بعد روسيا .. إيران تتفاخر بتجربة أسلحتها واستعراض القوة في سوريا
بثت مواقع إيرانية ناطقة باللغة الفارسية، فيلماً وثائقياً، استعرض استخدام الأسلحة الإيرانية ومراحل تطوير "المسيرات" والمناطق التي نشطت فيها لا سيما سوريا، التي تعتبرها إيران بيئة خصية لتجربة أسلحتها وذخائرها على أجساد ومنازل السوريين أسوة بما فعلته روسيا التي طالما تتباهى بتجربة الأسلحة في سوريا.
وتداولت صفحات إخبارية مقربة من نظام الأسد مشاهد مصورة من الفيلم، قالت إنها، "تحت بند سمح بلنشر لأول مرة دخول مسيرة شاهد-129 الى مطار T4 العسكري السوري للمشاركة في الحرب ضد الإرهاب، قبل 8 أعوام"، وفق تعبيرها.
وذكرت أن المشاهد التي تم الإفراج عنها لأحد منتجات الإيرانية صاروخ Sam358 وهو يسقط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-1 وهو صاروخ كروز يحتوي على حزمة توجيه لنظام الملاحة بالقصور الذاتي.
يُضاف إليها نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية بالإضافة إلى جيروسكوب عمودي ووحدة بيانات جوية وأجهزة الاستشعار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وللصاروخ أداء أقل من سرعة الصوت مع مدى طويل وقدرة على التحمل ويستطيع الصاروخ التسكع و القيام بمهام انتحارية.
وجاء في الفيلم الوثائقي بعنوان "پرچمدار" استعراض مراحل تطوير المسيرات إبان الحرب مع العراق، واعتبر أن المسيرة الإيرانية شاهد 123 استطاعت أخذ صور حية للقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة في نهاية العقد الأول من القرن الحالي، وذكر أن سقوط طائرة مسيرة إسرائيلة وأخرى أمريكية ساعد إيران قي تطوير المسيرات القتالية والتجسسية.
ويشير الفيلم إلى أن تدخل المسيرات الإيرانية في سوريا يعود إلى عام 2011، عندما نُقلت منظومتان من طراز (أبابيل 3) إلى هناك، وفي العامين التاليين (2012-2013)، نقلت إيران مسيرتي صادق وشاهد 121 بهدف نقل الصور الحية من ميدان العمليات الحربية إلى القيادات العسكرية في غرف العمليات.
ولفت مسؤول إيراني إلى أنه قبل الحرب في سوريا، لم تلقَ مشاركة المسيرات الإيرانية في مهام العمليات القتالية ترحيباً كبيراً من قبل القادة العسكريين الإيرانيين، خاصة المجرم قاسم سليماني، في حين رحبوا بها في العمل الاستخباري والحصول على المعلومات الجوية الاستطلاعية.
واعتبر بأن إيران نجحت في إرسال نسخة من شاهد 129 النسخة القتالية إلى المنطقة (مطار حلب الدولي) في عام 2015، ويذكر أن إيران فقدت أكثر من سبعة خبراء وفنيين متخصصين في مجال المسيرات، هجوم شنته إسرائيل على مطار التيفور بحمص، 2018.
ووفقا للمشاهد التي وردت في الفيلم، كان الإيرانيون يشاهدون عمليات القصف بشكل مباشر حتى لحظة إصابة الهدف، ويقدر أن إيران أطلقت قرابة 700 قنبلة من مسيرة شاهد 129 في مناطق مختلفة من العراق وسوريا.
وكانت نفت طهران رسميا أن يكون لديها نية لبيع طائرات مسيرة لروسيا، وقالت إن ما سلمته لموسكو كان قبل الحرب على أوكرانيا، ومن أبرز المسيرات الإيرانية التي يتم الحديث عن تزويد روسيا بها، المسيّرة الصغيرة "شاهد-136" أو "طائرة الكاميكازي".
وسبق أن قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن جيش بلاده جرب أكثر من 320 نوع سلاح مختلف خلال عملياته في سوريا، وأضاف في كلمة له، في شركة "روست فيرتول" الروسية لصناعة المروحيات، أن الأخيرة طورت إحدى مروحياتها نتيجة العمليات العسكرية في سوريا.
وأضاف أنه وبفضل العمليات العسكرية في سوريا، قام الجيش الروسي بتجربة أكثر من 320 نوع سلاح مختلف، بما في ذلك المروحيات، وشدد على أن نسبة الأسلحة والمعدات الحديثة لدى الجيش الروسي، تصل إلى 70 بالمئة، لافتاً إلى أن هذه النسبة من بين الأعلى مقارنة بباقي جيوش العالم، وفق تعبيره.
ويذكر أن نظام الأسد استجلب الاحتلالين الروسي والإيراني ضمن مساعي إخماد الثورة السورية، وشاركت كلا من الميليشيات الإيرانية والروسية نظام الأسد في تدمير وتهجير وقتل الشعب السوري، وسيطرت على مواقع واسعة بعد استخدام سياسة الأرض المحروقة، وبسطت نفوذ واسع تضمن مرافئ ومطارات وقواعد وأحياء عديدة في عموم سوريا.