"الكرملين" ينفي وجود أي مخاوف من انخراط روسيا في الصراع الأمريكي الإيراني في سوريا
أكد "دميتري بيسكوف" الناطق باسم الكرملين، عدم وجود أي مخاوف من انخراط روسيا في القتال على خلفية الضربة الأمريكية لهدفين في سوريا مؤخراً، والتوتر الحاصل في المنطقة، في إشارة للتوتر الحاصل بين القوات الأمريكية والميليشيات الموالية لإيران.
وقال بيسكوف، ردا على سؤال صحفي: "لا، لا توجد هناك حاليا أي مخاوف من هذا النوع. أما الضربة الأمريكية لسوريا فإن التوتر الحرج والحرب الفلسطينية الإسرائيلية يهددان بتفجير الوضع على نطاق أوسع بالمنطقة، وهذا أمر سيء للغاية".
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن "القوات الأمريكية نفذت بأمر من الرئيس جو بايدن ضربة لموقعين في سوريا استخدمهما الحرس الثوري الإيراني والمجموعات الموالية لطهران"، وإلى أن هذه الضربة ليست على أي صلة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وكان كشف "البيت الأبيض"، عما أسماها "رسالة نادرة" من الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، حذره فيها من استهداف الجنود الأمريكيين بالشرق الأوسط، وذلك بعد سلسلة هجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض جون كيربي، إن رسالة بايدن نُقلت مباشرة إلى خامنئي، دون أن يتطرق لتفاصيل إضافية حول فحوى الرسالة وتوقيتها وطريقة إيصالها.
وسبق أن ألمح الرئيس الأمريكي بايدن، إلى أنه حذر خامنئي من أن الولايات المتحدة سترد إذا استمر استهداف القوات الأمريكية في سوريا والعراق، قائلاً: "عليه أن يستعد. ليس للأمر علاقة بإسرائيل"، لكنه لم يحدد كيف أوصل الرسالة.
ورأى مركز "البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط" الإيراني، أن طهران أرسلت رسالة واضحة ضمنياً على لسان خامنئي، بعدم رغبتها في توسيع نطاق الحرب بقطاع غزة، لأبعاد إقليمية.
ولفت المركز إلى أن خامنئي نفى أي دور لإيران في العمليات العسكرية الأخيرة لحركة "حماس" بغلاف غزة، وأشار إلى أن ثقل سياسة إيران الإقليمية واستراتيجية الردع الدفاعي لا يزال يؤثر لصالح الصراع بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل.
وسبق أن قال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى، إن الضربات التي وجهها البنتاغون ضد منشأتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني في سوريا، تقع في منطقة البوكمال السورية، موضحاً أن الضربات "نفذتها مقاتلات من طراز (إف-16)، واستهدفت مخزنين، أحدهما للأسلحة والآخر للذخائر".
وأوضح المسؤول الأميركي في إحاطة للصحفيين، أن "المنشأتان اللتان تم استهدافهما تقعان بالقرب من البوكمال (القريبة من الحدود العراقية). هذه الضربات رد مباشر على الهجمات التي تعرضنا لها في العراق وسوريا من قبل مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".
وأضاف أن "الضربات ستؤثر على قدرة الحرس الثوري والمجموعات التابعة له على تنفيذ الهجمات ضدنا، ومواصلة زعزعة الاستقرار"، وكان آعلن البنتاغون إن القوات الأميركية وجهت ضربات لمنشأتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني في شرق سوريا بتوجيه من الرئيس جو بايدن، وفق ما نقلت مراسلة الحرة.
وخلال ساعة متأخرة من الخميس، أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد منشأتين يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني و"مجموعات تابعة له" في شرق سوريا.
وقال أوستن في بيان إن "الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة هجمات مستمرة وغير ناجحة في معظمها، ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا، من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، بدأت في 17 أكتوبر".
وذكر المسؤول الدفاعي: "لنكن واضحين.. إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجمات. كل هذه المجموعات ومهما اختلفت مسمياتها، تصب جميعا لدى إيران والحرس الثوري الإيراني"، وتابع: "لم يكن هناك مدنيون داخل الموقعين، وما زلنا بصدد تحديد عدد الإصابات، لكننا على يقين أننا أصبنا الأهداف وهي تابعة للحرس الثوري".
وجدد المسؤول تأكيدات واشنطن على أن هذه الضربات "تأتي في إطار الدفاع عن النفس"، ردا على هجمات وكلاء إيران، مؤكدا أن الولايات المتحدة "لا تسعى للانخراط في حرب"، وأوضح البنتاغون أنه "لم ينسق مع إسرائيل بشأن هذه الضربات"، مشددا على أنها تأتي "منفصلة تماما" عن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.