بهدف جلب الدعم والتبرعات.. "نظام الأسد يتخبط ويُضخم أعداد ضحايا الزلزال بمناطق سيطرته
أثار تخبط الأرقام والحصائل المعلنة من قبل إعلام النظام حالة من الشكوك التي تشير إلى قيام النظام بالتلاعب بحجم الخسائر البشرية والمادّية لاستجلاب الدعم والتبرعات، وسط تأكيدات على تضخيم حجم الخسائر البشرية لا سيّما في محافظة اللاذقية غربي سوريا.
وقدّر نظام الأسد أمس الإثنين، عبر تصريحات أوردها محافظ اللاذقية "عامر هلال"، عدد ضحايا الزلزال في المحافظة بلغ 805 حالات وفاة، و1131 مصاباً، مع تهدم 103 أبنية، مشيرا إلى انتهاء أعمال البحث عن الضحايا في كل المواقع بالمحافظة.
وزعم أن مجلس المحافظة التابع للنظام افتتح 47 مركزاً للإيواء على مستوى، إلا أن الحصيلة الواردة أثارت شكوك كبيرة حول صحتها، سيما مع وجود تناقض بينها وبين حصيلة الطب الشرعي باللاذقية، الذي أشار في 11 الشهر الجاري إلى حصيلة أدنى من الرقم المعلن حديثا كما أكد حينها أن الحصيلة نهائية.
وكشفت رئيس الطبابة الشرعية في اللاذقية "منال الجدع"، عن تسجيل 614 وفاة في اللاذقية، 940 إصابة موزعين على جبلة 282 حالة وفاة، والمشفى الوطني 151 وفاة، ومشفى تشرين 120 وفاة، وقالت إنه تم تسليم جميع الجثامين لذويهم، حسب تعبيرها.
وأكدت أن عملية الكشف عن الضحايا انتهت تقريبا في اللاذقية ولا يوجد أشخاص يبحثون عن ضحايا، وبالنسبة لمجهولي الهوية، يوجد حالة واحدة فقط لطفل مجهول الهوية في محافظة اللاذقية، فيما يتم التعرف على مجهولي الهوية من قبل الأهل، على حد قولها.
من جانبه قدر رئيس الطبابة الشرعية في حلب "هاشم شلاش"، مؤخرا بأن إجمالي عدد الضحايا في حلب وصل إلى 443 وفاة (199 ذكور، 232 إناث)، و162 منهم أطفال، بلغ عدد الإصابات حتى اللحظة 700 إصابة.
وأضاف أن معظم الإصابات تخرجت معظمها من المستشفيات وبقي حوالي المئة إصابة موزعين على مشفى الجامعة ومشفى الرازي، مقدرا وجود 16 جثة مجهولة الهوية في حلب، تم التعرف على 5 منهم.
وحسب وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد بلغ عدد الضحايا في حماة 51 وفاة و73 إصابة، من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1414 وفاة، ونحو 2350 إصابة، في عموم مناطق اللاذقية وحلب وحماة.
هذا وقد قدم الدكتور في كلية الاقتصاد في إحدى كليات جامعة تابعة لنظام الأسد "علي كنعان" إحصائية تقريبية لحجم الخسائر التي خلفها الزلزال المدمر والتي بلغت 2 مليار دولار في حلب وحماة واللاذقية، والتقديرات الأولية تقول إن حجم الخسائر تجاوز 5 مليارات دولار، وفق تقديراته.
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد يعمل على التلاعب بأعداد الضحايا بشكل عام وذلك لاستغلال الكارثة للمطالبة بالدعم والتبرعات لصالح مناطق سيطرته، من خلال زيادة حجم الخسائر البشرية والاقتصادية، وكل ذلك يأتي في ظل انعدام الشفافية أو وجود جهات مستقلة محلية أو دولية سواء طبية أو غيرها للوقوف على حقيقة الخسائر وضمان وصول الدعم والتبرعات إلى المتضررين من الزلزال.