"اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء" .. "الشبكة السورية" توثق مقتل 29791 طفلا في سوريا منذ آذار 2011
قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير لها بمناسبة "اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"، الذي يُصادف اليوم 4/ حزيران، إن الأطفال في سوريا تعرضوا طيلة قرابة 12 عاماً منذ اندلاع الحراك الشعبي في آذار/ 2011 لأفظع أشكال العدوان، بما فيها القتل، العنف الجنسي، التجنيد، استهداف المدارس والمشافي، ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية.
ولفتت الشبكة إلى أن تلك الممارسات تُمارَس من قبل مختلف أطراف النزاع المسلح في سوريا، ولكن البيانات تشير إلى مسؤولية النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني عن النسبة العظمى من الانتهاكات بحق الأطفال، وبعض هذه الانتهاكات بلغت مستوى الجرائم ضد الإنسانية مثل الإخفاء القسري، التعذيب، التشريد القسري.
ولفتت إلى أنه لا يكاد يمرُّ انتهاك يتعرَّض له المجتمع السوري دون أن نسجل ضمنه أطفالاً، وقد تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات الأحد عشر السابقة، مسجلة مقتل 29791 طفلاً على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.
ووفق الشبكة، فقد قتلت قوات النظام السوري 22947 بينهم 12895 طفلاً ذكراً، و10052 طفلة أنثى، وقتلت القوات الروسية: 2042 بينهم 1418 طفلاً ذكراً، و624 طفلة أنثى، بينما قتل تنظيم داعش 958 بينهم 564 طفلاً ذكراً، و394 طفلة أنثى.
وقتلت هيئة تحرير الشام، 72 بينهم 66 طفلاً ذكراً، و6 طفلة أنثى، في حين قتلت قوات سوريا الديمقراطية 238 بينهم 139 طفلاً ذكراً، و99 طفلة أنثى، وقتلت جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني : 998 بينهم 560 طفلاً ذكراً، و438 طفلة أنثى.
وسجلت الشبكة مقتل 925 بينهم 622 طفلاً ذكراً، و303 طفلة أنثى، على يد قوات التحالف الدولي، في حين قتلت جهات أخرى، 1611 بينهم 1075 طفلاً ذكراً، و536 طفلة أنثى.
وبحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية، فإنَّ ما لا يقل عن 5074 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2022.
ووفق توزع الشبكة قلت اعتقلت قوات النظام السوري: 3653 بينهم 3196 طفلاً ذكراً، و457 طفلة أنثى، واعتقل تنظيم داعش: 319 بينهم 298 طفلاً ذكراً، و21 طفلة أنثى، واعتقلت هيئة تحرير الشام: 44 بينهم 39 طفلاً ذكراً، و5 طفلة أنثى.
في حين اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية: 699 بينهم 345 طفلاً ذكراً، و354 طفلة أنثى، واعتقلت جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 359 بينهم 268 طفلاً ذكراً، و91 طفلة أنثى، وفق بيانات الشبكة السورية.
وعلى صعيد ضحايا التعذيب، سجلت الشبكة، منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2022 مقتل ما لا يقل عن 181 طفلاً -جميعهم من الذكور- قضوا بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، يتوزعون إلى 174 على يد النظام، و1 على يد تنظيم داعش، و2 على يد هيئة تحرير الشام، و 1 قوات سوريا الديمقراطية، و 1 على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، و 2 على يد جهات أخرى.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تعرض ما لا يقل عن 1601 مدرسة في سوريا لاعتداءات من قبل أطراف النزاع والقوى المسيطرة، منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2022، على يد قوات النظام السوري: 1199، والقوات الروسية: 221، وتنظيم داعش: 25، وهيئة تحرير الشام: 3، وجميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 35، وقوات سوريا الديمقراطية: 13، وقوات التحالف الدولي: 25، وجهات أخرى: 80
ولفتت الشبكة إلى أن هناك أنماط أخرى من العدوان يتعرض لها الأطفال في سوريا، فقد مارست جميع أطراف النزاع سياسة التجنيد الإجباري، كما يشكل الابتزاز الروسي بالاستخدام التعسفي للفيتو في مجلس الأمن في وجه إدخال المساعدات الإنسانية عدواناً صريحاً على مئات آلاف الأطفال المشردين قسرياً في شمال سوريا.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فإن هناك ما لا يقل عن 2.5 مليون طفل نازح في سوريا، يعيش معظمهم داخل مخيمات أو خيام تمتد على مساحات واسعة في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري، وتتركز على الحدود التركية السورية.
ويعاني النازحون بمن فيهم من الأطفال من أسوأ الظروف المعيشية من انعدام أبسط مقومات الحياة من النظافة والخصوصية والحمامات والمسكن الآمن، وقد أدت قلة المراكز الصحية والتعليمية في المخيمات إلى تدني مستويات الصحة وتكبيد الطفل معاناة التنقل إلى أماكن أخرى لتلقي الرعاية الصحية، وحرمانه من الالتحاق بالتعليم.
وسبب ذلك في انتشار الأمراض والأمية بين الأطفال النازحين، وتوجهت أعداد هائلة من الأطفال نحو سوق العمل، وتعرض قسم كبير منهم لأسوأ أشكال عمالة الأطفال، إضافة إلى كل ما سبق، واستناداً إليه، يُعاني قسمٌ من الأطفال اضطرابات نفسيَّة قد يمتد أثرها لعقود قادمة.
وأكدت إنّ الانتهاكات بحق أطفال سوريا هي فرع عن استمرار النزاع المسلح الذي امتدَّ أزيد من 11 عاماً، وبسبب فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في تحقيق انتقال سياسي في سوريا، لن تتمكَّن سوريا من النهوض والاستقرار، وعودة المجتمع نحو التَّماسك وتوقُف عملية الانحدار نحو دولة فاشلة.
وشددت أنه على الدول الإقليمية والدول الصديقة النهوض بمسؤولياتها أمام أطفال سوريا، فهي قضية عالمية، يجب على كل الدول أن تبذلَ جهدها في التخفيف من تداعياتها، عبر دعم المدارس والعملية التعليمية والطبية داخل سوريا، وللأطفال اللاجئين.
وطالبت كافة دول العالم بالمصادقة على اتفاقية حقوق الطفل، الوفاء بالالتزامات المرتبة عليها لمحاسبة النظام السوري وفضح ممارساته الإجرامية بحق أطفال سوريا، وبذل كل جهد ممكن للتخفيف منها وإيقافها.
وأشارت الشبكة إلى أن الفشل المستمر في إيقاف ما يتعرض له هؤلاء الأطفال من انتهاكات أولاً، وفي الاستجابة لإعادة تأهيلهم ثانياً؛ سوف يتسبَّب في عواقب يصعب التنبؤ بها، وبناءً على ذلك فإن على المجتمع الدولي أن يستثمر على نحوٍ عاجل في كل من الصَّعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ضمن استراتيجية طويلة الأمد.