بمشاركة "الخوذ البيضاء والشبكة السورية".. مرصد الذخائر العنقودية يصدر تقريره السنوي لعام 2023
بمشاركة "الخوذ البيضاء والشبكة السورية".. مرصد الذخائر العنقودية يصدر تقريره السنوي لعام 2023
● أخبار سورية ٦ سبتمبر ٢٠٢٣

بمشاركة "الخوذ البيضاء والشبكة السورية".. مرصد الذخائر العنقودية يصدر تقريره السنوي لعام 2023

أصدر "التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)" تقريره السنوي الرابع عشر لرصد استخدام الأسلحة العنقودية في العالم، ويقود التحالف جهود المجتمع المدني العالمي لصالح حظر الذخائر العنقودية، ومنع وقوع المزيد من الضحايا ووضع حد للمعاناة التي تسببها هذه الأسلحة. 

وسجل "مرصد الذخائر العنقودية" 1172 ضحية (قتلوا أو أصيبوا) بالذخائر العنقودية خلال الفترة الممتدة بين آب 2022 حتى حزيران 2023 في ثماني دول بينها سوريا، وهذا هو أعلى عدد من الضحايا السنوية المسجلة منذ بدأ المرصد إصدار التقارير في عام 2010.

ويغطي التقرير الفترة من آب 2022 إلى حزيران 2023 وتشارك فيه دول ومنظمات عاملة في إزالة مخلفات الحرب أو في توثيقها، وتقدم معلومات مفصلة عن مسح وإزالة الذخائر العنقودية وكذلك عن الضحايا ومساعدة الضحايا، ومراقبة الذخائر العنقودية وسياسة حظر الذخائر العنقودية واستخدامها وإنتاجها ونقلها وتخزينها على مستوى العالم، ويحتوي أيضاً على معلومات حول تأثير التلوث بالذخائر العنقودية والإصابات، بالإضافة إلى التطورات والتحديات في معالجة هذا التأثير من خلال الإزالة والتوعية بالمخاطر ومساعدة الضحايا.

وقالت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) و "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إنهما شاركا في إنجاز هذا التقرير، حيث شارك الدفاع المدني بتوفير البيانات المتعلقة بعمليات المسح غير التقني وتحديد المناطق الملوثة بالذخائر العنقودية و عمليات التخلص النهائي منها.

وساهمت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" وهي عضو في هذا التحالف الدولي، في تزويد التحالف بشكل دوري بالبيانات التي يوثقها فريقنا العامل على الأرض في سوريا، والتي تتضمن معلومات عن الضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا، ومكان وقوع الحادثة، ومحاولة التعرف على الجهة التي قامت باستخدام الذخائر العنقودية، والتي تكون إما النظام السوري أو النظام الروسي، فلم نوثق طوال اثني عشر عاماً استخداماً للذخائر العنقودية من قبل بقية أطراف النزاع في سوريا.

وانضم الدفاع المدني السوري، العام الماضي بشكل رسمي إلى الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية _ تحالف الذخائر العنقودية (ICBL-CMC) والتي يتبع لها مرصد الذخائر العنقودية الذي أصدر التقرير، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها من خلال عمله في إزالة مخلفات الحرب في سوريا ولتسليط الضوء على الإرث الثقيل طويل الأمد الذي تركته مخلفات الحرب على السوريين وضرورة مكافحة هذه المخلفات وحماية المدنيين من أثرها القاتل.


ارتفاع في عدد الضحايا بسبب الذخائر العنقودية

سجل المرصد 1172 ضحية ( قتلوا أو أصيبوا) جديدة للذخائر العنقودية في ثمانية بلدان خلال الفترة التي يغطيها التقرير (من آب 2022 إلى حزيران 2023) وهو أعلى عدد سنوي من الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا بسبب الذخائر العنقودية، سجله مرصد الذخائر العنقودية منذ أن بدأ تقديم التقارير لأول مرة في عام 2010.

وأكد التقرير أن هذه النتيجة المرتفعة بسبب الخسائر البشرية الناجمة عن استخدام روسيا المتكرر للذخائر العنقودية في جميع أنحاء أوكرانيا، وهجمات الذخائر العنقودية في سوريا خلال عام 2022، والزيادة الكبيرة في عدد الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية في اليمن.

وفي عام 2022، كان 95% من ضحايا الذخائر العنقودية التي سجلها المرصد من المدنيين، ومن بين جميع الضحايا المسجلين في عام 2022، كان ما مجموعه 987 ضحية بسبب هجمات بالذخائر العنقودية، بينما نتجت 185 حالة بسبب مخلفات الذخائر العنقودية، وتم تسجيل ضحايا مباشرة من هجمات الذخائر العنقودية في ثلاث دول خلال عام 2022، هي ميانمار (لأول مرة)، وسوريا، وأوكرانيا، ويمثل إجمالي الضحايا السنوي لمخلفات الذخائر العنقودية في عام 2022 زيادة كبيرة من 149 ضحية مسجلة في عام 2021.

ومن بين 916 ضحية من الذخائر العنقودية المسجلة في أوكرانيا خلال عام 2022، كانت 890 منها بسبب هجمات بالذخائر العنقودية، كانت الضحايا الـ 26 المتبقية من مخلفات الذخائر العنقودية، لقد تجاوزت أوكرانيا الآن سوريا من حيث الخسائر السنوية الناجمة عن الذخائر العنقودية، وخلال السنوات الماضية شهدت سوريا مراراً وتكراراً أعلى إجمالي سنوي للضحايا مقارنة بأي دولة أخرى، كل عام من عام 2012 إلى عام 2021.

وفي عام 2022، تم تسجيل ما مجموعه 185 ضحية من مخلفات الذخائر العنقودية على مستوى العالم، مع مقتل 50 شخصًا وإصابة 134 آخرين، يمثل هذا زيادة من 149 ضحية ناجمة عن مخلفات الذخائر العنقودية في عام 2021، ومع ذلك، من المرجح أن يكون العدد الإجمالي لعام 2022 أعلى بكثير بحسب التقرير.

 

استخدام الذخائر العنقودية في سوريا

قال التقرير إن قوات النظام استخدمت الذخائر العنقودية على نطاق واسع في الفترة من 2012 إلى 2020، قبل أن تنخفض التقارير عن الاستخدام الجديد في عام 2021 وتم استخدام الذخائر العنقودية مرة أخرى في تشرين الثاني 2022، في هجمات وثقتها الأمم المتحدة .

في 6 تشرين الثاني 2022، قُتل ثمانية مدنيين وأصيب ما لا يقل عن 75 آخرين عندما استخدمت قوات النظام، بدعم عسكري روسي، الذخائر العنقودية في هجمات على مخيم مرام للنازحين بالقرب من كفر جالس، ومخيمات أخرى للنازحين في إدلب، كانت الذخائر العنقودية المستخدمة عبارة عن صواريخ أوراغان من سلسلة 9M27K عيار 220 ملم تحتوي على ذخائر صغيرة من نوع 9N235 أو 9N210. 

وأفادت هيومن رايتس ووتش في وقت سابق عن استخدام الحكومة السورية لهذا النوع من صواريخ الذخائر العنقودية، بما في ذلك في هجوم استهدف مخيماً للنازحين داخلياً في تشرين الأول 2015.

لقد أدى الضرر الذي لحق بالمدنيين الناجم عن استخدام الذخائر العنقودية في سوريا إلى إدانات من أكثر من 145 دولة، منذ أيار 2013، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 10 قرارات تدين استخدام الذخائر العنقودية في سوريا، و منذ 2014، اعتمدت الدول أيضا أكثر من 18 قرارا لمجلس حقوق الإنسان يدين استخدام الذخائر العنقودية في سوريا. وأصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا تقارير عديدة تتضمن تفاصيل هجمات بالذخائر العنقودية من قبل نظام الأسد.

 

التركيبة السكانية لضحايا الذخائر العنقودية

شكل المدنيون 94.5% (1109) من إجمالي الضحايا المسجلين خلال عام 2022، حيث تتوافق النسبة المرتفعة للضحايا المدنيين بسبب الذخائر العنقودية في عام 2022 مع النتائج المستندة إلى تحليل البيانات التاريخية، ويعود هذا التأثير المستمر والمتوقع وغير المتناسب على المدنيين إلى الطبيعة العشوائية لهذه الأسلحة.

في عام 2022، استمرت نسبة الضحايا من الأطفال بسبب مخلفات الذخائر العنقودية في الارتفاع، حيث بلغت 71% ، وقد شكل الأطفال ثلثي (66%) من ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية في عام 2021 و44% في عام 2020، وفي عام 2022، شكل الأطفال غالبية الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية في العراق ولبنان وسوريا وأوكرانيا واليمن.

 

التلوث بمخلفات الذخائر العنقودية

بحسب تقرير مرصد الذخائر العنقودية يوجد 26 دولة وثلاث مناطق ملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية منها 12 دولة منضوية ضمن اتفاقية الذخائر العنقودية وعليها التزامات بإزالة الذخائر العنقودية، في حين يوجد 14 دولة غير موقعة وثلاث مناطق أخرى ملوثة بالذخائر العنقودية وظل عدد الدول والمناطق التي أدرجها المرصد على أنها ملوثة أو متأثرة بمخلفات الذخائر العنقودية دون تغيير منذ عام 2021.

وفي سوريا، تم استخدام الذخائر العنقودية على نطاق واسع بين عامي 2012 و2020، في 13 محافظة من أصل 14 محافظة، الاستخدام انخفض في عام 2021، ومع ذلك، تم الإبلاغ عن استخدام جديد للذخائر العنقودية في تشرين الثاني 2022 في مخيمات النازحين داخليًا في سوريا بعد شن قوات النظام هجمات استهدفت المخيمات، وفي أوكرانيا، تم الإبلاغ عن هجمات واسعة النطاق بالذخائر العنقودية في عام 2022 والنصف الأول من عام 2023 بعد الغزو الروسي، مما أدى إلى تلوث واسع النطاق.

 

استجابة الدفاع المدني السوري للهجمات بالقنابل العنقودية:

تشكل القنابل العنقودية تهديداً كبيراً على حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، نظراً لعدم إمكانية حصر النطاق المكاني الملوث بهذه القنابل واستخدامها المتواصل من قوات النظام وروسيا في هجماتهم ضد المدنيين.

واستجابت فرق الدفاع المدني خلال العام الماضي 2022 لـ 5 هجمات عنقودية محرمة دولياً، كان منها هجوم بصاروخ أرض - أرض محمل بقنابل عنقودية، على مخيمات كفرجالس غربي إدلب راح ضحيته 9 مدنيين وأصيب نحو 70 آخرين، وهجومٌ مماثل على مزارع خربة الناطور أصيب على إثره مزارعان يعملان بقطاف الزيتون، وهجوم ثالث على أطراف بلدة بسنقول جنوبي إدلب وهجوم رابع على مزارع قرية الغفر غربي إدلب، بينما استهدفت غارة جوية روسية محملة بقنابل عنقودية حارقة، الأطراف الغربية لمدينة إدلب.

وفي عام 2021 استجاب الدفاع المدني السوري لثلاث هجمات عنقودية شنتها قوات النظام وروسيا، جميعها كانت بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، استهدف أحدها سوقاً للمحروقات، وفيما استهدف هجومان منها تجمعاً لمحطات بدائية لتكرير الوقود في ريف حلب الشرقي.

واستجاب الدفاع المدني السوري لـ 20 هجوماً بقنابل عنقودية على شمال غربي سوريا خلال عام 2020، هجومان منها استهدفا مدرستين، وهجوم استهدف سوقاً شعبياً، و 11 هجوماً استهدف منازل المدنيين، وباقي الهجمات استهدفت طرقات ومناطق زراعية.

ولا تستهدف الذخائر العنقودية هدفا محدداً، فهي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة، وقد تصل نسبة القنابل التي لا تنفجر مباشرة بعد ارتطامها بالأرض لنحو 40% بحسب الأمم المتحدة، ما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقاً، فرق الدفاع المدني السوري وثقت استخدام نظام الأسد وروسيا لأكثر من 11 نوعاً من القنابل العنقودية (جميعها صناعة روسية).

 

الإرث القاتل لمخلفات الحرب

مع استمرار الحرب وتعمّد قوات النظام وروسيا القصف بالقنابل العنقودية وغيرها من الذخائر، يعيش السوريين خطراً طويل الأمد على حياة الأجيال القادمة وخاصة الأطفال لجهلهم بماهية هذه الذخائر وأشكالها وخطرها على حياتهم.

ووثق الدفاع المدني السوري خلال العام الماضي 32 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا أدت لمقتل 29 شخصاً بينهم 13 طفلاً وإصابة 31 آخرين بينهم 22 طفلاً، وامرأة.

وأجرت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري خلال عام 2022 أكثر 1300 عملية مسح غير تقني في أكثر من 430 منطقة ملوثة بالذخائر، وأزالت 990 ذخيرة متنوعة من بينها 430 قنبلة عنقودية، في 890 عملية إزالة، وقدمت الفرق جلسات توعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب استفاد منها 50 ألف مدني من بينهم أطفال ومزارعون.

في السياق، تعمل "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في هذه الشراكة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية وللحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية بشكل جماعي بما فيها إيقاف استخدام الذخائر العنقودية والألغام الأرضية المضادة للأفراد، وخفض عدد الأراضي الملوثة بالذخائر العنقودية والألغام الأرضية، وإحراز تقدم ملموس في نوعية الحياة لضحايا الألغام والذخائر العنقودية.

ووفق الشبكة، تشكل الذخائر العنقودية التي استخدمت على مدى السنوات الاثنى عشر الماضية تهديداً حقيقياً لحياة السوريين وبشكل خاص لأطفالهم، وللتخفيف من فداحة هذه المخاطر فإننا بحاجة إلى مزيدٍ من الدعم اللوجستي لصعوبة توثيق الأماكن التي انتشرت فيها الذخائر العنقودية، كما يجب أن يزداد الدعم للمنظمات العاملة في إزالة هذه المخلفات، وبشكل خاص الدفاع المدني، وكذلك المنظمات الطبية العاملة على علاج حالات البتر والإعاقة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ