صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤

تاريخ أسود مليء بـ "التحريض والتشبيح" .. من هم دعاة "الدولة العلمانية" بسوريا ..؟

أثار تصاعد الأصوات المشبوهة المطالبة بتحديد هوية الدولة عقب سقوط نظام بشار الأسد البائد، ترددات واسعة في الأوساط السورية، لمن يريد البت في مصير سوريا بمظاهرة حضرها العشرات،  تبين أن محركيها لم يكن لديهم أي باع أو عمل أو حراك مناهض للنظام، متجاهلين حق الشعوب التي ثارت وقدمت الغالي والنفيس في تقرير مصيرها وهوية الدولة التي دفعوا لأجلها كل ثمن بما فيه النفس والدماء.

 

وفي تتبع ورصد لقادة هذا الحراك المفاجئ وجد أن غالبيتهم من داعمي النظام السابق، وليس ذلك فحسب بل من مروجي الإبادة والقتل بحق السوريين، مايؤكد بشكل لايقبل التشكيك أن ولار هذا الحراك تقف أطراف من نظام الأسد السابق، تريد خلق حالة من الفوضى، لاسيما قبل إعداد دستور للدولة واستفتاء الشعب على هوية ومستقبل سوريا.

 

يتصدر القائمة المديرة السابقة في تلفزيون النظام الساقط "ديانا جبور"، من أبرز المروجين لرفع علم النظام المخلوع والاعتصام للمطالبة بعلمانية الدولة، وورد اسمها في تسريب قائمة المجتمع المدني باللجنة الدستورية عام 2019 كونها ممثلة للنظام الساقط.

"غالية طباع" دعت أيضًا إلى المشاركة في تجمعات ساحة الأمويين والمطالبة بدولة علمانية وأصرت على استخدام علم النظام المخلوع، و"طباع" هي إحدى رؤوس الشبيحة في إعلام النظام البائد.

 

وهي إحدى أشهر الشخصيات في الترويج للدعاية الأسدية والروسية على حد سواء، وفي العام 2021 كتبت منشورا قالت فيه إنها تتمنى فيه قصف مناطق سيطرة "قسد" بالأسلحة الكيميائية، بما في ذلك الأطفال.

 

يُضاف إليها زميلتها "نجوى حسن يوسف"، التي شبحت على منتقدي "تجمع الشباب المدني"، ودعت إلى تشكيل أحزاب تمثل تيارات عديدة وتتنافس هذه الأحزاب على بناء سوريا، وفق تعبيرها.

 

وروجت "ريم رسلان" للانضمام إلى الدعوة إلى العلمانية وتحدثت عن ضرورة رفع علم النظام المخلوع، ولها منشور على منصة إكس تويتر سابقاً قالت فيه "هدول البراميل قليلة فيهم.. لازمهم خزانات ويا ريت تكون مليانة كيماوي".

 

وقالت إن قصف الغوطة الشرقية بدمشق "صوت البرميل و السوخوي و حتى الكيماوي قصيدة حب"، واعتبرت أن انتقادات السوريين لنظام الأسد "تثبت أن الكيماوي أحلى في القلب من أغنية لفيروز"، وفق تعبيرها.

 

ونشر الإعلام الحربي "وحيد يزيك"، صور من التجمع في ساحة الأمويين بدمشق وزعم أنه "بهدف تكريس المفاهيم المدنية وتعزيز الممارسات الديموقراطية"، وظهر في الصور إحدى قادة هذا الحراك "ريم رسلان"، التي تعرف بأنها من دعاة قصف السوريين بالكيماوي والبراميل.

 

ومن بين الشخصيات المشاركين وكانوا محرضين على الجرائم بحق أبناء الشعب السوري اشخاص عسكريين وإعلاميون منهم: "لمى بدور"، و"عاصم هيفا"، و"مجدولين جرماني"، و"محمد سليمان"، "رائد يزبك"، "عباس جورك"، "علي مخلوف"، "يامن سلمان"، و"ختام طفيله"، "رضا الباشا"، "كندة الخضر"، "جورج برشيني" وغيرهم المئات.

 

عدد من منظمي هذه الدعوات انتقدوا اعتبارهم "شبيحة" علما بأن نشطاء الثورة السورية لم يعمموا هذه الصفة على كافة المشاركين بل قاموا بفضح تاريخ دعاة هذه الوقفات، كما لوحظ رفع علم الثورة السورية علم الدولة الجديد بشكل خجول في ساحة الأمويين.

 

ويرى مراقبون أن فلول نظام الأسد البائد خلف هذه الدعوات في وقت اعتبروا أن هناك أهداف غير معلنة خلف هذه الدعوات وهي محاولة قادة هذا الحراك التنصل من المسائلة والمحاسبة نظرا إلى ضلوعهم المباشر بالتحريض على سف الدم السوري، والمساواة بين الضحية والجلاد.

 

وبدأت رواسب نظام الأسد الساقط، تطفو على سطح الحراك الشعبي السلمي في سوريا، برزوا ضمن تكتلات جديدة باتت تحاول فرض نفسها في التظاهرات الشعبية في ساحة الأمويين في دمشق، تنادي بـ "الدولة العلمانية" وترفض علم الثورة السورية، كان هؤلاء إلى وقت قريب يمجدون الأسد ودولة القتل والبراميل ويدعون لسفك الدم وقمع الحريات.

 

في تظاهرة في ساحة الأمويين في العاصمة دمشق يوم الخميس 19 كانون الأول، بدأت تتعالى الأصوات المنادية بـ"حكم مدني وديمقراطي وعلماني" في سوريا، برز فيها من ادعوا أنهم نشطاء مدنيون وأدباء وفنانين وشخصيات برزت على مواقع السوشال ميديا ضمن برامج مخلة وضيعة منهم "الشيخ نيني - عباس جورك - إلينا سعد - ريم رسلان - ياسمين سليمان- ديما بياعه" وعدد من الأشخاص الذين ارتفعت أصواتهم لإقامة دولة علمانية، ورفعوا شعارات مناهضة لروح الثورة السورية.

 

من هذه التيارات ماعرف عن نفسه بـ "تجمع الشباب المدني"، الذي برز لأول مرة في الاحتجاجات بسوريا، لكن ليس لنصرة ثورة السوريين على طاغية الشام، وإنما للتشويش وطرح مطالب طرحها في منشورات وبوسترات تطالب بدولة علمانية، وترفض علم الثورة السورية كونه يمثل علم الاستقلال من الاحتلال الفرنسي، وفق زعمهم، وقاموا بالتشويش على قيادات من الثوار حين صعودهم المنصة وإلقاء كلمات تؤكد التشاركية والتعددية في سوريا المستقبل.

 

كانت "جمعة النصر" على الطاغية بشار الأسد، كأول جمعة تمر على السوريين بكل تراب الوطن السوري منذ 50 عاماً، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، دون حكم لأسد، رسالة قوية لعبيد الأسد وشبيحته، إذ خرج ملايين السوريين في الساحات، كل الساحات دون استثناء، دون خوف من عناصر أمن تطلق النار، أو تسلط وقصف من جيش بشار، خرج السوريون يعبرون عن تحررهم وخلاصهم من حكم أكثر من 50 عاماً لعائلة الأسد، في مشهد مهيب يرسم معالم سوريا الحرة، سوريا لكل السوريين، سوريا التي تنفض غبار السنين لتبصر نور الحياة.

 

والمشهد الأكثر حضوراً كان في المسجد الأموي الكبير في دمشق، عاصمة سوريا الحرة، مشهد يرسم معالم مرحلة جديدة بإنهاء سلطة السفاح، وقطع المشروع الصفوي الإيراني، الذي حاول طمس معالم  سوريا وتمكين مشروعه الطائفي، فكان الرد سريعاً من أحرار سوريا، بأن أعادوا أمجادهم وحرروا مقدساتهم من دنس الغزاة.

 

ولأول مرة، تعيش سوريا هذه الفرحة العارمة، سنة وشيعة وعلويين ودروز ومسيحيين وتركمان وكرد  وإسماعيلية ومن كل الأطياف والملل، خرجوا في الساحات اليوم متكاتفين، مؤكدين مضيهم في بناء سوريا، إيذاناً بإنهاء حقبة مريرة من تاريخ سوريا التي عانت طويلاً حتى رأت النور، لم يكن الدرب قصيراً أو سهلاً ولم تكن تكاليف هذا اليوم إلا دماء وأشلاء وأرواح بمئات الآلاف، أنارت هذا الدرب للوصول للهدف المنشود.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ