"أطباء بلا حدود": سوريا أمام أزمة إنسانية حادّة رغم انتهاء الحرب
"أطباء بلا حدود": سوريا أمام أزمة إنسانية حادّة رغم انتهاء الحرب
● أخبار سورية ٢٧ يوليو ٢٠٢٥

"أطباء بلا حدود": سوريا أمام أزمة إنسانية حادّة رغم انتهاء الحرب

أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا ما تزال مرتفعة بشكل مقلق، مشيرة إلى أن 16.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في ظل تدهور الخدمات الصحية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

نقطة تحوّل بعد سقوط نظام الأسد
أوضحت المنظمة، في تقرير صدر مؤخرًا، أن سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024 شكّل تحولًا مهمًا في عملها، إذ أصبح بإمكانها الوصول إلى مناطق كانت محظورة سابقًا نتيجة منع النظام البائد لها من تنفيذ مهامها الإنسانية والطبية فيها.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من عقد من الإهمال في القطاع الصحي، حتى في المناطق التي لم تتأثر بشكل مباشر بالحرب، ترك آثارًا كارثية، في حين دمّرت العديد من المنشآت الصحية أو تعطلت بالكامل، مما تسبب في غياب شبه تام للرعاية الطبية، لا سيما في الأرياف والمناطق النائية.

نقص حاد في الكوادر وصعوبات الاستجابة
لفتت المنظمة إلى أن ما تبقى من المرافق الصحية يعاني من ضعف الأداء أو توقف تام بسبب نقص العاملين، بينما تواجه المؤسسات التي لا تزال تعمل صعوبة شديدة في الاستجابة للطلب المتزايد على الخدمات، خصوصًا في ظل انعدام فرص الحصول على الأدوية.

وبيّن التقرير أن مرضى الأمراض المزمنة لا يتلقون العلاج المطلوب، في وقت يعيش فيه تسعة من كل عشرة سوريين تحت خط الفقر، ما يجعل كلفة الأدوية والخدمات الطبية فوق قدرتهم.

 تداعيات نقص التمويل الإنساني
وأشارت أطباء بلا حدود إلى أن تراجع التمويل الدولي للمساعدات الإنسانية أثر بشكل مباشر على مختلف القطاعات في سوريا، وأجبر منظمات عدة على وقف عملها أو تقليصه، ما أدى إلى إغلاق مستشفيات حيوية وتراجع الخدمات الصحية.

توسّع في نشاط المنظمة داخل سوريا
قال رئيس بعثة المنظمة في سوريا، براين مولر، إن "أطباء بلا حدود" وسّعت نشاطها ليشمل 11 محافظة من أصل 14، وتدير مستشفى متخصصاً في علاج الحروق، وتشارك في إدارة مرفق صحي في إدلب، وتقدّم الدعم لأربعة مستشفيات في دير الزور والرقة ودرعا.

كما أشارت المنظمة إلى أنها تعمل في 15 منشأة صحية، وتوفر من خلالها استشارات خارجية، ورعاية صحية إنجابية ونفسية، إلى جانب خدمات متنقلة في حلب وإدلب وريف دمشق، مع تدريبات منتظمة للطواقم المحلية حول الاستجابة لحالات الإصابات الجماعية.

عودة النازحين تصطدم بالدمار
أفاد التقرير أن نحو 1.5 مليون نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم منذ نهاية تشرين الثاني 2024، إضافة إلى 641 ألف لاجئ عادوا من دول الجوار حتى تموز 2025، غير أن معظمهم واجهوا واقعًا صادمًا نتيجة الدمار الواسع في المنازل والبنى التحتية.

وأضافت المنظمة أن الكثير من العائدين لجؤوا إلى مبانٍ متهالكة أو مهددة بالانهيار، ما يعرّضهم لمخاطر جسيمة، كما حذّرت من انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة في الشوارع والحقول والمنازل، وهو ما يعيق جهود إعادة الإعمار ويهدد أرواح المدنيين.

أزمة مياه تهدد الصحة العامة
وأبرزت المنظمة أن الوصول إلى مياه الشرب النظيفة ما يزال من أبرز التحديات، لا سيما في مناطق العودة ومخيمات النزوح، بسبب تدمير الشبكات وضعف الكهرباء والجفاف، مما يدفع الأهالي للاعتماد على صهاريج مياه ملوثة.

وحذّرت كارولين تشيسنات، مديرة أنشطة المياه والصرف الصحي في المنظمة، من أن الأوضاع المتدهورة في هذا المجال تنذر بانتشار واسع للأمراض المعدية، كالإسهال الحاد والأمراض الجلدية.

 التزام بالعمل رغم التحديات
أكدت منظمة أطباء بلا حدود أنها تواصل تنفيذ مشاريع لتأهيل الآبار وتوزيع المياه النقية في مناطق العودة، إلى جانب تقديم خدمات الرعاية الصحية للمحتاجين، مجددة التزامها الكامل بحق السوريين في الحصول على العلاج، رغم كل المصاعب التي لا تزال تعترض طريق العمل الإنساني.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ