
من الشوارع إلى المستشفيات... تزايد حوادث الدراجات النارية في إدلب
تزداد مخاوف السكان في مدينة إدلب وريفها بسبب تزايد حوادث السير الناتج عن الدراجات النارية المسرعة، والتي ترتكب مخالفات قد تودي أحياناً بحياة المدنيين. ويعيش الأهالي حالة من القلق والخوف على أطفالهم وعلى أنفسهم أثناء تنقلهم في الشوارع أو سفرهم بين المناطق، مع استمرار تكرار هذه الحوادث بشكل لافت في الآونة الأخيرة.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور محمد ياسين علوش عبر قناته على تطبيق تلغرام إلى أن ظاهرة حوادث السير الناتجة عن الدراجات النارية باتت محزنة ومقلقة. وخلال زيارة له إلى مستشفى إدلب الجامعي، لاحظ وجود عدد كبير من المصابين يفوق القدرة الاستيعابية لقسم الإسعاف، مبيناً أن أغلب هؤلاء المصابين هم إما من سائقي الدراجات أنفسهم، أو من المشاة الذين أصابتهم الدراجة النارية.
السرعة والتهور في مقدمة الأسباب
تشير المتابعات الميدانية إلى أن السرعة الزائدة تتصدر قائمة أسباب حوادث الدراجات النارية في المنطقة، خصوصاً في المناطق المزدحمة والشوارع الضيقة. ويلاحظ مراقبون أن القيادة المتهورة لدى بعض الشباب للتباهي أو التسابق مع أصدقائهم، إلى جانب الإهمال أو نقص الخبرة لدى السائقين الجدد، يساهم بشكل كبير في ارتفاع احتمالية وقوع الحوادث.
كما تشير التقارير إلى أن كثيراً من الحوادث تنتج عن تصادم الدراجات مع المشاة أو المركبات الأخرى، بما فيها السيارات والشاحنات. ولا تقل الحوادث الليلية أو في الأجواء السيئة خطورة، إذ يؤدي ضعف الرؤية إلى زيادة مخاطر الحوادث، ما يجعل الشوارع أكثر عرضة للخطر في بعض الأوقات.
ضحايا وأضرار بالغة
وقد أدّت هذه الحوادث في مرات سابقة إلى وفاة عدد من المدنيين، سواء من سائقي الدراجات النارية أو من المارة، كما تسببت بإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وخلّفت هذه الحوادث حالة من القلق والمخاوف لدى الأهالي في المنطقة، الذين باتوا ينظرون إلى الشوارع كمناطق خطر يومي تهدد سلامتهم وسلامة أبنائهم.
الحلول والحملات المرورية للحد من الحوادث
تحاول الجهات المعنية وضع حلول للحدّ من ظاهرة حوادث الدراجات النارية المتكررة، من خلال إطلاق حملات مرورية تهدف إلى ضبط المخالفات التي يرتكبها بعض سائقي الدراجات، والتي كانت سبباً في وقوع عدد من حوادث السير في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الإطار، أعلنت محافظة إدلب عبر معرفاتها الرسمية قبل أيام عن إطلاق حملة مرورية في مدينة إدلب، تم خلالها توثيق نحو 45 مخالفة في المدينة وضواحيها، شملت القيادة المتهورة، والسرعة الزائدة داخل المناطق المأهولة، والتشفيط، وتجاوز الإشارات الضوئية، والسير بعكس الاتجاه.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة سلقين انطلاق حملة أمنية مكثفة تستهدف ضبط الدراجات النارية المخالفة، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة العامة، والحد من السرعة الزائدة والفوضى المرورية، وحماية السكان من المخاطر المحتملة على الطرق.
ختاماً، أصبحت ظاهرة تكرار حوادث السير مصدر قلق متزايد لدى السكان، الذين يعيشون مخاوف دائمة على أنفسهم وأطفالهم أثناء تنقلاتهم اليومية، خاصة بعد وقوع ضحايا وتضرر آخرين جراء هذه الحوادث. الأمر الذي يستدعي إيجاد حلول فورية وفعّالة تضمن سلامة الأهالي وتحميهم من المخاطر والموت المحتمل على الطرق.