باحث غربي: نظام الأسد لايملك الموارد أو الرغبة في دخول حرب غـ ـزة المحفوفة بالمخاطر
أكد "حايد حايد" الباحث بمركز "تشاتام هاوس" في لندن، أن نظام الأسد "الممانع" قد لايملك الموارد اللازمة أو الرغبة في الشروع في دخول حرب غزة المحفوفة بالمخاطر، معتبراً أن وجود قوات تدعمها إيران على الحدود الجنوبية، يفتح الباب واسعاً أمام أطراف أخرى لتنفيذ هذه الخطوة.
وأوضح "حايد" في مقال نشرته "المجلة"، أن الرد الرسمي من النظام في سوريا ركز على إصدار بيانات رسمية تدين إسرائيل، لكن رغم الامتناع عن استخدام لغة التهديد العلنية، إلا أن الخطوط الأمامية السورية مع إسرائيل "لم تبق هادئة".
ولفت إلى أن الحجم المحدود للمناوشات على جبهة سوريا، غايتها إيصال رسائل سياسية إيرانية عبر الوسائل العسكرية، مفادها أن إحجام دمشق عن المشاركة على نحو مباشر لا يعني أن الفصائل المسلحة الأخرى لا يمكنها القيام بعمل كهذا، وفق "المجلة".
وأضاف التقرير أن "هذا أمر يتمتع بأهمية، وبخاصة عند النظر إلى واقع أن الميليشيات غير السورية العاملة هناك تتلقى توجيهاتها من إيران وليس من دمشق"، وأشار إلى أن احتمال حدوث مواجهة عسكرية أكبر مع إسرائيل انطلاقا من سوريا لا يزال منخفضاً نسبياً، مشيرة إلى جبهة سوريا ستستمر كساحة معركة تنخرط فيها دول أخرى، وعلى رأسها إيران وإسرائيل، في صراع عن بُعد.
وسبق أن قالت مصادر إيرانية مقربة من "الحرس الثوري الإيراني"، قائد "فيلق القدس" إسماعيل قاآني، زار سوريا مرتين منذ بدء الأحداث في غزة، بهدف إنشاء غرفة عمليات مشتركة للميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق والتنسيق فيما بينها.
ولفتت المصادر إلى أن قاآني، أبلغ "بشار الأسد" برغبة إيران بتجهيز الجبهة السورية، ورفع حالة التأهب القصوى للميليشيات على خلفية الحرب في قطاع غزة، موضحة أن إيران تعلم بعدم رغبة الأسد في دخول حرب غزة.
وعللت موقف الأسد، بأن الوضع في سوريا صعب ولايحتمل حربا جديدة، لكنه في الوقت نفسه لا يمكن للأسد أن يرفض طلب طهران، في وقت رأى مسؤول استخباراتي إيراني مقرب من "الحرس الثوري"، أن التصعيد سيكون من سوريا وليس من لبنان، حفاظاً على ميليشيات "حزب الله" اللبناني.
وكان أعلن نظام الأسد في بيان، يوم الأربعاء، الحداد الرسمي العام لمدة ثلاثة أيام، وتُنكّس الأعلام في جميع أنحاء البلاد، تضامناً مع ضحايا القصف الإسرائيلي على مشفى المعمداني في قطاع غزة، في الوقت الذي تواصل مدفعيته وطائرات حلفه الروسي دك مدن وبلدات ريف إدلب، ونشر الموت فيها.
وجاء في بيان صادر عن النظام: "تعلن حكومة الجمهورية العربية السورية الحداد الرسمي العام لمدة ثلاثة أيام، بدءاً من تاريخ 18/10/2023، على الضحايا الأبرياء الذين ارتقوا جرّاء اعتداء قوات الإجــرام الصــهيونية الذي استهدف مستشفى المــعمداني بقطــاع غــزّة في فلسطين الشقيقة بتاريخ 17/10/2023، وتُنكّس الأعلام في جميع أنحاء الجمهورية، وفي جميع السفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج طيلة هذه المدة".
في مفارقة عجيبة وعُهر إعلامي، يضعك الموقف الذي يتخذه نظام الأسد من جرام الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في موقع الذهول والاستغراب، فكيف لمجرم حرب قتل ونكل بشعبه ولايزال يمارس كل أصناف الموت بحقهم، أن يتعاطف من أهالي غزة ضد إجرام شبيه بإجرامه، فـ "إسرائيل والأسد" وجهان لمجرم واحد، لم يشبع من دماء الأبرياء.
منذ سنوات ونظام الأسد، يحاول أن يُقنع مواليه، أنه في خندق واحد مع حلف "المقاومة والممانعة" المزعوم، ويضع نفسه في موضع المدافع عن القدس، وهو الذي باع الجولان السوري لإسرائيل، وترك القضية الفلسطينية خلف ظهره، ليدير مدافعه وراجماته لصدر الشعب السوري الأعزل، فيقتل ويُدمر ويُهجِّر ويَرتكب أبشع الجرائم بحقهم.
لم يتردد الأسد يوماً في استهداف الشعب السوري، في مدنه وبلداته، بكل أصناف القذائف والمدافع وصواريخ الطائرات، ولم يتردد في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، فيقتل مئات الآلاف، ولايزال، بشراكة حلفائه في المقاومة "إيران وحزب الله والميليشيات الفلسطينية التي تزعم انتمائها لقضية فلسطين في سوريا"، ثم ليخرج اليوم ويعلن إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وبعد كل الجرائم التي ارتكبها ولايزال يرتكبها الأسد في سوريا، يخرج علينا "الممانع" ليدين مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واصفاً إياها بأنها من أبشع المــجازر وأكثرها دمــويةً، متناسياً "الأسد" حجم جرائمه التي ترقى لجرائم ضد الإنسانية وجرائم جرب، أدانتها وأثبتتها المنظمات الدولية.
فخلال أكثر من عقد مضى، ونظام الأسد يواصل جرائمه، يقتل البشر وتدمير الحجر، لم تسلم من قصفه مستشفيات أو مدارس أو حتى دور عبادة، مستخدماً شتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها الأسلحة الكيميائية، ليخرج "الأسد" اليوم من وحل الدماء التي أغرق بها الشعب السوري، ويظهر تعاطفه المزعوم مع أهل غزة، في مفارقة ترقى لأعلى درجات العهر الأسدي.