
خريطة طريق اقتصادية جديدة بين دمشق وعمّان: اتفاق على مجلس أعمال مشترك وتفعيل الشراكات
شهدت العاصمة دمشق اليوم انطلاقة مرحلة اقتصادية جديدة في العلاقات السورية الأردنية، حيث عقد اتحاد غرف التجارة السورية وغرفة تجارة الأردن لقاءً مشتركاً في فندق "البوابات السبع" (شيراتون دمشق)، خلص إلى الاتفاق على وضع خريطة طريق متكاملة للتعاون والتنسيق المستقبلي بين البلدين، تشمل قطاعات الاستثمار والتبادل التجاري والنقل والشحن والصناعة والزراعة والمصارف والصناعات الغذائية.
تشكيل مجلس أعمال ولجان مشتركة
واتفق الجانبان خلال اللقاء على تأسيس "مجلس أعمال سوري - أردني" إلى جانب تشكيل لجان قطاعية لدراسة معوقات العمل الاقتصادي ووضع حلول عملية لها، إضافة إلى إحداث مكتب تنسيقي بين الاتحاد والغرفة الأردنية. كما تقرر إطلاق عملية توءمة بين الغرف التجارية السورية ونظيراتها الأردنية، وتسهيل دخول التجار والصناعيين السوريين إلى الأراضي الأردنية عبر إجراءات مبسطة.
كما أوصى المجتمعون بتنظيم منتدى اقتصادي مشترك يُقام في مدينة دمشق، إلى جانب معرض صناعي خاص تنسقه غرفة تجارة الأردن، على أن يتم تحديد موعد كل من الحدثين لاحقاً.
العلي: مرحلة جديدة بعد رفع العقوبات
وفي تصريح صحفي، أكد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، علاء عمر العلي، أن اللقاء يمثل نقلة مهمة نحو ترميم العلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن بعد سنوات من الجمود في عهد النظام السابق، مشيراً إلى أن قرار رفع العقوبات الغربية يفتح المجال واسعاً أمام إعادة تقييم العلاقات التجارية والشراكات الاقتصادية وتطوير اتفاقيات التصدير والاستيراد بين البلدين.
الحاج توفيق: زيارة تاريخية ومصالح متبادلة
من جانبه، وصف رئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، الزيارة بأنها تاريخية، مشيراً إلى أنها تأتي بعد انقطاع دام نحو 14 عاماً، وتعكس رغبة حقيقية من القطاعين التجاري والصناعي الأردنيين بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا. ودعا إلى تفعيل الشراكات التجارية بين القطاعين الخاصين في البلدين بما يعزز التعافي الاقتصادي المشترك.
الغريواتي: المدن الصناعية السورية جاهزة للاستثمار
رئيس غرفة تجارة دمشق، المهندس عصام الغريواتي، شدد على أهمية الاستفادة من الموارد الاقتصادية المتوفرة في البلدين لبناء شركات مشتركة وتطوير صادرات تنافسية، مؤكداً أن المدن الصناعية في سوريا قادرة على استيعاب الاستثمارات الأردنية ضمن بيئة استثمارية مشجعة.
الخطيب: العقبة بوابة للبضائع السورية
من جهته، أكد النائب الأول لرئيس غرفة عمان، نبيل الخطيب، ضرورة تحسين التعاون في القطاع اللوجستي، مشيراً إلى أن ميناء العقبة يمثل نقطة جذب مهمة للبضائع السورية القادمة من الشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا، خصوصاً في مجال الحاويات والسيارات المستوردة من الصين وكوريا الجنوبية.
السمان: قانون استثمار جديد في الطريق
بدورها، أوضحت نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، الدكتورة ليلى السمان، أن الحكومة السورية تعمل حالياً على إعداد قانون استثمار جديد يتضمن ميزات وتسهيلات شاملة للمستثمرين المحليين والأجانب، مشيرة إلى إمكانية توقيع اتفاقيات تبادل تجاري مع الأردن تشمل إعفاءات جمركية وضريبية بعد زوال العقوبات.
برنامج حافل للوفد الأردني
يُذكر أن الوفد الأردني، الذي يضم رؤساء غرف تجارية وممثلين عن قطاعات خدمية وصناعية، سيواصل زيارته إلى سوريا على مدى ثلاثة أيام، تتخللها لقاءات موسعة مع مسؤولين اقتصاديين في الحكومة السورية، وأصحاب أعمال وشركات وغرف تجارية محلية، في مسعى لتعزيز التواصل الاقتصادي بين البلدين ودعم استقرار المنطقة عبر التعاون الاقتصادي البنّاء.