معهد واشنطن: مواجهة ضغط الداخل يدفع إيران لزيادة تهديداتها للخارج
قال معهد واشنطن، إن منسوب التهديدات الإيرانية، ارتفع في الآونة الأخيرة، تجاه الولايات المتحدة، بالتزامن مع الضغوطات الداخلية، بسبب الظروف الاقتصادية واحتجاجات مواطنين.
وأشار معهد واشنطن في تقرير لفرزين نديمي هو زميل مشارك في المعهد، ومتخصص في شؤون الأمن والدفاع في إيران ومنطقة الخليج، إلى أن قائد المقر المركزي لـ "خاتم الأنبياء"، اللواء غلام علي رشيد، نصح واشنطن بتفادي أي أعمال في "منطقة الخليج الفارسي أو مضيق هرمز، والتي قد تُعرّض القوّات العسكرية الأمريكية إلى خطر كبير".
وأشار نديمي إلى أن تهديدات اللواء رشيد كانت جديرة بالملاحظة بشكلٍ خاص، لأنها جاءت حين كان يراقب تدريبات الدفاع الجوي في محافظة سمنان. ومع أن تدريب "حرم الولاية" هو تدريب سنوي يجري في أعماق وسط إيران، يبدو أن نسخة هذا العام صُممت لمحاكاة منطقة العمليات المشتركة في الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عُمان.
وأفادت بعض التقارير أن نماذج نشر العتاد حاكت الترتيبات القائمة في هذه المسارح، مع التشديد على زيادة القدرات الهجومية والدفاعية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني على المضيق "ربما بدافع الاعتقاد أن كلّ مَن يسيطر على الجو يسيطر في النهاية على ساحة المعركة".
وفي غضون ذلك، أبحرت المجموعة الهجومية التابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس أبراهام لينكولن" عبر المضيق للتوقف على أحد المرافئ في البحرين في 19 تشرين الثاني/نوفمبر. وكانت هذه هي الرحلة الأولى التي تقوم بها حاملة الطائرات في الخليج منذ أيار/مايو؛ فسابقاً، اختارت أن تبقى في شمال "بحر العرب"، ضمن نطاق عمليات على مسافة آمنة بل فعّالة من إيران.
وقد أدّى قُرب القوات البحرية الأمريكية إلى دفع اللواء سلامي إلى تهديد "العدو" وحاملات طائراته بشن هجمات صاروخية دقيقة التوجيه "تسحق العظام". ووصف لاحقاً عبور مضيق هرمز بأنه "محاولة فاشلة لإظهار الدعم لاحتجاجات البنزين."
ورأى الباحث نديمي أن مسؤولي الحرس الثوري الإيراني قد يكونون قلقين بالقدر نفسه، إزاء البعثة المعروفة باسم عملية "سانتينيل" Operation Sentinel، وهي مبادرة أمنية بحرية جديدة متعددة الأطراف في الخليج. وبدأت هذه العملية التي أُقيمت تحت رعاية "التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية"، وتقود الولايات المتحدة هذه البعثة وتشمل حاليّاً ألبانيا وأستراليا والبحرين وبريطانيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
ولم تظهر حتى الآن أي تقارير عن وقوع احتكاك كبير مع الوحدات البحرية الإيرانية، بما فيها قوات الحرس الثوري التي تزعم السيطرة على مضيق هرمز. وقد يبدو هذا الهدوء النسبي مفاجئاً نظراً لأن "مبادرة هرمز للسلام" المعروفة أيضاً بـ"تحالف الأمل" التي أطلقتها إيران مؤخّراً لم تنجح في إقناع أي بلدان إقليمية في وجوب النظر في ترتيبات أمنية خاصة بالخليج مع طهران في ظل الظروف الراهنة. ومع ذلك، فقد يكون الهدوء قصير الأمد إذا استمر المتشددون في مواجهة ضغوط كبيرة في الداخل.
وأشار الباحث إلى أن القيادة الإيرانية ونظراً للتحديات الكبيرة التي يواجهها النظام في الداخل، فقد لا يُقلقه كثيراً تفادي المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل هذه المرّة. لكن سيلجأ لأعمال محتملة على المدى القريب، ومنها: "مواجهة السفن البحرية الأمريكية التي تعبر الخليج العربي. أو تنفيذ عمليات سرّيّة لإعاقة حركة الملاحة البحريّة الدولية على عدة مسارح، وربما حتى على مسافة بعيدة تصل إلى مضيق ملقا".
وقال إن إيران قد تلجأ لتكرار تكتيكات الصواريخ والطائرات بدون طيّار الواسعة النطاق المستخدَمة في هجوم "أرامكو"، لكن هذه المرة لاستهداف نوع آخر من المنشآت الحيوية مثل محطة لتحلية المياه فقط. فضلا عن إطلاق "عملية إرهابية أو سيبرانية عالية المستوى، على سبيل المثال، ضد قطاع الخطوط الجوّية أو أحد التجمعات السكّانية".