الخوذ البيضاء: ضحايا مدنيون في عاصفة هوائية..وخيام المدنيين وحيدة في مواجتها
ضربت عاصفة هوائية جديدة مصحوبةٌ بأمطار خفيفة إلى متوسطة، مناطق شمال غربي سوريا، اليوم الأربعاء، وخلّفت وفاتان وإصابات من المدنيين في المخيمات التي ضربتها العاصفة وأضراراً مادية في أكثر من 13 مخيماً.
وقالت مؤسسة الدفاع المدني السوري أو ما يعرف بـ "الخوذ البيضاء" إن طفلة توفيت جراء انهيار جدار عليها في مخيم الحويجة في قرية باتنتة شمالي إدلب، وتوفي رجل أيضاً بحادث مشابه في قرية كورين جنوبي إدلب، وأصيب طفلة وشاب بانهيار جدران متصدعة في مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، وأصيب طفلان لذات السبب أيضاً في قريتيّ باتنته وسرمين، وأصيب رجل أيضاً بانهيار جدار في بلدة محمبل غربي إدلب، بينما أصيبت امرأة جراء اقتلاع الرياح القوية خيمة بالقرب منها وإصابتها بدعائم الخيمة الحديدية.
وأكدت "الخوذ البيضاء" أن فرقها استجابت لـ 15 مخيماً تضررت فيها أكثر من 320 خيمة للمهجرين والمنكوبين من الزلزال، وتوزعت بين أضرار كلية باقتلاع الرياح لأكثر من 120 خيمة بشكل كامل، وأضرار جزئية بسقوط دعائم الخيام، وتركزت الأضرار في قرى وبلدات الزرزور والزوف وجسر الشغور وباتنتة وأريحا وأرملا ومعرتمصرين في ريف إدلب، وفي قرى الجينة والتوامة ومدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.
وأجلت فرق الدفاع المدني عدداً من العوائل من مخيم "الفداء1" للمهجرين غربي مدينة إدلب إلى مدرسة قرية مرتين في ريف إدلب بعد أن اقتلعت العاصفة أكثر من 30 خيمة كانوا يقطنون بها.
ولم تقتصر آثار العاصفة فقط على مخيمات التهجير ومراكز إيواء الناجين من الزلزال بل امتدت إلى معظم مدن وبلدات شمال غربي سوريا وأدت لانهيار عدة جدران في أبنية متصدعة جراء الزلزال أو الأبنية القديمة والمباني التي تعرضت للقصف من قوات النظام وروسيا خلال السنوات الماضية من عمر الحرب.
وشملت أضرار العاصفة الأراضي الزراعية حيث اقتلعت الرياح عدداً من الأشجار في الحقول والأراضي الزراعية القريبة من الطرقات بالإضافة لضررٍ كبير لحقت بمنظومة للطاقة الشمسية يستخدمها أحد المزارعين لري مشروعه الزراعي في قرية كورين جنوبي إدلب.
ودخلت العاصفة مناطق شمال غربي سوريا بحدود الثانية عشرة من ظهر اليوم الأربعاء بسرعات رياح فوق المتوسطة واشتدت بشكل تدريجي لتبلغ ذروتها بعد الساعة الرابعة عصراً.
واستجابت "الخوذ البيضاء" للعاصفة وأسعفت المصابين إلى المشافي لتلقي العلاج وساعدت في إجلاء من فقدوا خيامهم وإعادة تثبيت الخيام المتضررة، كما أزالت الأنقاض الناجمة عن تهدم عدد من الجدران، وأمنت الجدران الآيلة للسقوط.
وتعرضت مناطق شمال غربي سوريا لعدد من العواصف الشتوية المطرية منها والثلجية والعواصف الهوائية، كانت آخرها العاصفة المطرية في 18 آذار والتي أدت لتضرر أكثر من 650 خيمةً في 40 مخيماً للمهجرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال وأصيب جراءها طفل بجروح طفيفة، وانهارت محلات تجارية، إضافة لانقطاع عدد من الطرقات في المدن والبلدات.
وكانت عاصفة هوائية ضربت شمال غربي سوريا مطلع شهر آذار الجاري ما أدى لوفاة رجل وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب بانهيار 4 جدران كانت متصدعة بالزلزال، وألحقت العاصفة ايضاً أضراراً في مخيمات التهجير ومراكز الإيواء للمنكوبين من الزلزال.
وتعكس آثار المنخفضات الجوية الأخيرة استمرار الواقع المأساوي في المخيمات في ظل غياب حلول فعالة لواقع المهجرين، وفاقمت كارثة الزلزال المدمر من معاناة المدنيين بعد اضطرار أكثر من 40 ألف عائلة للعيش في مخيمات الإيواء بسبب فقدانهم لمنازلهم جراء الزلزال.
مأساة مرّ عليها 12 عاماً، عاش فيها السوريون أوضاعاً إنسانيةً صعبة في بنية هشّة من المخيمات التي احتضنت طفولة الآلاف من أبنائهم، بسبب تجاهل المجتمع الدولي للحل الجذري لمأساتهم المتمثل بحقهم بالعودة الآمنة لمدنهم وبلداتهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا.