ارتفاع جنوني للأسعار .. موالون ينتقدون قرارات النظام وسط دعوات للعصيان
شهدت الأسواق السورية موجة غلاء هي الأكبر منذ شهور حيث تضاعفت أسعار معظم المواد الاستهلاكية وغيرها بشكل جنوني، نتيجة قرارات رفع أسعار كافة المشتقات النفطية، التي التهمت زيادة الرواتب الهزيلة وزادت من تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار.
وعلى ضوء ذلك تصاعدت التصريحات والمنشورات الصادرة عن شخصيات موالية وخبراء في الشأن الاقتصادي، ورفع الإعلامي "كنان وقاف"، سقف ردود الأفعال على ما وصفه بأنها "مجزرة رفع أسعار المحروقات"، بدعوته إلى عصيان مدني للضغط على نظام الأسد وتحسين الأوضاع المعيشية المتردية.
وشن "وقاف"، هجوما إعلاميا على نظام الأسد، وخاطب متابعته بقوله إن بحال تنفيذ العصيان لن يستطيع النظام اتهامهم بالإرهاب، ودعا الموظفين في دوائر النظام وعناصر قوات الأسد ممكن يخدمون دون جدوى منذ سنوات إلى المشاركة بالعصيان، في حين هاجمت شخصيات موالية "وقاف" لا سيما مراسل داخلية الأسد "محمد حلو" وقال إنه عاق لوالدته.
وبعد إعلان خروجه من مناطق سيطرة نظام الأسد، رفع "وقاف" سقف الانتقادات بشكل ملحوظ وكان آخرها حديثه عن ضرورة تغيير الواقع المزري وتسلط أسماء الأخرس على التجار في حلب ودمشق، من جانبه ذكر الخبير الاقتصادي "عامر شهدا"، أن يؤدي رفع أسعار المحروقات إلى مزيد من التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للسوريين.
وأكد "شهدا"، أن نظام الأسد رفع أسعار المشتقات النفطية نحو 166%، ما يؤدي إلى رفع أسعار 360 مادة، وحسب نظيره "جورج خزام"، أن زيادة الرواتب لن تحقق الغاية منها بزيادة القوة الشرائية، لافتاً إلى أن رفع الدعم لو جزئياً سيؤدي إلى عجز الموازنة وزيادة التضخم.
وشهدت الأسواق موجة غلاء غير مسبوقة، نتيجة رفع أسعار المحروقات، تزامناً مع استمرار تدهور الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، ووسط الغلاء الفاحش والاحتكار وانعدام القدرة الشرائية يزعم النظام وجود لجان محلية مكلفة بمتابعة الأسواق، وتنفيذ جولات يومية ميدانية على الأسواق.
فيما كتب الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي "زياد غصن"، في منشور على صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "مشهد هذا الصباح يقول: نحن لسنا بأيد أمينة"، وحسب الدكتور في العلاقات الاقتصادية والدولية "عبد المنعم الحلبي"، فإن زيادة الأجور لن تكون مفيدة، وتوقع أن يتجاوز الدولار حاجز 20 ألف ليرة سورية.
من جانبه شارك الممثل الموالي للنظام "بشار اسماعيل" منشوراً لابنه حسن على فيسبوك كتب فيه "وجبة العبد الأخيرة، لحم سيده"، جاء ذلك ضمن سلسلة منشورات مناهضة لنظام الأسد من قبل خبراء وفنانين وإعلاميين موالين يعبّرون من خلالها عن غضبهم تجاه الواقع المعيشي السيء الذي تعيشه مناطق سيطرة النظام.
وصرح "إلياس نجمة"، أستاذ السياسات النقدية في جامعة دمشق بأن اللجوء لإرضاء الناس برفع الرواتب للتغطية على قضية رفع الدعم أسلوب بدائي، فالقضية ليست نقدية فقط بل اقتصادية واجتماعية، وآثار رفع الدعم وإسقاطاتها متنوعة وخطيرة.
وذلك وفقاً للفئات الاجتماعية المتنوعة وخصوصاً الدعم المتصل بوظائف الدولة الأساسية التي استقر عليها النظام العام والفقه المالي الحكومي منذ عشرات السنين والمتصلة بالتعليم والصحة والأمن والعدل".
وذكرت الخبيرة الاقتصادية "رشا سيروب" "هل تعلم عزيزي المنتج أن الحكومة التي تنادي صباحاً مساءاً بدعم الإنتاج، رفعت المازوت الصناعي خمس مرّات منذ تشرين الأول 2020 لتاريخه، بأكثر من 7 أضعاف (731%)؟".
وكتبت "سيروب"، هذا الكلام عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك قبل صدور قرار رفع أسعار المازوت الصناعي بالأمس، من 5400 ليرة إلى 8000 ليرة، معلقة بعد صدور القرار بنشر أغنية بعنوان: "رح ينقطع الأمل بهاليومين"، في سياق التعليق على قرارات نظام الأسد التي زادت من تدهور الأوضاع المعيشية.
وكان وصف المراسل الحربي لدى نظام الأسد عبر صفحته الشخصية على فيسبوك "وسيم عيسى"، قرارات رفع أسعار المشتقات النفطية تزامنا مع كذبة رفع الرواتب، هي "قرارات إعدام عن سابق إذلال وتحقير" لما تبقى الموالين للنظام من هامش كرامة، بعدما استباح النظام "دون أدنى رحمة كسر قلوب أضناها اليأس، كانت ترتجي القليل جداً من الأمل".
بدورها قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلا عن عدد من التجار وأصحاب الشركات في دمشق، أنهم يسعون إلى الهجرة، بسبب تفاقم الانهيار الاقتصادي والركود غير المسبوق في الأسواق، وفقدان الأمل بتحسن الأوضاع في سوريا.
ولفتت إلى أن الشكوى من "عدم القدرة على تحمل الوضع القائم" والبحث المستمر في سبل الخروج منه، هما الشغل الشاغل هذه الأيام لعشرات التجار في سوق "الحريقة"، أشهر وأعرق أسواق العاصمة السورية، وكذلك في الأسواق المجاورة.
من جانبه اعتبر "خالد العبود"، عضو مجلس التصفيق لدى نظام الأسد بأن قرارات نظام الأسد التي يقوم بها باتجاه ربط قدرة الرواتب والأجور، بسوق حاجات ومتطلبات السوريين، غير كافية الآن، لكنها هامة جداً، في سياق الاستعادة الكاملة لدورة المال، وتلبيتها مستقبلاً لحياة وحاجات ومتطلبات جميع السوريّين.
وقال "العبود" إنّ "العدوان الكبير الذي وقع على سوريّا ساهم عميقاً في تعطيل وتهشيم دورة المال الوطنيّ فيها، ممّا انعكس سلباً على حياة السوريّين، نتيجة انعكاسه على القدرة الشرائيّة لوحدة هذا المال، ونعني بها الليرة السوريّة"، وفق تعبيره.
وقدرت مصادر موالية للنظام بأن سلم الرواتب والأجور الجديد "بدء التعيين" للعاملين في القطاع العام بعد الزيادة، أصبح راتب خريج الدكتوراه 224,232
ألف ليرة والماجستير 215,380 ألف ليرة والدبلوم 209,490 ألف ليرة والجامعات: 207,676 ألف ليرة والمعاهد 201,046 ألف ليرة وثانوية عامة 196,678 ألف ليرة وإعدادية 190,692 ألف ليرة وفئة رابعة 187,260 ألف ليرة سورية.
هذا وانتقدت عدة شخصيات مقربة من نظام الأسد مرسوم رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" القاضي بزيادة الرواتب تزامنا مع رفع أسعار المحروقات، حيث أكدوا أن القرار خفض الرواتب والأجور بشكل كبير ولا جدوى من الزيادة المزعومة مع مضاعفة أسعار المحروقات التي ضاعفت أسعار كل شي وخفضت القدرة الشرائية للمواطنين.