تلفزيون الثانية يفتح مرحلة جديدة في المشهد السوري… دراما وهوية تتجدّدان
في خطوة وُصفت بأنها بداية تحول إعلامي لافت في سوريا ما بعد سقوط النظام السابق، أعلن عمر الفاروق، مدير تلفزيون الثانية التابع لشبكة تلفزيون سوريا، عن الانتقال إلى مرحلة جديدة تسعى لاستعادة حضور الدراما والترفيه السوريين عبر شاشة تحمل رؤية تحريرية واضحة، وتقدّم محتوى يليق بالجمهور السوري وذائقته المتغيرة.
هذا التحوّل جاء بعد عام واحد على انطلاق القناة في رمضان 2025، وبعد تجربة رقمية عبر منصة Syria Stream – سوريا لايت التي شكّلت قاعدة أساسية لفهم احتياجات الشباب وميول الجمهور.
من التجربة الرقمية إلى شاشة متكاملة
قال الفاروق إن الانتقال من سوريا لايت إلى الثانية كان تطورًا طبيعيًا فرضته الحاجة لوجود قناة ترفيهية سورية بعد غياب هذا النوع من المنصات عقب المرحلة السياسية الجديدة التي شهدتها البلاد.
وأوضح أن التجربة الرقمية منحت فريق القناة قدرة على قراءة توجهات الجمهور، لتأتي الثانية كمنصة أكثر نضجًا واتساعًا، تعمل وفق معايير إنتاج احترافية وتطمح إلى تقديم دراما وبرامج تعكس الحياة السورية بواقعية إنسانية.
وركّز على أن القناة تمتلك اليوم رؤية تحريرية محلية الهوية، تسعى إلى تقديم محتوى عائلي متوازن يجمع بين الدراما والترفيه والثقافة، ويربط الشاشة بمنصات التواصل الاجتماعي في إطار تفاعل مباشر مع الجمهور، بما يعزز حضورها الإقليمي والعربي من نقطة انطلاق سورية خالصة.
برامج تعكس المجتمع… وهوية تُستعاد
وتعمل القناة على تطوير مجموعة واسعة من البرامج التي تجمع بين الفائدة والمتعة، من بينها برنامج «اسأل حكيم» الذي يقدّم المعرفة الطبية بطريقة مبسطة تكسر الخرافات، وبرنامج «أخد ورد» الذي يتناول قضايا المجتمع بروح نقدية خفيفة قريبة من الواقع السوري، إضافة إلى «السؤال الأخير» الذي يطرح حوارات معمّقة تكشف جوانب غير مألوفة في الشخصيات المستضافة.
كما تقدّم الثانية برنامج «حوار بيغ كاست» الذي يستضيف صنّاع الدراما من ممثلين ومخرجين وموسيقيين للحديث عن تجاربهم وتحدياتهم، إلى جانب برنامج «اللبيبة» الذي يبسّط المفاهيم العلمية ويقدّمها بلغة جذابة تحفّز الخيال والفضول لدى المشاهد، وتشكل هذه البرامج معًا جزءًا من سعي القناة لصنع محتوى أصيل يعكس واقع السوريين ويعيد الاعتبار لقيمة الإنتاج المحلي.
مرحلة تأسيس… ورؤية أبعد من الترفيه
أكد الفاروق أن الثانية ما تزال في مرحلة التأسيس، إلا أنها تعمل بخطوات ثابتة لإعادة الحضور الطبيعي للدراما السورية وإتاحة منصة حديثة لجيل جديد من الإعلاميين والمبدعين. وشدّد على أن رسالة القناة واضحة: أن تكون صوت السوريين وصورتهم الحقيقية في الدراما والترفيه والثقافة، وأن تعيد للمشاهد السوري متعة كانت غائبة، وتمنحه مساحة للفخر بما يُقدَّم باسمه.
وبينما تستعد القناة لموسم جديد من الإنتاجات والبرامج، تبدو الثانية في موقع يسمح لها بتشكيل مشهد ترفيهي مختلف، يضع الهوية السورية في قلب الشاشة، ويسعى لاستعادة الدور الطبيعي للإعلام المحلي في مرحلة تكتب فيها سوريا سردها الجديد.