"القارئ المتميز".. النظام يطلق فعالية بحجة تثقيف السجناء بطرطوس
أعلنت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، عن إقامة فرع سجن طرطوس المركزي، فعالية ثقافية بعنوان القارئ المتميز، بدواعي تشجيع النزلاء على القراءة والمطالعة، في سياق محاولات النظام الفاشلة التي تهدف لتلميع صورة المسالخ البشرية.
وقال إعلام النظام أمس الأربعاء 8 أيار/ مايو إن المركز الثقافي في السجن المركزي بطرطوس أقام الفعالية الثقافية بحضور الرائد لدى نظام الأسد، وسيم الخطيب، وعدد من الأدباء، وتم من خلالها التأكيد على أهمية القراءة و الكتابة.
ونقلت مذيعة لدى نظام الأسد تحضيرات لنشاطات وفعاليات ثقافية وترفيهية وغيرها داخل سجن طرطوس المركزي، وادعت أن حكومة نظام الأسد توفر كل الدعم والظروف المناسبة للنزلاء لتقديم أفضل ما لديهم من تمثيل وموسيقا حتى يكونوا فاعلين ومنتجين بعد خروجهم من السجن وفق تعبيرها.
وفي العام 2019 تم افتتاح مركز ثقافي في سجن طرطوس المركزي، بحجة "بهدف المحافظة على السجناء و إصلاحهم وتأهيلهم وتثقيفهم والمساهمة في تأمين حياة حرة كريمة عند خروجهم من السجن"، تنفيذا للاتفاق المشترك بين وزارة الداخلية ووزارة الثقافة في حكومة نظام الأسد.
وصرح قائد الشرطة في طرطوس وقتها اللواء محمد بركات، بأنّ "لكل سجين ظروفه الخاصة التي أدخلته السجن ومن هذا المنطلق يتم التعامل معهم ولذلك نساهم بهذه الخطوة في مساعدتهم وإرشادهم وتوعيتهم حتى يندمجوا مع المجتمع المحلي بعد خروجهم"، وفق زعمه.
وصرح مدير المراكز الثقافية بسام ديوب، في كلمة له ممثلا وزير الثقافة أن هذه المراكز تعنى بوضع خطط ثقافية خاصة للسجناء ولها أثر كبير في عودتهم الى المجتمع لافتا إلى أنه سيتاح تنفيذ خطة ثقافية تحاكي عقولهم وذلك من خلال عروض سينمائية ومسرحيات ومحاضرات، على حد قوله.
وذكر أنه تم رفد المركز بمكتبات من الهيئة العامة السورية للكتاب حيث يعطى الخريج شهادة وهي رسالة من وزارة الثقافة بإيصال السلة الثقافية لمن يستطيع وقضاء على الأفكار الظلامية مشيرا إلى أهمية تفعيل مسابقة القارىء الأول أملا أن الكتاب خير جليس.
وكان زعم مدير السجن العميد ضياء الريم، أن السجن "هو دار رعاية وإصلاح وتعلم والنزيل هو فرد من أفراد المجتمع تعرض لظرف ما أدخله السجن"، وأضاف أن هناك دورات مكثفة مثل "تعلم الحاسوب- لغات - محاسبة - نشاطات اجتماعية وثقافية - مهن يدوية"، وغيرها.
وحسب مدير الثقافة لدى نظام الأسد بطرطوس كمال بدران، فإن المركز سيعطي فرصة للسجناء بإقامة دورات في المعهد الثقافي الشعبي كمحو الأمية وتعليم لغات ومحاسبة وبعض المهن حيث يمنح المعهد شهادات تخول حاملها الاستفادة منها بعد خروجه وتسهيل اندماجه في المجتمع.
وسبق أن كشفت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد عن توقيع ما قالت إنها "مذكرة تفاهم"، زعمت بأن هدفها "العمل على إعادة تأهيل نزلاء السجون ودمجهم في المجتمع"، وذلك في محاولات متكررة تلميع صورة "المسالخ البشرية" التي عذب وقتل ونكل بالشعب السوري خلالها.
وفي تشرين الثاني من العام الماضي 2021 أطلق نظام الأسد ما قال إنها فعالية ثقافية تستهدف معتقلين في سجن دمشق المركزي "عدرا"، فيما ظهرت أنها محاولات يائسة لتجميل صورة المعتقلات والسجون التي ترتبط بالموت والتعذيب والتنكيل، وسط تصريحات منفصلة عن الواقع صادرة عن مسؤولي النظام.
هذا وينشط إعلام نظام الأسد في الآونة الأخيرة في حديثه عن السجون التي كثف الإعلان عن دورات تعليمية وفروع جامعية ويزعم بأن افتتاح المكتبات والمراكز الثقافية ودورات تعليمية لرفع المستوى الثقافي والتعليمي للنزلاء، إلا أن ناشطون سوريون أكدوا بأن هذه البروبوغاندا الدعائية والترويجية لصالح نظام الأسد وتهدف إلى طمس معالم جرائمه بحق المعتقلين.