دعا إلى تدخل مخابرات الأسد .. استنكار وردود واسعة على بيان "مجلس محافظة السويداء"
عقد ما يسمى بـ"مجلس محافظة السويداء"، جلسته الافتتاحية للدورة العادية الخامسة يوم الاثنين الماضي، وانبثق عنها بيان رسمي، حمل توقيع رئيس المجلس الموالي لنظام الأسد "رسمي حمد العيسمي"، وأثارت دعوة المجلس الأجهزة الأمنية التابعة للنظام للتدخل جدلا واسعا واعتبر أن البيان جاء بتوجيهات استخباراتية لا سيّما وأن المجلس يتبع لنظام الأسد بشكل مباشر.
وذكر البيان، 9 بنود إلا أن أكثرها إثارة للجدل، مطالبة "القوى الأمنية والجهات المسؤولة عن حفظ الأمن ضرورة الحفاظ على أمن الموظفين والمؤسسات والدوائر لضمان استمرارية عملها دون اي عائق كان وذلك لتأمين الخدمات للمواطنين"، وفق نص البيان، علما أن البنود الأولى أعلنت دعم "مطالب المواطنين بتحسين الوضع المعيشي للمواطن ومحاربة الفساد".
واعتبر البيان أن الممثل الوحيد في محافظة السويداء "العلم الوطني علم الجمهورية العربية السورية وقائد الوطن رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار حافظ الأسد"، في إشارة إلى علم النظام السوري ورأس نظامه الإرهابي "بشار الأسد"، وتجاهل البيان جميع المطالب التي تؤكد على ضرورة التغيير السياسي.
وشدد البيان على الوقوف خلف جيش النظام السوري، "ليتم تحرير سوريا من الأحتلال الاسرائيلي والأمريكي والتركي لتعود خيرات الوطن المسلوبة التي من خلالها يتم تحسين الوضع الاقتصادي"، وفق نص البيان الذي لم يشير إلى الاحتلال الإيراني والروسي، ورفض "الفكر الانفصالي"، ودعا إلى عدم الانجرار وراء "التضليل الإعلامي".
ورصدت "شبكة شام الإخبارية"، الكثير من الردود الواسعة على البيان، وفي هذا السياق قال المحامي السوري، والناشط في مجال حقوق الإنسان، "ميشال شماس"، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إن "مجلس محافظة السويداء لايمثل الا نظام الأسد الذي عينه، والبيان الذي اصدره ويتهم فيه الحراك الشعبي السلمي في السويداء بـ "الانفصاليين" ويدعو الأجهزة الأمنية للتدخل في السويداء، كتب في مكتب علي مملوك".
وأضاف، أن البيان "محاولة مكشوفة من نظام الأسد لقمع المظاهرات الشعبية واعادتها إلى حظيرته، والرد كان في ساحات الكرامة في مختلف مناطق السويداء مزيدا من التكاتف مزيدا من الإصرار على مواصلة هذا الحراك وتطويره حتى تحقيق أهدافه برحيل هذا النظام واعادة بناء سوريا بمختلف مكوناتها على أسس جديدة بعيدا عن الاستبداد والتطرف".
وأكد المحامي السوري "أيمن شيب الدين"، في منشور رصدته شبكة شام، أن مجلس محافظة السّويداء المطعون شعبيّاً بشرعيّة تمثيله لأهالي السّويداء والذي تشكّل بناء على مسرحيّة انتخابيّة مكرورة اعتراها الكثير من التّزوير والفساد غير الخافي على أحد، وهيمنة بعثيّة وأمنيّة على ما سُميّت بانتخابات الإدارة المحليّة.
مضيفًا في خطابه لمجلس محافظة السّويداء، "أنت لا تُمثّل إلّا أعضائك، والحزبيّين المُنتفعين ومصالحهم لديك، أنت لا تُمثّل أهالي السّويداء الذين يقولون كلمتهم اليوم في ساحات المُحافظة المُطالبين بالتّغيير السيّاسي وعلى رأسه رأيسكم! رأيسكم بشر ليس بآلهة! ولا من مقدسّات ورموز الوطن افهموا عاد!"، وفق تعبيره.
وأما المحامي "نضال غزالي"، فردّ على بيان المجلس عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك" بقوله: "إن ما ينسب للحراك في السويداء من تهم باطلة عار عن الصحة، وأن صدور بيان عن جهة إدارية ذات شخصية اعتبارية لا يستند إلى حقائق يثبت أنها فاقدة للمصداقية".
وقال "سليمان المنعم"، أحد نشطاء الحراك الشعبي في السويداء، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك "إن بيان مجلس محافظة السويداء باستدعاء القوى الامنية هو بمثابة تحريض على الفوضى وبالتالي للصدام بين المتظاهرين والأفرع الأمنية نحملكم المسؤولية عن أي حادث يقع.
وتابع: "الكل يعلم انه منذ بداية الحراك لم يسجل ولا اي حادث حتى لو شجار واختفت حوادث السرقة وهذا يدل على أن تلك الحوادث بأوامر من قبل الأفرع الأمنية علما ان بيانكم هذا لا قيمة له لأنكم انتم بالاصل معينين من قبل حزب البعث بأوامر امنية بحتة وانتم لا تمثلون الا الجهات الامنية المرفوضة شعبيا".
وأكد المواطن "صالح بركة"، بأن البند الرابع من بيان مجلس محافظة السويداء يعتبر بيانا أمنيا بامتياز والذي يطلب من الأجهزة الأمنية بشكل صريح التدخل بحجة حماية مؤسسات الدولة وشرعنة استقدام الجيش والفصائل الحليفة للنظام للقضاء على الحراك الوطني الحضاري الذي أذهل العالم بنظافته.
واستطرد قائلا "لذا وجب على كل الوطنيين الأحرار الإنتباه لهذا المخطط الشيطاني القذر وتعرية أعضاء هذا المجلس الذين لا يمثلون إلا أنفسهم والوقوف ضده بكل قوة وحزم النصر لثورتنا السورية المباركة والخزي والعار لهذا النظام المجرم".
كما رد الشاعر الدكتور "عمر عبيد" على البيان الصادر عن مجلس محافظة السويداء و الممهور باسم "رسمي العيسمي"، عبر قصيدة شعرية تحمل الكثير من السخرية، واعتبر ناشطون في موقع "الرصد"، أن من الواضح أنه من خلال تفسير البيان يبدو أنه طلب رسمي من نظام الأسد لاتباع الحل الأمني في السويداء مع الاحتجاجات.
ورد ناشطون سوريون على "رسمي العيسمي"، بقولهم بما أنك تعلم جيدا أنك لم تصل إلى منصبك ومجلس مدينة السويداء كما كل المجالس الأخرى دون استثناء بصوت الناس بل بانتخابات صورية دأبت السلطة الغير شرعية أساسا على ضمان نتائجها تبعا للدراسات الأمنية، فإن بيانك الذي حررته وذيلته بتوقيعك هو أيضا غير شرعي بل ويستحق التجريم قانونا تبعا لما سبق.
وأضافوا، ردا على بيان "العيسمي"، "سيدك زعيم مافيا الأسد رئيس من هم مثلك فقط لا غير، فكل السوريين يعلمون كيف تم السطو على الدستور وتنصيبه رئيسا بقوة العسكر والسطوة الأمنية لا صوت الجماهير، وبما أنك تنادي باللاشرعية وتقر بها، وجب على سكان محافظة السويداء تجريمك حتى على هذا قانونا".
من جانبه أعلن "فراس البعيني"، عضو مجلس المحافظة إستقالته قبل أيام من هذا البيان الهزيل وقد أوضح بأن الاستقالة اتت لعدة أسباب أهمها ادارة الظهر لمطالب الشارع المحقة من قبل مجلس المحافظة
مضيفا على صفحته الشخصية "أنا لم ولن أتخلى عن واجبي ومسؤوليتي اتجاه بلدي وسوف أسعى لتغليب لغة الحوار على لغة التصعيد".
في حين قلل الدكتور "جمال الشوفي"، في تصريح لموقع العربي الجديد، من أهمية بيان مجلس المحافظة، معتبراً أن هذا المجلس هو "أحد منابر السلطة"، وأن المشاركين في البيان لا يمثلون سوى أنفسهم، منوّهاً إلى "حالة الإرباك" التي يعيشها النظام أمام ما يحدث في السويداء.
وأضاف أن بيان مجلس المحافظة جاء ليؤكد أن "السلطة ما زالت تجمع أوراقها، بعد أن فشلت في شق الصف بين مكونات المجتمع المحلي، وفي التأثير فيه عبر فعاليات اجتماعية ودينية وسياسية من خارج المحافظة وخارج سورية.. لهذا نتوقع العديد من البيانات والإشاعات، ويبقى للشارع دون سواه الرد المناسب والقرار الفصل".
وكانت كشفت مصادر دينية في السويداء، عن مساع يبذلها نظام الأسد، للتعطيل على الحراك الشعبي في السويداء، بعد تبني المرجعيات الدينية البارزة مطالب الحراك، وذلك من خلال تشكيل "هيئة روحية" للطائفة الدرزية لكل من ريف وغوطتي دمشق والقنيطرة، مركزها حي التضامن، علاوة عن اختيار مقرّب من مليشيا "الدفاع الوطني" ليكون رئيسها.
هذا توقع "المجلس الأطلسي" الأمريكي، في تقرير له، استمرار الاحتجاجات المناهضة للنظام في محافظة السويداء جنوبي سوريا، حتى تغيير الحكم في البلاد، متحدثاً عن حالة تخوف لدى أهالي المحافظة من اتباع النظام سيناريو العنف لقمع الاحتجاجات.
وتصاعدت حدة الحراك الشعبي ضد النظام في محافظة السويداء، لاسيما أيام الجمعة، مع توافد الآلاف من المحتجين إلى ساحة السير/ الكرامة، وسط المدينة، بعد أن دخل الحراك الشعبي أسبوعه الرابع على التوالي، رافعاً شعارات إسقاط النظام والتغيير السياسي.