فلسطينيو سوريا في الأردن يتهمون الأونروا بتجاهل معاناتهم والمماطلة بصرف مساعداتها
عبرت العائلات الفلسطينية السورية في الأردن عن استيائها وسخطها من التجاهل المتعمد من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لمعاناتهم، وعدم الاكتراث بهم، وحرمانهم من المساعدات الشتوية والعينية والغذائية المقدمة لهم، إضافة إلى تأخيرها المتعمد في صرف مساعداتها النقدية الدورية، مما أدى إلى تراكم ضغوطات الحياة عليهم، وحرمهم من تأمين متطلبات الحياة الأساسية، وجعلهم مثقلون بالديون والهموم.
وأعربت تلك الأسر التي تعيش ظروفاً إنسانية أقل ما يقال عنها بالكارثية، عن دهشتها واستغرابها من استثنائهم من المساعدات التي قدمتها سفارة سلطنة عُمان خلال شهر رمضان، والتي تم توزيعها على الفلسطينيين الأردنيين فقط، معتبرين ذلك تمييزاً واضحاً، وفق "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا".
ونقلت المجموعة عن أحد النشطاء الفلسطينيين السوريين قوله: "إن وكالة الغوث لم تصرف مساعداتها النقدية منذ أكثر من أربعة أشهر، بحجة أن ملف فلسطينيي سورية قد تم تحويله من قسم الطوارئ في الأونروا إلى قسم الإغاثة"، مضيفاً بلهجة تهكمية ما بين القسمين ضاع حقنا، فماذا نحن فاعلين، لله المشتكى وله الأمر والتدبير.
ولفت إلى أنهم تلقوا الدفعة الأخيرة من المساعدات النقدية المنتظمة من الأونروا في شهر 12 من العام الماضي، والآن استحقت الدفعة الأولى من عام 2024، إلا أن الوكالة وعلى الرغم من أننا بتنا في منتصف الشهر الرابع لم تقم بصرف مساعداتها، وحجتها بذلك أنها ترسل المساعدات جميعها لغزة، وهذا غير صحيح.
ودعا عدد من النشطاء العائلات الفلسطينية السورية في الأردن لتنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منطقة البيادر في العاصمة الأردنية عمان، للضغط عليها والمطالبة بصرف مساعداتها النقدية بشكل منتظم ودون تأخير.
وكانت أقرت الأونروا بأن اللاجئين الفلسطينيين من سورية في الأردن يواجهون ضغوطات اقتصادية متزايدة، خاصةً مع تراجع الوضع الاقتصادي في البلاد، وأكدت الوكالة أن ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية قد تدهورت خلال الأعوام الأخيرة، وأن 90% منهم يعتمدون بشكل كبير على العمل غير الرسمي والمساعدة الإنسانية.
وفي "نداء الطوارئ 2024لعام 2024، التي أطلقته الأونروا يوم 3 نيسان/ إبريل من الشهر الحالي، دعت الوكالة المجتمع الدولي إلى استمرار دعمها في سورية والأردن ولبنان لضمان مساعدة هذه الفئة الضعيفة.
وحددت الوكالة الأممية متطلبات تنفيذ مشاريع للاجئين الفلسطينيين في سورية والأردن ولبنان للعام الحالي بحوالي 415.4 مليون دولار، منها 24.4 مليون للاجئين في الأردن، مؤكدة التزامها بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية حتى مع تزايد الاحتياجات الطارئة في غزة وفي جميع أنحاء العالم.
يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى الأردن بحوالي 6,700 شخص، يعيشون في ظروف قاسية، ويواجهون عدة عوائق في الحصول على حقوقهم الأساسية، مثل التعليم والصحة والعمل، كما يتعرضون لخطر الترحيل من قبل السلطات الأردنية، وفق "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا".