حادثة زغرتا تكشف الواقع المؤلم للسوريين في لبنان
حادثة زغرتا تكشف الواقع المؤلم للسوريين في لبنان
● أخبار سورية ٢١ أغسطس ٢٠٢٥

حادثة زغرتا تكشف الواقع المؤلم للسوريين في لبنان

يتعرض اللاجئون السوريون لعنف عنصري في المجتمع اللبناني، ويتمثل هذا العنف بالاعتداء الجسدي، الشتائم، والمعاملة السيئة. تواجه هذه الممارسات اللاجئين سواء على أرض الواقع أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام اللبنانية.

حوادث مؤلمة وأثرها على الرأي العام

بين الحين والآخر تقع حوادث تثير غضب الناشطين السوريين وتلفت انتباه الرأي العام. ومن أحدث هذه الحوادث، تعرض طفل سوري في صالون حلاقة في قضاء زغرتا شمالي لبنان للضرب المبرح على يد ثلاثة شباب، وقد أثار تداول الفيديو موجة غضب واسعة على منصات التواصل.

ووصف المتابعون الفيديو بالقاسي، خاصة أن الطفل كان يستغيث ويتألم، وسقط على الأرض وأُصيب رأسه، في حين لم يرحمه الشبان، الذين يُقال إنهم صاحب المحل وصديقيه، وكان الطفل يعمل في هذا المكان.

ردود الفعل والتحرك الأمني

أثار مقطع الفيديو غضب الناشطين، الذين طالبوا الحكومة اللبنانية بالتحرك الفوري لمحاسبة المعتدين ومعاقبتهم، وضمان أخذ حق الطفل المتعرض للضرب. وبعد انتشار الفيديو، تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة، وتمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، عقب متابعة حثيثة، من تحديد هوية المتورطين. جرى توقيفهم بناءً على إشارة القضاء المختص، قبل أن يُفرج عنهم لاحقاً بموجب سندات إقامة.

تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي والمغردون مع الفيديو بشكل واسع، حيث طالب ناشطون بمحاسبة المعتدين بأقصى العقوبات، معتبرين أن الإفراج عنهم يمثل "استهتاراً بحقوق الطفل". كما دعا حقوقيون ونشطاء في الجمعيات الإنسانية إلى تعزيز الرقابة على أماكن عمل الأطفال وتشديد تطبيق قوانين حماية القاصرين.

السياق التاريخي للعنصرية ضد السوريين

سبق أن تعرض السوريون في لبنان لعدة مواقف عنصرية خلال فترة تواجدهم في البلاد، عكست انعدام الأمان والاستقرار الذي يعانون منه. بعض هذه المواقف لم يُكشف عنها للعالم، وأخرى تناولتها وسائل الإعلام بشكل واسع.

قامت هذه الممارسات العنصرية على أساس التمييز والمعاملة السيئة تجاههم بسبب كونهم سوريين ولاجئين نازحين. يتعرض السوريون أيضاً للعديد من الاتهامات، من بينها أنهم سبب الأزمات الاقتصادية في البلاد، وأنهم يسرقون فرص العمل من اللبنانيين، وأنهم غير متحضرين، وغيرها من التهم غير المنطقية.

دور الإعلام وتصاعد العنصرية

حتى أن العنصرية بدأت تظهر بشكل واضح في خطاب بعض وسائل الإعلام اللبناني وبعض الإعلاميين، مثل نضال الأحمدية، التي صرحت أكثر من مرة برفضها تناول الطعام في المطاعم اللبنانية بسبب عمل السوريين فيها. كما وجهت إليهم اتهامات بعدم التحضر، وأنهم لا يعرفون معنى الثقافة، وكانت تطلق بين الحين والآخر تصريحات تحمل طابعاً عنصرياً.

الدعوات لوقف العنصرية والدفاع عن السوريين

وسبق دعا عدد من الناشطين والشخصيات العامة اللبنانية إلى ضرورة وقف مثل هذه التصرفات العنصرية، مؤكدين على حق السوريين في الحماية والمعاملة الإنسانية. وقد شددوا على أهمية التضامن بين اللبنانيين والسوريين، ورفض أي ممارسات تنطوي على العنف أو التمييز، مؤكدين أن المجتمع يحتاج إلى تعزيز قيم الاحترام والمساواة لحماية جميع الفئات، وخاصة الأطفال منهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ