"ضجة مفتعلة واستغلال دنيء".. "البعث" يعلق على اختلاسات ضخمة على رأسها "الرفيق هلال"
أصدر "المكتب الإعلامي" لدى ما يسمى بـ"القيادة المركزية بحزب البعث" التابع لنظام الأسد بياناً علق فيه على ما قال إنها "عمليات تدقيق في أملاك الحزب واستثماراته خلال فترة عمل القيادة المركزية السابقة"، في إشارة إلى قضايا فساد ضخمة كُشف عنها مؤخرًا.
وقال الحزب إنه لا ينفي قيامه حالياً بمثل هذه الإجراءات، معتبراً أنها "دورية" وزعم أن ما يتم تداوله كان بمثابة "فرصة رخيصة للنيل من سمعة الحزب والتطاول على مكانته ودوره المشرف في مختلف جوانب الحياة السورية"، وفق نص البيان.
وادّعى أن "البعث مؤسسة وطنية"، وكذلك مؤسسة عريضة وواسعة ومتجذرة في الحياة المجتمعية، ولها "سجل حافل بالإيجابيات والإنجازات المشرفة" وبرر حالات الفساد بقوله إن الحزب قد يضل بعض كوادره، لكن هذا لا يؤثر "تاريخ الحزب المضيء".
وانتقد البيان ما قاله "التشكيك والتهويل والتضخيم في تناول قضايا طالما كانت مطلباً للرفاق في الحزب"، واعتبر أنه طالما أن الحزب يمارس التدقيق والمحاسبة، لماذا كل هذه الضجة المفتعلة؟ بما تحملة من نية مسبقة للشخصنة من جهة، والاساءة المقصودة لمؤسسة الحزب ككل من جهة أخرى.
واختتم بقوله "لماذا هذا الاستغلال الدنيء الذي يخفي وراءه نوايا غير نقية ومشكوك فيها، وكأن هناك من يعتاش على استمرار مظاهر الفساد التي استفحلت بعد 2011، وتوعد باستمرار تدقيق حسابات وأملاك واستثمارات الحزب، وزعم المضي بمعالجة التجاوزات مهما كانت هوية مرتكبيها.
وجاء تعليق الحزب بعد تسريب قضايا فساد وهدر للمال العام تقدر بعشرات المليارات، الأمر الذي قد تكون خلفه جهات مخابراتية تسعى إلى ترويج فكرة كاذبة تقوم على أن رأس النظام الإرهابي يقود حركة إصلاحية ومحاسبة المفسدين ضمن كوادر حزب البعث.
ونتيجة التدقيق المزعوم صدرت قرارات بالحجز على أموال أشخاص ومنع سفر آخرين، وتوقيف مديرين نافذين في قيادة الحزب، والتحقيق مع نافذين في قيادات الحزب وخارجه، علما أن الفساد سياسة ممنهجة لدى النظام ومؤسساته وليست مجرد حالات محدودة تنتهي بمسرحية محاسبة مسؤولين سابقين.
وقال الصناعي النافذ في نظام الأسد "فارس الشهابي"، "قلنالكم مئة مرة أن "الرفيق" أبو صبغة مجرد لص مكسيكي صغير"، ولفتت مصادر إلى أن المقصود في منشور من بينهم الأمين العام المساعد السابق للحزب "هلال الهلال" الذي قيل إنه على رأس قائمة البعث التي تم التضحية بها لترويج كذبة النظام في سياق محاربة الفساد.
وتذيلت سوريا قائمة ترتيب مؤشر "مدركات الفساد العالمي"، بتسجيلها 13 درجة من أصل مئة، لتحتل مع الصومال آخر دولتين في القائمة، وفق تقرير نشرته منظمة الشفافية الدولية، وكشف التقرير عن فشل معظم الدول العربية في تحسين مواقعها على مؤشر مدركات الفساد.
ويذكر أن "هلال الهلال" يُعد من أبرز قيادات الحزب المثيرين للجدل عبر تصريحاته الغير منطقية والتشبيحية، ومع معلومات توقيفه تنشر صفحات تدار من مخابرات الأسد معلومات عن فساده المالي والأخلاقي، منها قرار منح القادة البعثيين صلاحيات إرسال أولادهم للخارج وتوظيف عدة شخصيات ضمن محسوبيات، ما يؤكد أن ثمة توجه بتحييد "الرفيق" رغم خدماته التشبيحية الكثيرة.