أنباء عن عزل "الخبيل" .. صراع خفي بين "قسد" وواجهتها العسكرية بديرالزور
تناقلت مصادر إعلاميّة محلية، معلومات تتحدث عن إقالة وعزل "أحمد الخبيل"، الملقب بـ"أبو خولة"، متزعم "مجلس ديرالزور العسكري" التابع لـ"قسد"، وذلك على خلفية بوادر صراع بدأ يخرج للعلن بينه وبين ميليشيات "قسد" شرقي سوريا.
وتداولت صفحات محلية معنية بأخبار المنطقة الشرقية تسجيلا صوتيا للقيادي في "مجلس ديرالزور العسكري"، التابع للميليشيات "قسد"، المدعو "أبو علي فولاذ"، يطلب من جميع القوات الاستنفار نتيجة تهديدات "داخلية وخارجية" على حد وصفه، وذلك بعد اجتماعه مع "أبو خولة".
بدوره، أفاد موقع "الخابور"، المحلي، أمس الأربعاء بأنّ ميليشيات "قسد"، دفعت بتعزيزات عسكرية من مدينة الشدادي إلى ديرالزور على إثر خلاف مع ذراعها العسكرية "مجلس ديرالزور العسكري"، وذلك استكمالا لحالة الاستنفار و الحشودات العسكرية بين المجلس العسكري و"قسد".
ويأتي ذلك تزامناً مع استنفار لعناصر "مجلس ديرالزور العسكري" التابع لميليشيات قسد وانتشار عناصره على مداخل ديرالزور طريق "دير الزور الرقة"، حيث وصلت تعزيزات لبلدة الكبر ودوار العتال وجسر البصيرة، وطريق بلدة العزبة كونيكو وطريق الخرافي وطريق مركدة الصور بريف دير الزور.
ورغم تصاعد مؤشرات الخلافات بين الطرفين، استبعدت مصادر صحة الأنباء المتداولة عن عزل "الخبيل"، وكشفت عن اجتماع جمعه مع كوادر حزب تنظيم "PKK"، مؤخراً، ومع تكرار حديثه عن تبني موقع الثورة، وجهت مصادر اتهامات بوجود علاقات لـ"الخبيل"، مع شخصيات من ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران كشركاء بتجارة النفط والمخدرات.
واعتبرت مصادر بأن كوادر حزب PKK هم من وضع أحمد "الخبيل"، في منصبه وهو يتلقى الأوامر منهم بشكل مباشر ونفذ لهم كثير من الجرائم بحق قادة سابقين في الجيش الحر وشيوخ عشائر كانوا يرفضون مشروع "قسد" في المنطقة وأن صحة تلك الأنباء التي تفيد بعزله فقد يكون انتهت مهمته وجاء وقت الخلاص منه، وفق تعبيرها.
وليست المرة الأولى التي يتوتر فيها الحديث عن عزل "الخبيل"، حيث قالت مصادر إعلامية في العام 2018 إن قوات سوريا الديمقراطية قامت بعزل قائد مجلس دير الزور العسكري "الخبيل"، في ظل تفاقم الخلافات بين المجلس وقسد بسبب الخسائر التي تكبدتها في معارك ضد تنظيم الدولة بريف دير الزور.
وعلى ضوء ذلك أشار الصحفي "عهد الصليبي"، من شبكة نهر ميديا المحلية المعنية بأخبار دير الزور، بوجود بوادر معركة وحرب ناعمة -قد تتصاعد وتيرتها في الأيام القادمة- بين قيادة قسد، ومجلس دير الزور العسكري التابع لها، بقيادة "الخبيل"، الذي يقود أكبر وأقوى تشكيل عسكري تابع لقسد بدير الزور.
وطرح عدة ساؤلات قائلا: هل ستستمر "قسد"، في مخططها لتحييد "الخبيل"، وإعادة هيكلة فصيله، أم أنها ستبقي دير الزور على ما هي عليه؟، لافتا إلى أن "الخبيل" عمل مؤخرا، بشكل كبير، على أن يكون شيخًا وأميرًا على أبناء عشائر "زبيد"، في محاولة منه لكسب ولاءات وجهاء وشيوخ وأبناء العشائر، في أي حرب قد يخوضها، ضد أي عدو كان وقد يكون هذا ما دفع قيادة "قسد"، لإقالته.
إلى ذلك تداول ناشطون سوريون تسجيلا صوتيا لقائد "مجلس دير الزور العسكري" التابع لقسد، المدعو "أبو خولة"، يهدد فيه أحد وجهاء العشائر بعد أن رفض مبايعته على ما يسمى "إمارة زبيد" التي يسعى لتشكيلها، واستقطب لها العديد من الشخصيات العشائرية، وعمد إلى استمالة أشخاص منبوذين لا يمثلون حتى عشائرهم، وسط مخطط يقضي بجعله أميراً عشائرياً شرقي سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن "الخبيل"، له سجل واسع من الجرائم والانتهاكات وهو أحد أبرز قادة مليشيات قسد التي وفرت له الحماية وعينته قائد على المجلس بديرالزور، نظرا لدوره الكبير الذي يقوم به من قمع مظاهرات الأهالي ضد فساد وجرائم قسد بريف دير الزور، وانتشر له الكثير من التسريبات الصوتية مؤخرا.
وكانت أفادت مصادر إعلاميّة في المنطقة الشرقية، بحدوث حالة من التوتر والاستنفار و الحشودات العسكرية المتبادلة بين ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" من جهة وبين "مجلس ديرالزور العسكري" التابع لـ"قسد"، من جهة أخرى.
وذكر ناشطون في موقع "الخابور"، أن "مجلس ديرالزور العسكري" استنفر قواته في المنطقة على خلفية توتر مع ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" التي يعتبر المجلس الذي يقوده "أبو خولة الخبيل"، ذراعها في المنطقة.
وأضاف أن التوتر جاء على خليفة التعزيزات العسكرية التي أرسلتها الميليشيا من قوات "الكوماندوز الكردية" وقوات "الأسايش" في الفترة القليلة الماضية إلى مناطق سيطرتها في ديرالزور.
مشيرا إلى أن التعزيزات العسكرية المستحدثة سيطرت على كافة الحواجز بريفي ديرالزور الشرقي والغربي وطردت عناصر "مجلس ديرالزور العسكري" منها، وذكرت أن "ب ي د" تمركزت بشكل أساسي في حقلي العمر وكونيكو.
واعتبر أن الهدف منها تقليص دور "مجلس ديرالزور العسكري" ومنع تواصله بشكل منفرد مع قوات التحالف الدولي، التي كانت التقت بعض قيادات "المجلس" وزعامات عربية عشائرية بهدف تشكيل قوات منها ضد التمدد الإيراني في المنطقة.
وكشفت مصادر "الخابور"، أن المسؤول عن هذه التعزيزات ومشروع الحد من نفوذ "مجلس ديرالزور العسكري" هما القياديين في "ب ي د" المعروفين باسم "باران وروني "، وأكدت أن حالة من التوتر تسود مناطق دير الزور، وسط استنفار لقوات التحالف الدولي لمنع حدوث صدام مسلح بين الطرفين.
ومع هذه التطورات الميدانية، يعد الجانب الذي يقع تحت سيطرة "قسد" بدير الزور الأكثر أهمية، لكونه يضم أكبر حقول النفط والغاز وفي مقدمتها العمر وكونيكو، وهو ما يدفع النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين إلى محاولة استعادة المنطقة، إلا أن وجود التحالف الدولي يحول دون ذلك.
ويذكر أن عدة تقارير إعلامية لفتت إلى وجود مؤشرات على صدام عسكري واسع النطاق في أقصى الشرق السوري الذي تنتشر فيه مختلف أطراف الصراع في سوريا خصوصاً مع تحشيد القوات في ريف دير الزور، الذي تحول إلى فضاء منافسة بين الروس والإيرانيين من جهة، وبين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.