بعد إقالته .. "الإنقاذ" تراوغ وتعيد تعيين "الحسين" عميداً بجامعة إدلب
بعد إقالته .. "الإنقاذ" تراوغ وتعيد تعيين "الحسين" عميداً بجامعة إدلب
● أخبار سورية ١٩ أكتوبر ٢٠٢٣

بعد إقالته .. "الإنقاذ" تراوغ وتعيد تعيين "الحسين" عميداً بجامعة إدلب

كشفت مصادر محلية عن إعادة وزارة التعليم العالي في حكومة "الإنقاذ"، تعيين الدكتور "عبد الرزاق الحسين"، عميداً لكلية الهندسة المعمارية وذلك في مراوغة جديدة حيث سبق للوزارة ورئاسة جامعة إدلب إعلان إنهاء تكليف "الحسين" بعد إثارة الجدل حول وصول ابنته خريجة جامعات النظام إلى الشمال السوري.

ولم يعلن قرار عودة  "عبد الرزاق الحسين"، إلى عمادة الكلية رسمياً، في حين لم تنفي وزارة التعليم العالي أو رئاسة الجامعة هذه المعلومات ولم تعلق عليها، وتعتمد معظم مؤسسات الإنقاذ أسلوب امتصاص الصدمات إعلامياً والمراوغة ثم تعود وتفرض قراراتها بعد تخفيف الضغط الشعبي والاحتقان عبر قرارات وهمية، ضمن سياسة ممنهجة تقوم على استغباء الجمهور.

وتظهر صفحة الكلية الرسمية في آخر منشور لها بتاريخ 12 أيلول الماضي، إعلان عن "بدء التسجيل على امتحان القبول في كلية الهندسة المعمارية"، وتظهر البيان ممهور بتوقيع الدكتور "محمد وائل الخالد"، المكلف بتسيير أعمال كلية الهندسة المعمارية، ما يشير إلى أن إعادة الدكتور "الحسين" لعمادة الكلية قد جرى بعد ذلك التاريخ خلال الفترة الماضية.

وفي يوليو/ تمّوز الماضي، كتب "أحمد حامد أبو حجر"، الرئيس السابق لجامعة إدلب، منشوراً اعتبر فيه أن "بالنسبة لتعيين الدكتور عبد الرزاق الحسين عميد لكلية الهندسة المعمارية، فهو الوحيد في تخصصه وهو موجود في المحرر منذ بداية الثورة وتقلد مناصب عدة في جامعات المحرر وهو مستشار لمعبر باب الهوى".

وجاء ذلك خلال تعليقه على تسجيل مصور نشر على وسائل التواصل يظهر تكريم ابنة الدكتور عبد الرزاق الحسين، قائلا: إن "تشكيل الفريق المنظم والمشرف على المعرض هو من صلب عمل عمادة الكلية، ولم تعرض الأسماء على رئاسة الجامعة وليس لي علم بأن هناك أشخاص من خارج طلاب ومدرسي جامعة إدلب أو المشاركين في المؤتمر سيتم تكريمهم في ذلك المؤتمر".

وفي 29 تمّوز 2023 أصدرت رئاسة جامعة إدلب شمال غربي سوريا، قراراً يقضي بمقترح إنهاء تكليف الدكتور عبد الرزاق الحسين، إلى جانب مقترح ينص على "فصل كل مدرس في جامعة إدلب "ساعات، عقد، تعيين"، في حال إثبات أن لديه ابن أو ابنة يدرس في جامعات النظام المجرم"، ومن المنتظر موافقة وزارة التعليم العالي على المقترحات المعلنة.

وكانت كشفت مصادر عن وصول ابنة "الحسين"، إلى الشمال السوري، بعد تخرجها من جامعة إيبلا الخاصة في مناطق سيطرة نظام الأسد، الأمر الذي تكرر رغم مزاعم وجود قرارات رسمية تحد من هذه الحالات التي تحولت إلى ما يشبه ظاهرة وسط تسهيلات سلطات الأمر الواقع.

وتداول ناشطون مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد تخرج الطالبة "مها الحسين"، من كلية الهندسة المعمارية في جامعة إيبلا التابعة لنظام الأسد مؤخرا، قبل وصولها إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، لتحظى بمكانة جديدة ضمن الدوائر التعليمية الخاضع لحكومة الإنقاذ و"هيئة تحرير الشام".

ومما أثار الجدل حول هذه الحالة أن ابنة العميد كانت تدرس في جامعات النظام، لكن المفارقة بأنها تدرس اختصاص العمارة الذي والدها عميد الكلية فيه، وسبق أن ظهر والدها إلى جانب متزعم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، كما تحدث مطولا عن كلية الهندسة المعمارية في إدلب التي لم يدّرس ابنته فيها.

وتشير معلومات ومقاطع مصورة إلى تعيين وتكريم "مها الحسين" ضمن اللجنة المنظمة للمؤتمر الهندسي الأول الذي أقامته جامعة إدلب مؤخراً، حيث قام الدكتور الحسين بتكريم ابنته ومنحها درعاً باسم جامعة إدلب علماً أنها كانت قد وصلت إلى المحرر قبل أسبوع فقط من انعقاد المؤتمر.

ويعتبر ذلك اختراقا كبيرا لجامعة إدلب التي تقبل استكمال دراسة الخريجين الجدد من جامعات النظام للحصول على شهادات عليا، علاوة على أن قبول الشهادات الصادرة حديثا عن نظام الأسد في وظائف حكومية تابعة للإنقاذ يعد انتهاك صارخ وتجاوزات طالما أثارت الجدل كونها تأتي على حساب أبناء الثورة في الشمال السوري.

وسبق أن أوردت وسائل إعلام تابعة لحكومة الإنقاذ (الذراع المدنية لهيئة تحرير الشام)، كلمة مصورة لوزير التربية والتعليم "إبراهيم سلامة"، تضمنت تبريرات "غير منطقية" لقرار قبول خريجي جامعات النظام وفق مسابقة توظيف للعمل في قطاع التعليم في المناطق المحررة.

وأثارت التبريريات جدلاً كبيراً وانتقادات كبيرة في أوساط نشطاء الحراك الثوري والفعاليات التعليمية، دفعت إعلام "الإنقاذ" إلى إزالة كلمة الوزير من المنصات الرسمية على مواقع التواصل بعد أن حملت لهجة استعلاء ومزايدة على السكان وفعاليات المجتمع المنتقدين للقرار ووصفت بأنها استفزازية.

وكانت بثت قناة "مجلس القبائل والعشائر السورية"، على يوتيوب، مقطعاً مصوراً "تم حجبه لاحقاً"، يظهر مراسم احتفال دعت إليها قبيلة الهيب، بحضور رسمي من شخصيات تابعة لـ "هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ السورية"، بمناسبة تخرج طالب تبيّن أنه كان يدرس في جامعة حلب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.

وانتقد ناشطون هذا الحفل الرسمي الذي يتباهى بأحد خريجي جامعات النظام، وتداولت صفحات محلية صورا تظهر الخريج خلال فترة الدراسة حيث ظهر مع زملائه جانب علم النظام السوري وصور رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، لا سيّما مع الاحتفال الرسمي من قبل ما تسميه معرفات الهيئة "قيادة المحرر".

هذا وانتقد متابعون هذه الحالات المتكررة إذ باتت جامعة إدلب تثير الجدل بشكل متواصل خلال تفضيل خريجي جامعات النظام على طلاب المناطق المحررة رغم وجود شروط حول هذه النقاط، ويشير مراقبون إلى أن التراجع عنها من قبل الإنقاذ يهدف إلى رفد خزينتها بالأموال إضافة إلى محاولة تلميع صورتها على حساب معاناة الطلاب في المناطق المحررة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ