"فاتح أربكان": إعادة اللاجئين السوريين "ليست حلاً جذرياً للمشكلة" ويتطلب تعاوناً إقليمياً
أكد "فاتح أربكان" رئيس حزب "الرفاه الجديد" التركي، المتحالف مع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أن إعادة اللاجئين السوريين إلى الشمال السوري لا تعتبر حلاً جذرياً للمشكلة، موضحاً أن الأمر يتطلب تعاوناً إقليمياً.
وقال أربكان في مقابلة مع موقع "العين" الإماراتي، إن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى منازلهم وأراضيهم التي هجروا منها، وهو ما لا يمكن للحكومة التركية تنفيذه بمفردها، بل يتطلب تعاوناً إقليمياً من دول المنطقة.
واعتبر أنه "من الأفضل بالطبع أن يعود اللاجئون السوريون إلى سوريا، بعد ضمان السلام والهدوء والاستقرار والأمن الشامل، وتأمين كل أنواع الأمان على أرواحهم وممتلكاتهم بدلاً من أن يكونوا محاصرين في منطقة محدودة".
وعبر أربكان عن دعمه لعملية التقارب بين أنقرة ودمشق، واهتمامه بفتح تركيا صفحة جديدة مع سوريا، وأن تكون العلاقات على أساس حسن الجوار السلمي، مؤكداً ضرورة إيجاد حل يحقق مصالح جميع الأطراف.
وسبق أن أعلن حزب اليسار الأخضر ( YSP ) عن برنامجه الإنتخابي، وقدم رؤيته حول قضايا اللاجئين السوريين في تركيا وسياسة الهجرة ومراكز الترحيل ومناهضة العنصرية ضد اللاجئين، في 11 فقرة.
تضمنت إحداها، مناهضة خطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين، والدفاع عن الحق في الحياة لكل من يعيش في تركيا، و ذلك في ظل مبادئ المساواة و التعايش المشترك، مع ضمان حصول اللاجئين (الذين هربوا من الحرب) على حقوقهم الإجتماعية الأساسية، وحماية أرواحهم وممتلكاتهم.
وشدد على ضرورة إعادة النظر في إتفاقية جنيف 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، و إلغاء الشرط الجغرافي المحدد لصفة اللجوء (تركيا وقعت على إتفاقية جنيف 1951، لكنها أضافت شرطاً جغرافياً سمح لها بمنح صفة اللجوء فقط للقادمين إليها من أوربا).
ويطالب الحزب بإلغاء نظام الحماية المؤقتة، النظام الذي ترافق مع إنتهاكات جمّة في ميدان حقوق الإنسان، و مهد الطريق لإجراءات الإعادة القسرية، والعمل على منح حق وصفة (اللاجئ) لكل من هو مقيد في نظام الحماية المؤقتة.
وأكد على ضرورة إيقاف كل الإنتهاكات اللإنسانية وغير القانونية التي يتعرض لها اللاجئون في مراكز الترحيل ( GGM )، وإنشاء وزارة خاصة بقضايا الهجرة واللاجئين، وإلغاء رئاسة الهجرة.
وسبق أن أطلق "حزب الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة التركية، حملة لترحيل اللاجئين السوريين، وعمل الحزب على نشر إعلانات ولافتات في الشوارع وعلى الطرقات في عدة مدن تركية، تحمل عبارات عنصرية منها: "أيها العالم جئنا لنتحداك.. تركيا لن تكون مخيماً للاجئين".
ويتوعد الحزب بترحيل السوريين في غضون عامين إذا وصل السلطة، وتركزت الحملة بشكل أكثر في ولاية إسطنبول التي يزيد عدد السوريين فيها عن نصف مليون شخص من إجمالي نحو 3.7 مليون لاجئ سوري، كما تضمنت الحملة وعوداً بضبط الحدود والانسحاب من اتفاقية الهجرة وإعادة قبول اللاجئين الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في عام 2016.