داوود أوغلو : بعيدا عن الجانب الأخلاقي هناك شروط للمصالحة مع النظام السوري
قال رئيس حزب المستقبل التركي ورئيس وزراء تركيا السابق "أحمد داوود أوغلو" أن المواقف والتصريحات الأخيرة التركية جاءت بضغط شديد من الرئيس الروسي في قمة سوتشي الأخيرة.
وشارك أوغلو في لقاء صحفي على منصة "ميديا سكوب" التي تبث على منصات Youtube والبودكاست، معلقا على تصريحات وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" التي طالب فيها بإيجاد طريقة ما للصلح بين المعارضة والنظام السوري وبدونه لن يكون هناك سلام دائم.
وقال أوغلو أنه اذا ما وضعنا الجانب الأخلاقي بعيدا.. فإن هناك 3 شروط لا بد من توفر أحدها للبدء بعملية محادثات رسمية مع النظام السوري.
وأشار أوغلو أن الشرط الأول هو أن يبدأ النظام فعليًا بعملية مصالحة وسلام داخل البلاد، لكن وهذا غير موجود الآن، أما الشرط الثاني فهو سيطرة النظام بالقوة على كامل الأراضي السورية وهذا أيضا موجود أيضا.
أما الشرط الأخير، فقال أوغلو أن تكون لهجة النظام الرسمية متعاونة مع تركيا وتسعى للتقارب معنا، وهذا أيضا غير موجود.
واضاف أوغلو أن المواقف والتصريحات الأخيرة (تصريحات وزير الخارجية) جاءت بعد ضغط شديد من الرئيس الروسي بوتين بعد قمة سوتشي الأخيرة، والهدف من هذا الضغط هو إعطاء الأسد الشرعية مرة أخرى.
وشدد أوغلو أنه كان من المفترض على أردوغان أن يقوم لبوتين إن عليه تطبيق قرار الأمم المتحدة الصادر عام 2015 والذي وقع عليه بنفسه، والذي يقضي بإطلاق عملية انتقال سياسي دون الأسد، حينها يمكن البدء بالمحادثات مع النظام لتسيير عملية الانتقال السياسي.
ونوه أوغلو أن المحادثات مع النظام لو تمت الآن بهذه الطريقة فستبدأ موجة هجرة جديدة من الشمال السوري نحو تركيا، ولن تستطيع تركيا إقناع أي لاجئ موجود على أراضيها بالعودة إلى بلاده. كيف سيعود الناس لأحضان قتلتهم؟!.
ويوم أمس خرجت مظاهرات شعبية عارمة لأبناء الحراك الشعبي السوري، في غالبية المناطق المحررة من رأس العين إلى حلب وإدلب، احتجاجاً ورفضاً لأي مساعي للتطبيع مع نظام الأسد القاتل لشعبه، بعد تصريحات وزير الخارجية التركية يوم أمس حول إمكانية إجراء مصالحة بين "النظام والمعارضة".
وأصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، السفير تانجو بيلجيتش، بياناً رداً على سؤال بخصوص الأخبار في الصحافة فيما يتعلق بنهج تركيا في الصراع السوري، مؤكداً أن تركيا كانت منذ بداية الصراع الدولة التي بذلت أكبر جهد لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد بما يتماشى مع التوقعات المشروعة للشعب.
ولفت إلى أن تركيا لعبت دورًا رائدًا في الحفاظ على وقف إطلاق النار على الأرض وتشكيل اللجنة الدستورية عبر عمليتي أستانا وجنيف، وقدمت الدعم الكامل للمعارضة ولجنة التفاوض في العملية السياسية، مؤكداً أن هذه العملية لا تتقدم بسبب النظام، وأن القضايا التي عبر عنها وزير الخارجية تشير إلى ذلك.
وأكد البيان أن تركيا تواصل توفير الحماية المؤقتة لملايين السوريين، والإسهام الفعال في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين وإيجاد حل للنزاع وفقًا لخارطة الطريق المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي. 2254.
وأشار إلى مواصلة تركيا بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي، المساهمة بقوة في الجهود المبذولة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري، كما سيستمر التضامن مع الشعب السوري.
وكان وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، قال إنه التقى بوزير خارجية نظام الأسد "فيصل المقداد"، ممثل قاتل الشعب السوري، في العاصمة الصربية بلغراد، لافتاً إلى أنه أجرى معه محادثة قصيرة خلال اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد"، أثارت موجة استنكار كبيرة في الوسط السوري الثوري.
يأتي الإقرار العلني بالتواصل وإجراء محادثات بين تركيا ونظام الأسد، بعد أيام من تسريب معلومات عن إمكانية إجراء اتصال بين الرئيس التركي أردوغان والإرهابي "بشار الأسد"، والذي أثار ردود فعل كبيرة، لقاء التغير في الخطاب السياسي التركي حيال نظام القتل والإجرام في سوريا.
وقال مولود أوغلو في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" اليوم، إن "علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم"، معتبراً أن الاتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد غير وارد حالياً.
وأوضح أوغلو: "يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف"، واعتبر أن "هناك نظام وهناك معارضة، ومع مرور 11 عاماً، مات الكثير من الناس، وترك العديد من الناس بلادهم، ويجب أن يعود هؤلاء الناس إلى بلدهم".