تأجيل لقاء باريس بين دمشق و"قسد" جاء بطلب من التحالف الدولي
تأجيل لقاء باريس بين دمشق و"قسد" جاء بطلب من التحالف الدولي
● أخبار سورية ٢٦ يوليو ٢٠٢٥

تأجيل لقاء باريس بين دمشق و"قسد" جاء بطلب من التحالف الدولي

كشفت مصادر كردية مطّلعة عن تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في العاصمة الفرنسية باريس بين ممثلي الحكومة السورية ووفد من "الإدارة الذاتية"، وذلك بناء على طلب مباشر من "التحالف الدولي"، الذي نقل القرار رسمياً إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مشيراً إلى أن عقد اللقاء في الظروف الراهنة "قد يضر بمسار التفاوض".

وأكد مصدر كردي مشارك في التحضيرات، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الاجتماع أُلغي بطلب من جهة حكومية نتيجة تطورات أمنية متسارعة في محافظة السويداء جنوب البلاد، والتي اعتُبرت مؤشراً على هشاشة الوضع الأمني وعدم قدرة الحكومة على ضبط المشهد، على حد قوله.

وأوضح المصدر أن اللقاء المُرتقب كان نتيجة ترتيبات عُجّلت عقب اجتماع عمّان في 19 تموز الجاري، الذي جمع بين المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وقائد "قسد" مظلوم عبدي.


وأشار إلى أن التحالف الدولي رأى أن تسريع الخطى نحو مفاوضات موسّعة قد لا يكون مفيداً في هذه المرحلة، لا سيما مع اقتراب الإعلان عن خطوات تنفيذية لاتفاق العاشر من آذار.

تشكيك كردي في "مهلة اندماج" غير مؤكدة
وأثارت تقارير إعلامية مؤخراً جدلاً في الأوساط الكردية حول وجود مهلة مدتها 30 يوماً لدمج "قسد" ضمن الجيش السوري، بدعم تركي-أميركي، حيث نفت المصادر الكردية وجود مثل هذه المهلة أو طرحها في أي اجتماع رسمي، مشددة على أن أي تقدم في المفاوضات يحتاج إلى تفاهمات واضحة وواقعية.

وفي التاسع من تموز الجاري، عقد اجتماع رفيع في دمشق، جمع وفدين من "الإدارة الذاتية" والحكومة السورية، بمشاركة المبعوث الأميركي نيكولاس غرينجر والفرنسي فرانسوا غيوم. وتم الاتفاق على سلسلة خطوات أولية، أبرزها التحضير لاجتماع عسكري رسمي بين "قسد" ووزارة الدفاع السورية، وبحث إدارة المعابر الحدودية، وعودة المهجرين إلى عفرين ورأس العين وتل أبيض.

دعوات لبناء الثقة ومهلة زمنية أطول
من جانبه، وصف بسام إسحاق، رئيس بعثة "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) في واشنطن، اللقاء الذي جمع مظلوم عبدي وتوم باراك بأنه "تصويب للمسار التفاوضي"، مشيراً إلى التزام باريس وواشنطن بدعم الوساطة السياسية بين دمشق و"قسد". واعتبر إسحاق أن تنفيذ اتفاق العاشر من آذار يتطلب تدرجاً قانونياً وزمنياً، بعيداً عن الاستعجال أو الإجراءات الشكلية.

وأكد أن أي اندماج للقوات الكردية ضمن بنية الجيش السوري يجب أن يتم عبر مسار طويل يشمل بناء الثقة، وتضييق الفجوات السياسية والعسكرية، بما يضمن شراكة قائمة على أسس وطنية واضحة.

دمشق: لا تقدم في تنفيذ الاتفاق وممارسات "قسد" مرفوضة
من جهته، صرّح مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، أن "قسد" تسعى إلى فرض واقع ثقافي واجتماعي في دير الزور، وتقوم بالاستيلاء على الموارد، مضيفاً أن تنفيذ اتفاق آذار لم يشهد أي تقدم ملموس حتى الآن.

وأشار إدلبي إلى أن دمشق ما تزال متمسكة بالمسار السياسي، وترى أن لقاء باريس المزمع عقده لاحقاً يندرج ضمن محاولات استكمال المفاوضات، التي يفترض أن تنتهي بإدماج حقيقي لـ"قسد" في الدولة السورية، لكن دون فرض شروط مسبقة أو تهديدات.

واختتم المسؤول السوري بالتأكيد على أن استكمال الاتفاق يجب أن يضمن وحدة البلاد، وأن الولايات المتحدة وفرنسا أبدتا التزاماً واضحاً بمسار سياسي يحفظ السيادة السورية ويحقق الاستقرار في عموم البلاد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ