ضحايا بانفجارات وهجمات طالت جامعي الكمأة في البادية السورية
تجددت الانفجارات والهجمات التي تتوزع على بوادي محافظة ديرالزور والرقة وحمص وحماة، حيث قتل وجرح عدد من الأشخاص العاملين في جمع الكمأة، ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه حصائل ضحايا وجرحى موسم جمع فطر الكمأة وذلك إما بسبب انفجار ألغام أرضية، أو جراء هجمات تنفذها مجموعات مسلحة يرجّح أنها تابعة لميليشيات إيران وداعش التي تنشط في المنطقة.
ووثق ناشطون في المنطقة الشرقية مقتل "ياسر الصلح"، وجرح آخرين بانفجار لغم في بادية قرية صفيان غربي الرقة، وفي سياق متصل، قتل "أحمد القليب" إثر مهاجمتهم من قبل مجهولين في بادية ريف الرقة الشرقي، وهم من أهالي قرية مغلة كبيرة شرق الرقة.
فيما عثر على جثتي عنصرين من ميليشيا الدفاع الوطني هما "أحمد السحمان و جمال العلوش" في بادية معدان شرق الرقة بعد مهاجمتهم من قبل مجهولين أثناء البحث عن الكمأة، وسط معلومات عن فقدان ومقتل حوالي 5 من العاملين في جمع الكمأة في بادية السبخة بريف الرقة.
إلى ذلك جرح أصيب شاب وطفل بجروح أدت لبتر ساقه،، جراء انفجار لغم في ناحية خشام شرقي ديرالزور، وجرح شاب بانفجار آخر في ناحية معدان بريف ديرالزور ، وأصدر مجلس محافظة ديرالزور لدى نظام الأسد تعميماً طلبت منهم فيه تحذير المواطنين عبر منابر المساجد ونشر الإعلانات.
وأكد مدير الصحة في محافظة الرقة "غياث الحمود" تزايد الحوادث المماثلة، أخرها مقتل 12 شخصاً، وأُصيب 8 آخرين نتيجة انفجار لغم في منطقة رجم العجوز بريف الرقة الشرقي، وفق حديثه لأحد المواقع الإعلامية الموالية للنظام.
وقدرت مصادر أن حصيلة حادثة معدان هي ثاني أكبر حصيلة ضحايا في حادثة واحدة خلال الموسم الحالي، ففي 25 شباط الماضي، قضى 17 مدني جراء انفجار لغم أرضي بشاحنة كانت تقل مجموعة مدنيين جنوب بلدة الرصافة.
وفي شباط الماضي قتل وجرح العشرات في أثناء عملهم بالبحث عن فطر الكمأة، بهجمات وانفجارات توزعت على منطقة تل سلمى بأقصى ريف حماة الشرقي، وجب الجراح بريف حمص الشرقي، ومنذ مطلع الشهر الحالي قتل وجرح وفقد آخرين كانوا يعملون بجمع الكمأة في جبل البشري وكباجب والشولا والتبني بريف دير الزور.
وتشهد بوادي الرقة ودير الزور وحمص وحماة، استهدافات متكررة تطال العاملين بجمع الكمأة، وتعد مناطق جبل البشري وهريبشة وكباجب من أكثر المناطق التي شهدت حوادث انفجار ألغام وهجمات مسلحة ضد جامعي الكمأة، وعلى الرغم من خطورتها ما تزال هذه المناطق مقصداً لجامعي الكمأة.
وتشير تقديرات نقلتها وسائل إعلام محلية بأن أكثر من 200 قتيل سقطوا منذ مطلع العام 2024 في بوادي دير الزور والرقة وحمص وباديتي حماة وحلب، وارتفعت حصيلة ضحايا موسم الكمأة إلى 63 حالة وفاة و32 إصابة منذ شباط الماضي.
هذا ويمتد موسم جمع فطر الكمأة من بداية شهر شباط وحتى أواخر شهر نيسان، وكان العام الماضي قد شهد تسجيل 112 وفاة على الأقل، بينما سجل العام 2022 وفاة 98 شخصاً في حوادث متفرقة خلال بحثهم عن الكمأة، وتقدر أسعار فطر الكمأة هذا العام تجاوزت عتبة الـ400 ألف ليرة للكيلو الواحد لبعض الأصناف.