"الغارديان": التقارب التركي - السوري الوشيك يثير مخاوف اللاجئين السوريين
سلطت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها، الضوء على التصريحات التركية الأخيرة الصادرة عن الرئيس التركي "أردوغان" وعدد من مسؤولي الدولة بينهم وزير الخارجية، ومسؤولي قوى المعارضة، لاسيما ماطرأ عليها من تغير في لهجة الخطاب تجاه إمكانية التواصل مع نظام الأسد بعد قطيعة سنوات طويلة.
واعتبرت الصحيفة في تقرير لمراسها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، أن التقارب التركي-السوري الوشيك يثير مخاوف اللاجئين السوريين بالمنطقة، لافتاً إلى أن المعارضين في شمال سوريا ومناطق الأكراد رفضوا عمليات التطبيع الجارية بين أنقرة ودمشق وسط حديث عن أن التقارب قد يقود إلى تبادل سكاني كبير وعودة قسرية لملايين اللاجئين.
ورأى الكاتب أن تصريحات الرئيس هي أوضح إشارة حول السياسة الجديدة التي باتت تركيا تنتهجها من نظام الأسد بعدما كانت تركيا القائد الأبرز للإطاحة به قبل عقد من الزمن، وتقول الصحيفة إن الاتصالات المباشرة مع الأسد ليست محتملة في الوقت الحالي، إلا أنه من المتوقع استئناف الاتصالات بين المسؤولين الأمنيين.
وقال مسؤول أمني بارز في بيروت: "ستكون على مراحل"، و"الرسائل من تركيا واضحة، يريدون معالجة بي كا كا ولدى الأسد نفوذ عليهم ولأول مرة، وكل شيء يتم بوساطة من بوتين ولكن عليه ألا يدفع بشكل كبير".
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "رويترز"، عن وزير الخارجية التركي "مولود تشاويش أوغلو"، تأكيده أن هناك حوار يجري بين أجهزة المخابرات التركية والتابعة لنظام الأسد، وهذا لم تخفه تركيا سابقاً وصرحت به لمرات عدة.
واعتبر وزير الخارجية التركي، أن الحوار مع حكومة دمشق يجب أن يكون هادفاً، مؤكداً أنه ليس لدى أنقرة شروط مسبقة للحوار مع سوريا، في وقت نفى وجود أي مخطط لاجتماع في قمة "شنغهاي" مع حكومة نظام الأسد، مبيناً أن "الأسد ليس مدعوا".
وأكد الوزير أن "النظام في سوريا لم يؤمن حتى الآن بالعملية السياسية عليه أن يؤمن الآن البلد سينقسم بالقتال، وقال "يجب اتخاذ خطوة من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا"، معتبراً أن اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى منازلهم ولكن لا يستطيعون إما خوفا من النظام أو بسبب عدم قدرة النظام على تحسين الأوضاع المعيشية.
وبين أنّ اجتماعات اللجنة الدستورية في سوريا جاءت بمساهمة من تركيا وروسيا وإيران إلا أنّها لم تحقق أي نتيجة قائلا: "في الحقيقة النظام لا يؤمن بشكل كامل بالمسار السياسي"، وأثنى على المعارضة السورية بتشكيلها هيئة تفاوض وبنواياها الحسنة والبناءة تجاه التوصل لحل سياسي، مستدركا بأن هذا المسار لم يسجل أي تقدم بسبب التعنت من قبل النظام السوري.
وكان رد وزير خارجية نظام الأسد "فيصل المقداد"، على التصريحات التركية حول إمكانية إعادة العلاقات أو التفاوض مع نظامه، باشتراط سحب قواتها كاملة من الأراضي السورية، ووقف دعمها لـ "فصائل المعارضة" وتدخلها في الشؤون الداخلية لسوريا، وفق تعبيره.
وجاءت كلمة المقداد في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي لافروف في موسكو، قائلاً: "اذا قررنا الاتفاق نحن وتركيا فيعني أنه يجب أن لا يكون هناك إرهاب في تركيا ولا إرهاب في سوريا"، واعتبر أن "هناك استحقاقات يجب أن تتم لإصلاح العلاقات مع تركيا وليس لدينا شروط ولكن يجب إنهاء "الاحتلال التركي".
وأضاف "المقداد" أن نظامه "يثمن الجهود التي تبذلها روسيا وإيران لإصلاح ذات البين بين سوريا وتركيا"، واعتبر أن الولايات المتحدة تحتل الشمال الشرقي لسوريا وتنهب ثرواتنا، وقال إنه "لا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بدون انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ووقف دعمها للتنظيمات الإرهابية".
وطفت على السطح مؤخراً سلسلة تصريحات سياسية أثارت جدلاً واسعاً، واعتبرت تحولاً كبيراً في موقف تركيا من "نظام الأسد"، جاءت بداية على لسان وزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو"، والذي كشف عن لقاء "قصير" مع "المقداد"، وتحدث عن "مصالحة بين النظام والمعارضة"، ومنع تقسيم سوريا، قبل أن يخرج الوزير أن يكون قد تحدث عن كلمة "مصالحة".