الكنائس التي دمرها الأسد تُعلن إلغاء احتفالات عيد الميلاد في سوريا تضامناً مع غـ ـزة
قررت الكنائس الرئيسية الثلاث في سوريا، عدم تقبل التهاني في عيد الميلاد وإلغاء فعاليات رأس السنة الميلادية، نظراً للظروف الراهنة وخصوصاً في غزة، داعية إلى الاكتفاء بالصلاة تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت مصادر مقربة من الكنائس، إن أجواء احتفالات موسم الأعياد المعتادة ستغيب عن شوارع مدن سورية عدة، ولن تكون هناك مسيرات تجوب الشوارع أو تهان، في وقت تعتزم عدم نصب أشجار عيد الميلاد في الساحات الرئيسية التي اعتاد المسيحيون التجمع حولها لاسيما في مدينة حلب.
وقال مطران السريان الكاثوليك "مار ديونوسيوس انطوان شهدا"، في حديث لوكالة "فرانس برس": "في فلسطين، في المكان الذي ولد فيه السيد المسيح، الناس يتألمون"، مضيفاً أنه "في سوريا ألغينا الاحتفالات والاستقبالات الرسمية في كنائسنا تضامنا مع ضحايا القصف في غزة واقتصرنا فقط على الصلوات لربنا حتى تتوقف الحروب في العالم وفي الشرق".
وأضاف: "نظرا للظروف الراهنة وخصوصا في غزة، يعتذر البطاركة عن عدم تقبل المعايدات والتهاني في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، ويكتفون بالصلوات مرسلين البركة لكل أبنائهم".
ووقع البيان كل من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، وبطريرك السريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي.
وقالت مصادر أخرى إن حرب غزة ليست وحدها التي حالت دون احتفال حداد بالميلاد، بل حزنها أيضا على وقع الأزمة المعيشية في بلدها وما يرافقها من غلاء في الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي وشح في المحروقات، وتقول: "إذا لم تكن هناك كهرباء، فكيف سترى الزينة والأضواء؟".
وسبق أن سلط موقع "الفاتيكان نيوز"، الضوء على واقع المسيحيين في سوريا، بعد سنوات من الحرب التي لم تستثني أي طائفة دينية أو عرقية، طالتها إجرام النظام وحلفائه، موضحاً أن وضع المسيحيين في الشرق الأوسط كان مصدر قلق كبير في الكنيسة الكاثوليكية، حيث غالبا ما "يتم التعامل مع المسيحيين كأقلية".
وعبر المطران، سمير نصار، رئيس أساقفة أبرشية دمشق المارونية، عن أسفه لتشتت العائلات المسيحية مع استمرار الصراع الدموي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عقد، لافتاً إلى أن المسيحيين السوريين فقدوا اثنين من الأصول الهامة وهما عائلاتهم والارتباط بالكنيسة، عازيا ذلك إلى الحرب التي استمرت 12 عاما في البلاد بالإضافة إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها.
ولفت نصار، إلى أن الكنيسة في سوريا "كانت تعتمد في الماضي على عائلة متحدة ومتماسكة، وعلى وفرة الدعوات (الانخراط في العمل الديني والكنسي)"، وأضاف: "بيد أن الحرب قد أضعفت الروابط العائلية وأدت إلى انخفاض عدد الإكليريكيين (القساوسة والكهنة)".
وأشار إلى أن "الهروب الهائل من الخدمة العسكرية الإلزامية، أدى إلى قلة أعداد الشباب المسيحي في البلاد، وهذا أدى إلى قلة في حالات الزواج والمواليد"، وسبق أن كشف تقرير لموقع منظمة "ذي تابليت"، أنه قبل الحرب في عام 2011، كان هناك أكثر من 130,000 مسيحي يقيمون في شمال سوريا، وهو عدد انخفض بشكل كبير إلى مئات أو بضعة آلاف من الناس الآن.
وكان اتهم موقع "سي بي أن نيوز" المهتم بالقضايا المسيحية، في تقرير له نظام الأسد بأنه التهديد رقم واحد لمسيحيي سوريا، بعدما تم استهداف أكثر من 120 كنيسة عمدا وعن سبق الإصرار، كما لفت إلى تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الذي قال إن النظام السوري دمر 124 كنيسة منذ بداية الحرب عام 2011.
وأورد الموقع نقلا عن إريكا هانيشاك من منظمة "أمريكيون من أجل سوريا الحرة"، قولها إن نظام الأسد برر هجماته على الكنائس بأن المعارضين له قاموا باستخدامها، ويشير الموقع الإخباري إلى أن معضلة الكثير المسيحيين في سوريا أنهم يدعمون نظام الأسد رغم الاتهامات بارتكاب جرائم حرب؛ نظرا لأنهم يرون عدم وجود خيار أفضل منه.