
طلاب يدرسون في مدارس متأثرة بالقصف حرصاً على متابعة تعليمهم
عاد الطلاب المهجّرون مع عائلاتهم إلى ديارهم بعد سنوات من النزوح، لاستئناف تعليمهم في مسقط رأسهم. ويصاحبهم شعور بالسعادة، إلا أن هذا الشعور لم يكتمل، إذ تواجه عشرات المدارس في هذه المناطق الدمار وعدم الجاهزية لاستقبال الطلاب، لا سيما في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.
يتفاوت حجم الدمار بين المدارس في المناطق المعنية؛ فبعضها تعرض للدمار الكامل، بينما تحتاج أخرى إلى ترميمات وإصلاحات عاجلة، وبعض المدارس فقط إلى تركيب نوافذ وأبواب. هذا التفاوت في الأضرار جعل نسبة الدمار كبيرة جداً، مما أثر على انطلاق العملية الدراسية في العديد من القرى والبلدات.
طلاب يدرسون في مدارس متأثرة بالدمار
في ظل هذه الظروف القاسية، يضطر عدد من الطلاب في بعض القرى إلى متابعة تعليمهم في مدارس تحمل آثار ومشاهد الدمار، ما يعكس الصعوبة الكبيرة للواقع التعليمي في هذه المناطق ويزيد من التحديات أمام انطلاق العام الدراسي بشكل طبيعي.
تأثير المدارس المتضررة على نفسية الطلاب
وبحسب أخصائيي النفس، فإن دراسة الطلاب في مدارس متضررة من الحرب تثير في نفوسهم القلق والخوف، ليس فقط بسبب الدمار المرئي، بل أيضاً لما تثيره لديهم من ذكريات الحرب وما رواه أهاليهم عن ظروفها القاسية.
ويؤكد الأخصائيون أن هذه الظروف تزيد من التوتر النفسي، وتؤثر مباشرة على قدرة الطلاب على التركيز، ما يجعل متابعة الدروس مهمة صعبة وسط ضغط مستمر يفرضه المشهد المحيط.
ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الضغط إلى تراجع الحافز نحو التعلم، وتقليل المشاركة في الأنشطة الصفية والجماعية، خصوصاً في المدارس الأكثر تأثراً بالقصف، ليصبح التحدي مزدوجاً بين متابعة التعليم والحفاظ على شعورهم بالأمان.
يدعو الأخصائيون الأهالي إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي لأبنائهم لمواجهة القلق والخوف الناتج عن المشاهد المدمرة، سواء في المدارس أو في القرى التي ينحدرون منها.
دور الأهالي في دعم الطلاب
ويؤكد أخصائيو النفس على أهمية التشجيع المستمر لتعزيز شعور الأطفال بالأمان والثقة بالنفس، إلى جانب دعمهم لتجاوز العقبات اليومية والتواصل مع المعلمين والمدرسة لحلّ التحديات التي قد تواجههم خلال العملية التعليمية.
كما يشدد الأخصائيون على غرس قيمة التعليم وأهميته في نفوس الطلاب، والحفاظ على هذا الحافز رغم الظروف الصعبة، لتكون الأسرة مصدراً للاستقرار والدعم الذي يحتاجه الطفل لمواصلة رحلته التعليمية بثبات.
في ظلّ التحديات التي تواجه العملية التعليمية في مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، يضطر بعض الطلاب إلى تلقي تعليمهم في مدارس تحمل مشاهداً من الدمار، ما يستدعي من الأهالي تقديم الدعم لأبنائهم لمساعدتهم على التغلب على مشاعر القلق ومواجهة التحديات اليومية.