل، وفق كلامه.

وهاجم "وسيم محسن"، المرتبط بمخابرات النظام، المشهد ذاته في المسلسل معتبراً أنه يهدف يروج لتنظيم "داعش" وانتقد مخرجة العمل، بسبب مشهد منع إسعاف الجرحى وروى أنه اعتدى ذات مرة بالضرب على ممرضة سمعها تنتقد آليات علاج الجرحى العسكريين، وهاجم الكاتب "شادي محمود"، المسلسل بقوله إنه يروج بأن "الخيانة كانت من المؤسسة الأمنية والتفجيرات كان سببها ناس موجودين بالدولة".

في حين انتقد "إياد حاطوم"، المسؤول في مشفى تشرين باللاذقية عبر صفحته الشخصية على فيسبوك مشهد "تصوير الطواقم الطبية وإظهارها بهذه الدرجة من الإهمال والخسة"، وأضاف، "كيف لصناع الدراما وجهابذة الرقابة تمرير هذا المشهد المسيء للمشافي الوطنية بئس ما كتبتم و ما أخرجتم وما انتجتم وما سوقتم خسئتم بما شوهتموه من صورة الطواقم الطبية بتعاطيها مع جرحى الجيش"، وفق تعبيره.

بالمقابل ومع الجدل المتصاعد حول أحداث المسلسل البوليسي اعتبره رئيس غرف الصناعة لدى نظام الأسد "فارس الشهابي"، بأنه كأحداث تبدو مع فظاعتها و كأنها حلقات "توم و جيري" أمام الواقع الفاسد القبيح الذي نعيشه اليوم بسبب مفرزات هذه الحرب وأبطالها من ارهابيين و خونة و أمراء حرب و انتهازيين و منافقين و جبناء و مخصيين"، على حد وصفه.

هذا ولم يقتصر الجدل على هذا القطاع الطبي فحسب، بل أثار المسلسل ردود أفعال عنيفة لدى عدة شرائح منها أساتذة الجامعات الذين شنوا هجوماً على المسلسل متهمين إياه بتشويه السمعة التي يتمتعون بها، ونفى آخرون وجود بيوت دعارة في مساكن الطلاب، أما المحامين قالوا إن المسلسل يشوه صورة العدالة في سوريا، كما انتقد مسؤولي اتحاد الطلبة ووزارة التعليم المسلسل بحجة التطاول على منظومة التعليم وغرس الخوف لدى الأهالي الذي قد يدفع إلى خفض معدلات التعليم في سوريا.

واعتبر نقيب المحامين لدى نظام الأسد الفراس فارس وهو ابن ضابط المخابرات العسكرية المجرم "مظهر فارس"، أن ما ورد من بعض المشاهد التي تمس عمل المحامين في المسلسل السوري "كسر عظم"، تشكل إساءة واضحة لمهنة المحاماة، مضيفاً: نحن كنقابة نتابع الموضوع ويتم توثيق المقاطع من بعض الزملاء المحامين التي تضمنت الإساءة لاتخاذ إجراء معين سواء بمخاطبة نقابة الفنانين أم وزارة الإعلام، من دون أن يستبعد إمكانية رفع دعوى قضائية.

وقبل أيام سلّط تقرير صحفي الضوء على أعمال الدراما السورية الخاضعة لرقابة مخابرات النظام والتي برز فيها خلال الشهر الجاري عدة أعمال منها مسلسل "كسر عظم"، الذي جرى إنتاجه بطريقة بوليسية تحت أعين أجهزة الأمن التابعة لنظام الأسد، إلا أن ما ورد فيه من رفع سقف الطرح وكشف منظومة الفساد والجرائم جعله حديث الساعة عبر مواقع التواصل التي يُحظر على السوريين بمناطق سيطرة النظام التنفس عبرها.

ويثير إعداد النظام لهذه المسلسلات التلفزيونية والأفلام جدلاً واسعاً حيث تتطابق مع رواية النظام للحرب على الشعب السوري، يضاف إلى ذلك المتاجرة بمآسي السوريين وجراحهم مع تصوير تلك المشاهد في المدن والبلدات المدمرة، وسبق أن استغل النظام هذه المشاهد في تصوير أعمال مماثلة يصفها بأنها فنية، وفي حقيقتها ترويج معلن للنظام المجرم.

وتجدر الإشارة إلى أن مسلسل "كسر عظم"، تصدر المشهد هذا العام وسبقه عدة مسلسلات أثارت الجدل بعد أن تم إنتاجها تحت أعين أجهزة الأمن التابعة لنظام الأسد، وقبل أيام قليلة اتهم الكاتب السوري المعارض "فؤاد حميرة"، المخرجة "رشا شربتجي"، وشركة الإنتاج "كلاكيت" لصاحبها "إياد النجار"، بسرقة فكرة عمله "حياة مالحة" وتجسيده في مسلسل "كسر عظم"، معتبرا ذلك عملية تعفيش يتقنها شبيحة نظام الأسد.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ