
بدون تبريرات .. "الإدارة الذاتية" تخفض مخصصات وقود التدفئة للموسم المقبل
خفضت "الإدارة الذاتية"، الذراع المدني لـ "قوات سورية الديمقراطية"، (قسد) كميات وقود التدفئة للموسم المقبل 2022 وذلك وفق بيان رسمي ورد بدون تبريرات، عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك.
وحسب بيان الإدارة فإنها ناقشت آلية توزيع بطاقات المحروقات المنزلية لكل عائلة حيث تبلغ كمية مازوت التدفئة 300 لتر لكل أسرة تعطى دفعة واحدة، وبذلك جرى تخفيض مخصصات المواطنين بما يصل إلى 100 ليتر من المازوت.
وقالت مصادر محلية إن ال كميات وقود التدفئة للموسم الحالي كانت محددة بـ 400 ليتر مازوت، ورغم ذلك جرى خلل ملحوظ في توزيعها حيث وصلت منقوصة وفي كثير من الحالات 200 ليتر فقط، وسط مخاوف من تقلص الكميات بشكل كبير بعد أن حددت رسميا بـ 300 ليتر فقط.
وجاء قرار الإدارة الذاتية المتضمن تحديد الكمية بعد أن عقدت الإدارة العامة للمحروقات أمس السبت اجتماعاً لمناقشة مخصصات وقود التدفئة، بحضور عدة شخصيات وأكد الاجتماع في ختامه على مرافقة عاملي مديريات المحروقات الصهاريج أثناء التوزيع بالتنسيق مع "مجالس الأحياء والكومينات".
وسبق أن أنشأت الإدارة أكثر من 3000 كومين في مناطق سيطرتها، وتواجه هذه الكومينات تهماً كثيرة من قبل المدنيين تصل إلى وصفها بأنها البديل الرسمي للمفارز الأمنية والفرق الحزبية إبان سيطرة نظام الأسد، والإشارة إلى أن معظم رؤساء تلك الكومينات من الأشخاص الأميين أو الذين لا يملكون إلمام يخولهم في شغل مسؤوليات مجتمعية.
وكانت نشرت وكالة الأبناء "فرانس برس"، تسجيلاً مصوراً ظهر خلاله عدد من المدنيين في الحسكة الخاضعة لـ"قسد"، وهم يبحثون عن قوت يومهم في مكبّ للنفايات، في مشهد يعكس مدى تدهور الأوضاع المعيشية فيما تستحوذ الميليشيات على أهم الموارد في المنطقة وتحرم سكانها منها.
هذا ولقيت المشاهد رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي فيما علق ناشطون سوريون عليها بانتقاد ممارسات ميليشيات "قسد"، المتمثلة بالاستحواذ على موارد مالية ضخمة لا سيما النفط والقمح والقطن، وحرمان المدنيين منها، وفقاً لما ظهر جلياً عبر التسجيل المصور مؤخراً.
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق شمال وشرق سوريا شهدت العام الماضي حالة من الغليان الشعبي، بعد قرار أصدرته "الإدارة الذاتية" الكردية، وقضى برفع أسعار المحروقات من بنزين ومازوت وغاز إلى مستويات غير مسبوقة، في خطوة مفاجئة لم تتضح الأسباب والمبررات، وبقيت حيز التنفيذ رغم مزاعم التراجع عنها لتخفيف الاحتقان الشعبي.