ضابط إسرائيلي سابق: إلحاق الأذى بأعضاء "الثوري الإيراني" يزيد الضغط على طهران في سوريا
يزعم المسؤولون الأمنيون في دولة الاحتلال الإسرائيلي أن أنشطة الجيش على مدار السنوات عطلت خطط إيران المختلفة في المنطقة، وسط توجه جديد بزيادة استهداف كبار قادة وضباط الحرس الثوري، مما يزيد الضغط على طهران.
تال ليف رام الضابط الإسرائيلي السابق، ومحرر الشئون العسكرية بصحيفة معاريف، ذكر أن "مرور عشر سنوات مرت منذ تنفيذ الهجوم الإسرائيلي الأول على إيران وحلفائها ضمن استراتيجية "المعركة بين الحروب"، التي شرعت بها دولة الاحتلال لاستهداف شحنات الأسلحة التي ترسلها إيران إلى حزب الله في إطار الجهد المشترك مع القوات الموالية لنظام الأسد، وتركزت أهداف هذه الضربات وفق تقديرات مختلفة بإلحاق الأضرار بشحنات من أنظمة دفاع جوي ستصل للحزب".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذه الاستراتيجية تطورت لاحقا من هجمات فردية إلى أسلوب تشغيل، وفي السنوات الأولى لها حافظ الاحتلال على الغموض بشأن هذه الهجمات، ولم يشر السوريون والإيرانيون إليها، ومع مرور السنوات، زاد الاحتلال تدريجياً من حجم النشاط والهجمات المنسوبة إليه ضد أهداف إيرانية في سوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أنه "في الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس على يد الأمريكيين، الموقف السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي أنه من الممكن زيادة الضغط على إيران في الشرق الأوسط، من خلال إلحاق الأذى بالناشطين وكبار أعضاء الحرس الثوري، الذين يلعبون أدوارًا مختلفة في جهود إيران لترسيخ نفسها في المنطقة، ومشاريعها العسكرية في مناطق مختلفة، وقد يؤدي هذا الهجوم أيضًا لزيادة الضغط على إيران في سوريا".
وأوضح أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن نشاط القوات الجوية، خاصة في سوريا، نجح في تعطيل خطط إيران لوضع قوات وقدرات أكبر بكثير في الأراضي السورية، كجزء من الاستعدادات لشن هجوم ضد إسرائيل في يوم اتخاذ القرار، وأن هذا النشاط أضر بشكل كبير بخطى تقدم حزب الله في مشروع الصواريخ الدقيقة، ووتيرة تجهيزه بأنظمة أسلحة متطورة".
وأكد أن "مرور عشر سنوات على انطلاق استراتيجية "المعركة بين الحروب"، وثلاث سنوات على اغتيال سليماني، حدثان يتزامنان مع تزايد توطيد العلاقات بين روسيا وإيران على خلفية حرب أوكرانيا، وسط اعتقاد أن هذا لا يضر بحرية إسرائيل في العمل في سوريا، حتى لو زادت من نشاطها، فإن آلية التنسيق الجوي بين الجيشين الإسرائيلي الروسي، هدفه منع الاحتكاك بينهما، وهي تعمل كالمعتاد".
الخلاصة الإسرائيلية من هذا الموضوع المتطور على مدار الساعة أن استراتيجية المعركة بين الحروب واحدة من القضايا المركزية في أمن الاحتلال، الذي يبحث في عهد قادته العسكريين الجدد ما إذا كان من الضروري إجراء تغييرات عليها، وسط قناعة سائدة في أوساط الجيش مفادها أنه يمكن تصعيد حملة الدفاع الجوي ضد إيران من جهة، ومن جهة أخرى زيادة الاستهدافات الشخصية لقادة الحرس الثوري وضباطه في مختلف مناطق الجغرافيا الشرق أوسطية.