الخارجية الأمريكية: تحقيق حل دائم "للصراع" في سوريا غير ممكن بدون المساءلة
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، لمرة جديدة أن تحقيق حل دائم "للصراع" في سوريا غير ممكن بدون المساءلة، مشدداً على أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للنظام للاستفادة من الكوارث الطبيعية لصالحه.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تدعم الدور المهم للجنة التحقيق والآلية الدولية المحايدة والمستقلة لتوثيق انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان، والمساعدة في التحقيقات والمحاكمات الجنائية لأخطر الجرائم الدولية.
وأضاف: "لقد كنا واضحين عندما يتعلق الأمر بسياستنا تجاه نظام الأسد، في غياب التقدم المستمر نحو حل سياسي للصراع السوري، لن نطبع العلاقات مع النظام، ولن ندعم تطبيع علاقاته مع الدول الأخرى"، وفق "عنب بلدي".
ولت المسؤول الأمريكي إلى أن بلاده تعمل على مساعدة متضرري الزلزال، في حين رأى المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا، أن أي تحرك سياسي لم يرافقه أثر إيجابي على النظام السوري، خاصة من الناحية الاقتصادية، لا يعد تطبيعاً لعلاقات الدول معه.
اعتبر عضو مجلس النواب الأمريكي "فرينش هيل"، أن التطبيع مع نظام الأسد "خطأ كارثي، ولن يكون له أي دعم في مجلس النواب الأمريكي"، موضحاً أنه لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف أن تلمح الولايات المتحدة أو تشير أو حتى تدخل عن بعد، في اجتماع مع حكومة أخرى تسعى إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري".
وأضاف: خلال كلمة في "متحف ذكرى الهولوكوست" بالولايات المتحدة: "علينا أن نستمر في إجبار نظام الأسد على التراجع"، مؤكداً أن مجلس النواب الأمريكي يقف مع الشعب السوري الذي يريد استعادة بلده والعودة إلى دياره، "وليس إلى الفوضى التي أصبحت عليها خلال العقد الماضي"، وفق صحيفة "أركنساس" الأمريكية.
في السياق، أوضحت مسؤول الدعوة والإعلام في "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) ميسون المصري، أن ما يحدث في سوريا "ليس حرباً أهلية، أو حرباً بين وكلاء مختلفين أو أي شيء آخر. إنها ثورة من الناس الذين طالبوا بكرامتهم وحريتهم".
وكانت جددت الولايات المتحدة الأميركية، الدعوة إلى محاسبة نظام الأسد على الهجمات التي نفذها، باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وطالب نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، بفرض عقوبات عليه وعدم التطبيع معه.
وقال "ميلز"، وخلال الجلسة الشهرية في مجلس الأمن الدولي حول البرنامج الكيميائي للنظام السوري : "تجب الاستجابة إلى نتائج تقرير فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، واتخاذ ضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2118، والسعي إلى المساءلة عن الانتهاكات الشنيعة التي ارتكبها نظام الأسد".
وفي وقت سابق، رفض غالبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي انسحاب قوات بلادهم من سوريا وذلك في تصويت على وثيقة دعت إلى سحب قوات بلادهم من سوريا بشكل كامل، وذلك في قرار يدعوا الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لتنفيذ ذلك، إلا أن الوثيقة حصلت على عدد قليل من الأصوات.
وأشارت نتائج تصويت في مجلس النواب الأمريكي، إلى رفض المجلس قرارا بسحب القوات الأمريكية من سوريا، حيث صوت 103 مشرعين فقط لصالحها، فيما صوت 321 ضدها.
وأصر عضو الكونغرس مات غويتز، المؤلف المشارك للقرار، على أن الإدارة يجب أن تشرح وجود القوات الأمريكية في سوريا أو سحبها من هناك، وأن على مجلس النواب أن يوضح موقفه بشأن هذا الموضوع.
ويشير مشروع القرار إلى أن عدد القوات الأمريكية على أراضي سوريا يبلغ 900 عنصر، على الرغم من عدم موافقة الكونغرس على ذلك، وقال النائب في بيان له، إنه "حتى اليوم لم يوافق الكونغرس بأي شكل من الأشكال على تواجد القوات المسلحة الأمريكية في سوريا".