صيد الأسماك في نهر العاصي: بين شح المياه والتلوث وتراجع الثروة السمكية
صيد الأسماك في نهر العاصي: بين شح المياه والتلوث وتراجع الثروة السمكية
● أخبار سورية ١٧ أكتوبر ٢٠٢٥

صيد الأسماك في نهر العاصي: بين شح المياه والتلوث وتراجع الثروة السمكية

يواجه الصيادون الذين اعتادوا صيد الأسماك في ضفاف نهر العاصي صعوبات متزايدة تهدد مصدر رزقهم. فقد أصبحت الأسماك نادرة بشكل ملحوظ، بينما انحسرت مياه النهر، ما يضع الصيادين وعائلاتهم أمام خطر الفقر والبطالة ويؤثر بشكل مباشر على معيشتهم اليومية.

عوامل تراجع المهنة
أعرب صيادون التقينا بهم عن حنينهم إلى الأيام التي كانت فيها مياه نهر العاصي وفيرة وغنية بالأسماك، ما مكنهم من الصيد بسهولة وبدون صعوبات كبيرة. إلا أن الجفاف الذي ضرب منابع الأنهار، إلى جانب الصيد الجائر واستنزاف البحيرات، وتراجع الثروة السمكية، حول تلك الأيام إلى مجرد حلم بعيد.

اليوم، بالكاد يجمع الصيادون بضع سمكات صغيرة لا توازي جهودهم، ولا تكفي لتغطية النفقات الأساسية واحتياجاتهم اليومية. هذا الواقع يضعهم أمام خيارات قاسية: البحث عن عمل بديل أو الاستمرار في هذه المهنة رغم صعوباتها وتحدياتها المتزايدة.

التلوث يفاقم تراجع المهنة
يشير الصيادون إلى أن مهنتهم شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة نتيجة انخفاض الثروة السمكية. وليس انحسار المياه والجفاف وحدهما السبب، بل ساهم التلوث المنتشر على مجرى نهر العاصي في تدهور الوضع البيئي، مما زاد من صعوبة ممارسة المهنة وأثر على جودة الأسماك وطبيعة النهر.

وأضافوا أن مياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع تصب في النهر دون معالجة، ما أثر على صحة الأسماك وجودتها، وجعلها ضعيفة جداً، حتى أن بعضها كان يموت في الماء قبل أن يتم صيده، مما يزيد من صعوبة ممارسة الصيادين لمهنتهم وتأمين لقمة عيشهم.

تراجع إنتاج مربّي الأسماك
كما تأثر مربو الأسماك، العاملون في مهنة تربية الأسماك ضمن الأحواض، في هذه الظروف الصعبة بشكل كبير. فقد كان الإنتاج في السنوات السابقة يغطي السوق المحلي ويُصدر أحياناً إلى المحافظات المجاورة، أما اليوم انخفض وبشكل كبير، ويرجع ذلك إلى قلة المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل مضاعف.

جفاف الينابيع وارتفاع التكاليف
وأشار مربو الأسماك إلى أن جفاف الينابيع الجوفية، التي كانوا يعتمدون عليها في تزويد أحواضهم بالمياه، أثر بشكل كبير على مهنتهم وفاقم من معاناتهم. واضطروا إلى الاعتماد على مضخات تعمل بالمازوت، ما كبدهم تكاليف باهظة خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار المازوت خلال السنوات الماضية.

 هذا الوضع دفع بعض المربين للتخلي عن المهنة، بينما لجأ آخرون إلى المطالبة بمساعدة عاجلة من الجهات المعنية، لتقديم حلول تدعم استمرارهم وتحافظ على مهنتهم.

مقترحات الخبراء للحفاظ على الثروة السمكية
يقترح الخبراء فرض قوانين صارمة تحدد مواسم وأماكن الصيد، إلى جانب منع استخدام الديناميت والأساليب المدمرة للصيد. كما ينصحون بإطلاق أسماك صغيرة ويرقات الأسماك في النهر لتعويض النقص، وإنشاء محميات سمكية لحماية مناطق التكاثر الطبيعي. 

ويؤكد الخبراء أيضاً على أهمية معالجة مياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع قبل تصريفها في النهر، ومراقبة نوعية المياه لمنع وفاة الأسماك نتيجة التلوث، بما يضمن استدامة الثروة السمكية ويحمي مصدر رزق الصيادين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ