السويداء تُحيي الذكرى الـ 42 لرحيل "سلطان باشا الأطرش" باحتفالية طالبت بالحرية والتغيير
أحيت حشود غفيرة من أهالي محافظة السويداء، الذكرى الثانية والأربعين لرحيل القائد سلطان باشا الأطرش، باحتفال تحول إلى مظاهرة طالبت بالحرية والتغيير السياسي، يوم أمس الثلاثاء، بعد دعوات وجهت للفعاليات المدنية للمشاركة في هذا اليوم التاريخي لأبناء المنطقة.
وقال موقع "السويداء 24"، إنه استجابة لدعوة أطلقها نشطاء الحراك في بلدة القريّا، عرين الباشا سلطان، توافد المئات من مختلف أرجاء المحافظة، للمشاركة في إحياء هذه الذكرى، التي لطالما حاول النظام السوري منعها قبل العام 2011.
وجدد المحتشدون أمام الصرح التذكاري للأطرش، التأكيد على المبادئ التي ناضل من أجلها، في المطالبة باستقلال البلاد، ووحدتها، وطرد كافة القوى الأجنبية عن أراضيها، رافعين شعار "الدين لله والوطن للجميع"، الذي كان عنوان ثورة سورية قادها سلطان ضد الانتداب الفرنسي في عام 1925.
خلال الوقفة، تعالت الهتافات المنددة بالوجود الأجنبي على الأراضي السورية، والمطالبة بإسقاط النظام الذي يحمله المعارضون مسؤولية استقدام "الاحتلالات الجديدة". وقرأت الوفود الفاتحة على روح الباشا، يتقدمها سماحة شيخ عقل الطائفة أبو وائل حمود الحناوي.
واعتادت فعاليات سياسية واجتماعية في السويداء أحياء هذه الذكرى في كل عام، ليكون الحضور في هذا العام الأكثر زخماً منذ سنوات، في ظل ما تشهده المحافظة من حراك سلمي مستمر منذ حوالي ثمانية أشهر.
وتوفي سلطان باشا الأطرش عام 1982، عن عمر ناهز 94 عاماً، في السادس والعشرين من آذار عام 1982، بعدما قدّم سنوات طويلة من حياته للكفاح في سبيل استقلال سوريا. رفض الأطرش الدخول في مطامع السلطة، وأمضى بقية حياته فلاحاً زاهداً، لتصنع شخصيته رمزاً ثورياً، تستلهم من مسيرتها الأجيال معاني التضحية والتحرر.
يذكر أن محافظة السويداء تشهد حراكاً سلمياً معارضاً منذ منتصف آب/أغسطس الفائت، يحمل مروحة واسعة من المطالب السياسية والاقتصادية والمعيشية، بمشاركة الآلاف في مظاهرات شبه يومية. أدارت السلطات الأمنية ظهرها لهذه الاحتجاجات، ولم تتدخل فيها، باستثناء حالات نادرة حصل فيها احتكاك بين قوات الأمن والمتظاهرين.