
علوش : أمريكا حجرة عثرة أمام الشعب السوري .. السوريين هم من يقرر شكل الدولة
أكد زهران علوش قائد جيش الإسلام أن لاتصل اي أسلحة إلى الغوطة و انما كل ماهو موجود عبارة عن غنائم تم الحصول عليها من النظام ، و شدد علوش على أن أمريكا هي حجرة عثرة أما الشعب السوري ، لافتاً إلى أن الشعب السوري هو الذي يختار شكل الدولة القادمة في سوريا ، تصريحات جديدة خرج بها علوش في لقاء صحفي له مع صحيفة أمريكية " McClatchy" ، قام الزملاء في موقع "السوري الجديد" بترجتمه و بثه بعد ساعات قليلة من نشره في امريكا ، و فيما يلي تفاصيل اللقاء كما كتبته الصحيفة.
من على منبر مسجد في منطقة الغوطة المحاصرة في ريف دمشق شجب قائد الثوار السوريين زهران علوش الديمقراطية في كانون الأول الماضي ووصفها بأنها نظام فاسد، ولم يدع مجالاً للشك بأنه يطمح إلى دولة إسلامية تحكم بعد حكومة الرئيس بشار الأسد. لكنه كان نموذجاً للواقعية في أول مقابلة له مع الإعلام الأمريكي إذ اختفت نداءاته لطرد العلويين الحاكمين من دمشق، ووصفهم خلال المقابلة بأنهم "جزء من الشعب السوري" وقال أنه ينبغي محاسبة من تلطخت أيديهم بالدماء فقط.
كما أنه تخلى عن الحديث عن دولة إسلامية وقال أنه يفضل الآن أن يقرر السوريون شكل الدولة التي يريدون:"نريد إنشاء دولة تحترم الحقوق" قال علوش منكراً ما سماه "التمييز الطائفي" ضد الأغلبية المسلمة السنية. "بعد ذلك يجب أن يختار الشعب نوع الدولة التي يريدون" وقال إنه يميل إلى "حكومة تكنوقراط محترفة"
منذ أن بدأت الحرب الأهلية السورية واجهت الولايات المتحدة معضلة معقدة في تحديد أيديولوجية المجموعات الثورية الكثيرة في سوريا، ووعدت إدارة أوباما بمساعدة الثوار في العديد من المرات، لكنها رفضت دعم الإسلاميين نبعاً من قلقها من أن أهدافهم ليست ديمقراطية ولا شمولية، وكان من الصعوبة بمكان تحديد أي المجموعات يتوجب دعمها، زاد في تلك الصعوبة التغيرات البادية في الأيديولوجيات.
وعند سؤال مكلاتشي له حول تغيير موقفه قال علوش أن تصريحاته الأصلية كانت بسبب الضغط الذي كان يخضع له في الغوطة حيث قُتل المئات بالغاز السام قبل عامين. وقال المتحدث باسمه -إسلام علوش- أن الخطابات التي ألقاها زهران علوش في الغوطة كانت موجهة للجمهور الداخلي.. لحشد المقاتلين ضد القوات الإسلامية الأخرى التي أوغلت في التطرف كالدولة الإسلامية. "هناك خطابات موجهة للجمهور الداخلي وأخرى للجمهور الخارجي" كما قال. وأضاف "يرمي الخطاب الداخلي إلى إنقاذ أبنائنا من الانضمام للدولة الإسلامية" في حين قال آخرون أنه ببساطة ربما أدرك القادة المتطرفون أنه حان الوقت لتغيير خطابهم لجمهور الغرب الذي ينفر من الخطاب القاسي الذي شجب فيه علوش الديمقراطية في كانون الثاني 2014 ووصفها بـ "ديكتاتورية الأقوياء" وإعلانه في الجامع في دمشق "إننا نرفض الديمقراطية تماماً" قال علوش إن الديمقراطية في العالم الإسلامي لم تجلب سوى الفساد والقمع والتخلف.
هل غير من آراءه؟ "إنه سؤال جيد جداً" كان ذلك جواب جوشوا لانديس الخبير في الشأن السوري في جامعة أوكلاهوما والذي كتب عن علوش وقال أن علوش والعاملين معه "أصبحوا أكثر فطنة" بناءً على محادثاته مع المتحدث باسم القائد على موقع تويتر.
وقال بسام بربندي الدبلوماسي السوري السابق الذي يعيش في واشنطن "الكل يعلم الآن أن النظام متهالك وعلى وشك الانهيار، وكل اللاعبين الكبار يريدون الفوز برضى الغرب والمجتمع الدولي....زهران يريد أن يكون في الطرف الرابح." وقال لانديس أن علوش "سيكون مع الرابحين" وأضاف أن جيش الإسلام التابع لعلوش وغيره من المجموعات الإسلامية "ذات الحس الوطني العالي... ستنتصر في النهاية" على حد قوله.
ولعل أحد أسباب سفر علوش إلى اسطنبول هو الظهور بوجه جديد، فقد حظي بالمقابلات وسيتجه إلى الأردن بعد ذلك ليتباحث مع قادة الثوار الذين يعملون في جنوب سوريا ومع مناصريه الدوليين.. فمقاتلوه بحاجة للسلاح، وكما قال لمكلاتشي "لا تصلنا الأسلحة داخل الغوطة، كل ما نملكه هو غنائم من الهجمات على النظام"
لطالما كان علوش طرفاً فاعلاً في معارضة الأسد في سوريا ويدعي أن جيشه جيش الإسلام يضم عشرة آلاف مقاتل في ريف دمشق بالإضافة إلى سبعة آلاف آخرين منتشرين في سوريا.
وتبرز أهمية دور علوش وأهمية المناطق التي يسيطر عليها في جنوب العاصمة عند الأخذ بالاعتبار المكاسب التي حققها الثوار مؤخراً في شمال وجنوب سوريا وتزايد علامات ضعف النظام، في الوقت ذاته يتأهب فيه علوش وغيره من قادة الثوار لما يأملون أن تكون الضربة القاضية. ويشكل ذلك تحدياً للولايات المتحدة التي لم تدعم الإسلاميين يوماً، ووفرت دعماً متقطعاً لقوات الثوار الموالية للغرب في سوريا. والسؤال الآن ليس عن دعم مباشر من الولايات المتحدة بل عما إذا كانت واشنطن ستمنع الدول الأخرى من تحالف "أصدقاء الشعب السوري" من مساعدة علوش. ومع تاريخه كقائد فعال للثوار يتساءل الكثيرون عما إذا كان إسلامياً عقائدياً أم أنه قد يتقبل نتيجة غير الدولة الإسلامية.
وقد قال علوش أنه بسبب كونه قائداً لأحد الميليشيات الكبيرة إضافة إلى أنه عالم في أمور الدين كان لا بد أن يكون له دور في النقاش. فعلوش ذو الشخصية الكاريزماتية حائز على درجة الماجستير في قانون الشريعة من الجامعة الإسلامية في المدينة في السعودية، وأمضى عامين في سجون النظام بتهمة الاشتباه "بنشاط ديني". وأضاف "لدي الحق في النقاش. سأعبر عن آرائي في أي حوار ويعبر الآخرون عن آرائهم"
وفي مقابلته مع مكلاتشي التزم الخط المعتدل إذ قال "إن نجحنا في إسقاط النظام سندع الشعب السوري يقرر نوع الدولة التي يريد، وبالنسبة للتعايش مع الأقليات فإنه حاصل في سوريا منذ مئات السنين، نحن لا نسعى لفرض سلطتنا على الأقليات أو لقمعهم."
وقال معاون آخر أن علوش أبدى استعداداً للتخلي عن العلم الأبيض والأسود الإسلامي وتبني العلم السوري الذي ترفعه قوات الثوار الأخرى في مسعاه لتحسين صورته.
أياً كانت نتيجة هذا التغير في موقفه فإن علوش لا يتوقع الحصول على أية مساعدات من الولايات المتحدة حيث قال "بصراحة الإدارة الحالية حجر عثرة في طريق الشعب السوري... تحول بينه وبين حريته" واتهم الولايات المتحدة بالازدواجية حيث أسقطت الرئيس العراقي صدام حسين تحت مزاعم امتلاكه أسلحة كيماوية في حين لم تعاقب الأسد حتى عقب استخدامه السلاح الكيماوي، وأضاف أيضاً أن الولايات المتحدة منعت وصول شحنة من الأسلحة المضادة للطائرات كان يفترض أن تصل من ليبيا. وقال علوش "لقد اتصلنا بهم مراراً لكننا استنتجنا أن الإدارة الحالية لا تأبه للشعب السوري، يرون الفظائع ترتكب في سوريا ولا يفعلون شيئاً، و لا يسمحون لنا بالدفاع عن أنفسنا"
في الواقع قال علوش إن جيش الإسلام على اتصال مباشر مع دانيال روبنشتاين -المبعوث الخاص لإدارة أوباما إلى سوريا- وقد سبق و أكدت وزارة الخارجية هذا الأمر، وأكثر ما كان محبطاً لعلوش هو الرسالة التي أرسلتها حكومة الولايات المتحدة إليه في شباط الفائت، تطلب منه وقف الهجمات الصاروخية على دمشق.
كانت الحكومة قد قصفت الميدان الرئيسي في بلدة حمورية عقب صلاة الجمعة في 23 كانون الثاني. وقال علوش إن خمسين مدنياً قتلوا على الفور فيما توفي ثلاث وثلاثون آخرون متأثرين بجراحهم. جاء رد علوش بالهجوم على المقار الأمنية في العاصمة بعد أن أصدر إنذاراً للشعب عبر تويتر بالتزام البيوت.
انتقم النظام بجولة أخرى من قصف المدنيين في أحد أكثر المناطق ازدحاماً في دوما، قُتل فيها أكثر من مائة شخص كما قال علوش الذي أعلن أن جيش الإسلام سيستهدف قواعد النظام في دمشق.
تلقى علوش الرسالة "الغريبة" حينئذ من إدارة أوباما لوقف قصف المقار الأمنية في العاصمة كما قال "في الحقيقة لم يكن لدينا خيار، نحن لا نقصف المدنيين، بل نركز على القواعد التي تقصفنا" وتذمر علوش من عدم إدانة الحكومة الأمريكية لسلسلة الجرائم التي ارتكبتها الحكومة.
كانت وزارة الخارجية متأهبة لشجب قصف حمورية الذي وقع في 23 كانون الثاني إضافة إلى القصف الذي وقع على إقليم الحسكة ووصفته بـ "المروع" لكن لم يتطرق للموضوع أي من الصحفيين على حد قول مسؤول في الوزارة تحدث شريطة حجب هويته إذ أنه غير مصرح له بمناقشة الموضوع.