السوريون فعّالون و ليسوا بـ”منتظري المساعدات” .. مئات الاستثمارات السورية في عينتاب التركية تسهم في رفد الاقتصاد البلد المضيف
شهد ولاية "غازي عنتاب" مثل العديد من مناطق الجنوب التركي، تواجدا للاجئين السوريين الفارين من ويلات الحرب الموجهة ضد ثورتهم و الهادفة لتهجيرهم، تاركين منازلهم وأعمالهم خلف ظهورهم، طلبا للحياة وهربا من الموت، منهم من شق طريقه بعيدا عن المساعدات معتمدا على صنعة يديه ليشكل في النهاية مجتمعا استثماريا في تلك الولاية.
ففي الوقت الذي يعيش فيه سوريون بالاعتماد على المساعدات التي تقدم لهم في مخيمات "غازي عنتاب"، يتواجد الآخرون الذين يعيشون خارج المخيمات ضمن الحياة الاجتماعية والاقتصادية بالولاية ويدورون في فلكها.
ونجح قطاع كبير من هؤلاء اللاجئين في التكيف مع سكان المدينة، ليقتحموا عالم الاقتصاد بصفتهم عمال أو أرباب عمل، ليظهر منهم مستثمرون أثبتوا نجاحهم في تقديم الخدمة والإنتاج بمجالات عدة ومنها النسيج والنقل والأحذية و البلاستيك.
وبدأ السوريون الذين افتتحوا أماكن عملهم برؤوس أموالهم الشخصية، بتقديم فرص عمل للمواطنين الأتراك ولأبناء جلدتهم من اللاجئين السوريين على حد سواء.
وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول، من غرفة تجارة "غازي عنتاب"، فإن عدد المستثمرين السوريين الذين افتتحوا أماكن عمل خاصة في الولاية حوالي 800 شخصا، من أصل 350 ألف سوري يقطنون في المدينة، حيث يقومون إلى جانب بيع منتجاتهم في السوق الداخلية بتصدير قسم منها إلى الخارج، ليساهموا بذلك على جلب العملة الصعبة إلى البلاد.
وقال رئيس الغرفة، أيوب بارتيق، في حديث للأناضول إن "غازي عنتاب هي الأكثر استقبالا للاجئين السوريين بعد ولايتي شانلي أورفا وهطاي".
وأضاف أنه "رغم ذلك فإن غازي عنتاب يوجد فيها أكبر عدد من المستثمرين السوريين وعدد أماكن العمل التي افتتحوها في المدينة والمسجلين لدى غرفة تجارة المدينة بلغ حوالي 800".
وأوضح بارتيق أن "أحد أسباب اختيار السوريين للمدينة هو قربها من ثقافتهم وبنيتها التحتية المناسبة للإنتاج وكذلك فرص التجارة فيها، مما ساعد على ارتفاع عدد المستثمرين السوريين، والبالغ عددهم حوالي 800 منهم 17 عضو مسجل لدى غرفة تجارة المدينة".
وأشار إلى "تخصيص مكتب خاص للسوريين في الغرفة لتسهيل أمورهم، وقد ساهم ذلك في ارتفاع عدد المستثمرين السوريين"، مشيرا أنه من خلال المكتب "بدأوا بتعليم السوريين اللغة التركية".
من جهته، قال رجل الأعمال السوري، محمود رستم، إنه قبل حوالي عامين أسس ورشة عمل للنسيج في "غازي عنتاب" ويتابع أعماله في هذا المجال، مشيرا أنه يسعى لإعادة تنظيم أعماله في الولاية التركية، بعد أن اضطر لتعليق أعماله في سوريا بسبب الحرب.
ولفت "رستم" إلى أنه يبيع منتجاته داخل "غازي عنتاب" وفي العديد من المدن التركية، مبينا أنه يعتزم تنمية أعماله والبدء في تصدير منتجاته إلى الخارج.
وأكّد والي "غازي عنتاب"، علي يرلي قايا، في تصريح سابق للأناضول، أنّ عدد اللاجئين السوريين، المسجلين في ولايته، بلغ 350 ألف لاجئ.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا حتى نهاية الربع الأول من العام الحالي، مليونين و749 ألفًا و140 لاجئًا، يعيش نحو 270 ألفًا منهم ضمن مخيمات اللجوء، فيما ينتشر الباقي في العديد من الولايات التركية.