الهطولات المطرية تُعمق معاناة المهجرين في مخيمات شمال غربي سوريا
تسببت الهطولات المطرية في مناطق شمال غربي سوريا، بتضرر العشرات من خيام النازحين، في ظل أوضاع إنسانية صعبة تعيشها آلاف العائلات في الخيام، التي أجبرها نظام الأسد النزوح بعد حملات تهجير منظمة، لتعيش في أوضاع غاية في الصعوبة.
وسجلت فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أضرار في أكثر من 30 خيمة للمهجرين في كل من مخيمات المغسلة في رام حمدان، وتجمع مخيمات الهجرة أطراف بلدة حربنوش شمالي إدلب، ومخيم عشوائي على طريق صوران - التقلي شمالي حلب، بعد الهطولات المطرية الغزيرة، يوم الاثنين 19 شباط.
ولفتت المؤسسة إلى تجمع مياه الأمطار على الطريق الرئيسي لبلدة ترمانين وعلى طريق معرة مصرين - كفربني بريف إدلب، وتضررت طرقات مخيمات بوابة عفرين بناحية شران، وأرض الجمعيات وشفق في قرية عرب ويران، ومخيم مزرعة الشويحة في ريف حلب، ومخيم نور الهدى بالقرب من دير حسان شمالي إدلب.
وأعلنت استجابة فرقها للأضرار وعملت على سحب المياه المتجمعة من عدة مخيمات وأبعدتها عن الخيام، وفتحت قنوات لتصريف المياه المتجمعة في المخيمات والطرقات، ونظّفت الفرق عبارة النهر في قرية البل بالقرب من صوران شمالي حلب لمنع فيضان المياه.
وسبق أن رصد استبيان أجراه فريق "منسقو استجابة سوريا"، حول الاستجابة الإنسانية الشتوية للنازحين في شمال غرب سوريا، زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في المنطقة، بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 4.6 مليون نسمة.
وقال الفريق إن 85% من المحتاجين هم من القاطنين ضمن المخيمات، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، يضاف إليها تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسب مرتفعة للغاية وصلت إلى 88.74% بشكل وسطي ( مع اعتبار أن عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة).
وأجرى الفريق استبيان حول واقع الاستجابة الشتوية المقدم من قبل المنظمات الإنسانية ضمن مخيمات الشمال السوري وذلك بعد الهطولات المطرية الأخيرة، شمل الاستبيان الأخير أكثر من 83,691 نازح من مختلف الفئات العمرية، ضمن أكثر من 274 مخيم منتشرة في محافظة إدلب وريفها، إضافةً إلى مناطق ريف حلب الشمالي.
وضم الاستبيان أكثر من 34,848 من النساء واليافعات، إضافة إلى 6,494 طفل وطفلة، و 1,984 من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأظهر الاستبيان أن 193 مخيم يقطنها أكثر من 68,483 نازح لم يحصل على مواد التدفئة لهذا العام.
ووفق الاستبيان فقد اشتكى أكثر من 90% من الذين شملهم الاستبيان أوضاع الخيام وانتهاء عمرها الافتراضي بشكل كامل، في حين حصل 15,208 نازح على مواد التدفئة للشتاء الحالي وفق نسب معينة موزعة على 3,218 نازح على مواد التدفئة التي تكفي لمدة ثلاثة أشهر، وحصل 6,922 نازح على مواد التدفئة التي تكفي لمدة شهرين فقط.
وأوضح الاستبيان إلى أن 5,068 نازح حصل على مواد التدفئة التي تكفي شهر واحد فقط، في حين اشتكى 66% من اجمالي النازحين الذين حصلوا على مواد التدفئة من رداءة أنواع المواد المستخدمة التي تم تقديمها للتدفئة.
وطالب الفريق من كافة المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً، كما حث المنظمات بالعمل على إصلاح الأضرار السابقة، ضمن تلك المخيمات وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام.
وناشد الفريق جميع الجهات المانحة والتي تقدم الدعم الانساني في مناطق شمال غربي سوريا، المساهمة بشكل عاجل وفوري لمتطلبات احتياجات الشتاء للنازحين ضمن تلك المخيمات والتجمعات، والالتزام الكامل بكافة التعهدات التي قدمت خلال مؤتمرات المانحين.