مخيم الركبان
مخيم الركبان
● أخبار سورية ٢٠ مايو ٢٠٢٤

"الائتلاف": تنصل المجتمع الدولي حيال معاناة سكان مخيم الركبان وصل لمرحلة يصعب تفسيرها

قال "أحمد بكورة "، منسق مجموعة شؤون النازحين واللاجئين في الائتلاف الوطني، إن سكان مخيم الركبان يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة بسبب عودة قوات نظام الأسد إلى إطباق الحصار على المخيم، ومنع الدخول إليه أو الخروج منه، مؤكداً أن تنصل المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته وصل إلى مرحلة يصعب تفسيرها.

ولفت بكورة في تصريح صحفي إلى أن نظام الأسد واصل جرائمه بحق الشعب السوري لأكثر من 13 عاماً، سواء باستخدام جميع أنواع الأسلحة ومنها الكيماوي، أو الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري والتهجير والتجويع أيضاً، مستغرباً من ردة فعل المجتمع الدولي على كل تلك الجرائم، والتي اقتصرت على الشجب والإدانة، والتي تلاشت شيئا فشيئاً، إلى أن بات السكوت هو العنوان الدائم.

وأكد بكورة أن العجز الدولي الحالي لا يوجد أي تبرير له، حتى على المستوى السياسي، داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على قدر معاناة الضحايا.

وفي السياق، طالب القائم بأعمال الائتلاف الوطني في الأردن طارق عباس، المجتمع الدولي بأخذ دوره والضغط على نظام الأسد في دمشق ومشغليه الروس لفتح الطرق إلى المحاصرين في مخيم الركبان، والسماح بإدخال المواد الطبية والتموينية لأكثر من سبعة آلاف محاصر، وأن تأخذ المنظمات الدولية ذات الصلة دورها بإدخال المساعدات الإنسانية بأي طريقة كانت.


وسبق أن أصدر المجلس المحلي في مخيم الركبان، يوم السبت 11 أيار/ مايو بياناً استعرض خلاله أحداث الحصار على مدار 30 يوماً بعد انقضاء الشهر الأول على تشديد حصار المخيم، مشيرا إلى فرض النظام السوري وروسيا حصارا خانقا على قاطني مخيم الركبان منذ 10 نيسان/ أبريل الماضي.

وأكد أن نظام الأسد وروسيا يستخدمان سياسة التجويع مقابل الرضوخ من أجل عودة النازحين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، مما تسبب بقلق شديد لدى النازحين من استمرار الحصار وتفاقم الأوضاع المعيشية في المخيم المنسي.

ولفت إلى تجمع العشرات من المدنيين في خيمة اعتصام مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية في المنطقة أو فتح طريق آمن من أجل خروج النازحين إلى الشمال السوري المحرر أو إلى شرق الفرات، وذلك قبل الحصار الأخير على المخيم بثلاثة أيام.

وذكر أن الاعتصام ما يزال مستمرًا لليوم الرابع والثلاثين حتى تحقيق مطالب أهالي المخيم، مشيرا إلى خروج وقفة احتجاجية لعشرات المدنيين في المخيم، وكانت مطالبهم دخول المساعدات الإنسانية وتحسين الأوضاع المعيشية في المنطقة.

وناشد المحتجون الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي والتحالف الدولي في قاعدة التنف وغيرهم، ولكن لم يكن هناك أي استجابة، وحذر من انتشار الأمراض المزمنة بسبب عدم وجود العلاج المناسب وعدم وجود كوادر طبية متخصصة، وكان الأطفال الأكثر إصابة بتلك الأمراض.

وشدد رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان محمد الخالدي، على ضرورة التدخل الفوري من قبل المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لإنقاذ مخيم الركبان من خطر الإبادة الجماعية في حال استمر الحصار المفروض على المخيم من قبل نظام الأسد وروسيا.

ونوه إلى أن الحصار ما يزال مستمرًا ليومه الثلاثين على التوالي، فهل تستجيب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لمطالب قاطني المخيم، وهل يستطيع التحالف الدولي في قاعدة التنف العسكرية بفتح معبر الوليد الحدودي أو طريق آخر من الدول المجاورة لمنطقة خفض التصعيد 55كم لكسر حصار المخيم.

وتطرق بيان المجلس إلى توثيق 24 إصابة بمرض اليرقان "أبو صفار" وهناك العشرات من الإصابات الأُخرى بنفس المرض، و37 حالة "التهاب الكلى" والعديد من الأمراض الأًخرى التي بحاجة إلى تشخيص طبي وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وهناك حالات مرضية حرجة مثل العمليات القيصرية والتهاب الكبد يجب نقلها إلى مشفى خارج المنطقة.

وأشار إلى انقطاع الأدوية وعدم توفر سوى القليل من مسكنات الآلام في صيدليات المخيم، حيث فقد حليب الأطفال واحتياجاتهم الأُخرى اليومية، أما مشفى شام الطبي فقد اقتصرت الخدمات فيه على الإسعافات الأولية فقط، حيث وثقت حالة وفاة واحدة لطفل حديث الولادة بتاريخ 30-4-2024.

وقدر ترحيل 12 لاجئًا من من مخيمات اللجوء داخل الأراضي الأردنية إلى مخيم الركبان، وكان أصدر المجلس المحلي البيان رقم 190 يستنكر صمت التحالف حيال حصار المخيم، وطالب القوات الأمريكية بتطبيق قانون لينكولن الذي يلزمها بمعاملة المدنيين حسب قوانين وأصول الحرب وحقوق الإنسان.

وأكد موقع حصار المعني بأخبار المخيم أمس السبت 11 أيار/ مايو فقدان حليب الأطفال، وسوء التغذية الذي تعاني منه معظم السيدات في مخيّم الركبان، أجبرهن على إيجاد بدائل لرضاعة أطفالهن، عبر اللجوء إلى مادة النّشا المخلوط بالماء، أو عبر تخفيف حليب البقر بالماء حال توفّره.

وحذر ناشطون من خطورة الوضع الصحي والغذائي لأطفال مخيّم الرّكبان، والحاجة الملحّة لتدخّل عاجل لتوفير الحليب والغذاء الكافي للأمهات والأطفال في المخيّم، وأطلقوا عدة مناشدات لتدخّل دولي عاجل، لإرسال مساعدات غذائيّة وصحيّة لسكّان مخيّم الرّكبان.

ويوم أمس نشرت نقلت إعلامية من المخيم مناشدة من مخيّم الرّكبان إلى الأمين العام للأمم المتحدة لفك الحصار عن المخيم وتأمين دخول المساعدات، جاء في مطلعها نحن أهالي مخيم الركبان، نتحدث باسم 7500 مدني بين أطفال ونساء وشيوخ ورجال، نناشدكم بصفتكم الاعتباريّة، أن تسمعوا صوتنا وتلبوا احتياجاتنا كبشر بعد أن نال الجوع والمرض من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وسط صحراء قاحلة. 

وتظاهر العشرات من قاطني مخيم الركبان رفضاً لاستمرار حصار المخيم، وأكد رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، درباس الخالدي، تفاقم تداعيات الحصار المطبق على المخيم، دون الاستجابة لمطالب ومناشدات السكان، ولفت إلى نصب خيمة اعتصام بهذا الشأن، حسب تصريح لشبكة "شام".

وأفاد مدير المكتب الإعلامي بالمجلس المحلي بمخيم الركبان، محمد الفضيل، في حديثه لشبكة شام الإخبارية، مطلع أيار/ مايو الجاري، بأنّ الأوضاع داخل المخيم تتجه من سيء إلى الأسوأ، مشيراً إلى أن الحصار تشدد على المخيم مع إغلاق الطريق منذ حوالي شهر.

وكان نفذ عدد من قاطني مخيم الركبان وقفة احتجاجية من أجل تحسين الأوضاع المعيشية و دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وعلاوة على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية يعيش المخيم أجواء جوية صعبة تتمثل بالغبار والحر الشديد نظرا إلى طبيعة المنطقة الصحراوية.

ويذكر أن "مخيم الركبان" على الحدود السورية - الأردنية، شهد عدة وقفات لمئات من قاطني المخيم، بهدف لفت الانتباه لمعاناتهم والتأكيد على حقهم بالحياة الكريمة، مطالبين بالانتقال إلى مناطق الشمال السوري، للخلاص من ضغوطات النظام التي تمارس عليهم في ظل تواطئ دولي واضح تجاه قضيتهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ