أوغلو : يجب عدم ترك الشعب السوري بين خياري الأسد أو داعش
شدد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" على ضرورة عدم ترك الشعب السوري بين خياري الأسد أو داعش، داعياً جميع المسؤولين لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين، وتقاسم الألم مع سكان تلك المخيمات.
لافتاً إلى أن شعوب وبلدان الشرق الأوسط تجد نفسها أمام خيارين: فإما الرضوخ تحت وطأة الزعماء المستبدين أو الإرهابيين، وإن هذين الخيارين يشكلان مصدر تهديدٍ كبيرٍ جداً، لذا ينبغي علينا تعزيز الخيار الثالث؛ المتمثل بإدارة النظم الديمقراطية.
نوه رئيس الوزراء التركي، في كلمة له خلال اجتماع "ويلتون بارك" في العاصمة البريطانية "لندن" ،إلى أن العالم يدفع ضريبة عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارات ملزمة طيلة السنوات الـ 3 الماضية فيما يخص الملف السوري، متسائلاً عن حجم المظاهرات المعادية للأجانب واللاجئين، التي كانت ستندلع في أوروبا لو أنها واجهت ما واجهته تركيا، من تدفق موجات طالبي اللجوء، خاصة في هذه الظروف، مشيراً إلى أن تكلفة استقبال مليوني لاجئ سوري على الميزانية التركية، بلغت 5 مليارات دولار أميركي، فيما وصل حجم المساعدات التي قدمت لتركيا في هذا الصدد 250 – 260 مليون دولار فقط، وأن استقبال اللاجئين لا يعد حدثاً جديداً بالنسبة لتركيا، اذ سبق واستقبلت 500 ألف لاجئ من أكراد العراق، وآلاف البوشناق (مسلمي البوسنة)، الذين فروا إلى تركيا هرباً من حرب البلقان، دون أن تطلب أو تتلقى أية مساعدات من الدول الأجنبية.
جاء ذلك في كلمة له باللغة الإنكليزية - خلال اجتماع "ويلتون بارك" في العاصمة البريطانية "لندن" - حيث أضاف: " لم يعد من الممكن النظر إلى النزاعات والمشاكل؛ على أنها قضايا وطنية، فإما أن نعيش معاً في سلام، أو لنكن متأهبين لمزيد من المخاطر "، مشيراً إلى أن تركيا تقع وسط المنطقة؛ التي تأثرت سلبياً بسبب الحرب الباردة، وانفراط عقد الاتحاد السوفييتي، وتأثيراته الممتدة من آسيا الوسطى إلى البلقان، ومن وسط أوروبا إلى القوقاز، وبحر قزوين والبحر الأسود، وأن بلاده واجهت ولا تزال تواجه بعض المسؤوليات الأخلاقية في المنطقة، مذكراً بمذبحة "سربرنيتشا" في البوسنة والهرسك، وما شابهها من مسؤوليات أخلاقية ".
وفيما يتعلق بالربيع العربي؛ تابع داود أوغلو: " إن الربيع العربي؛ جاء بمثابة زلزال سياسي ضرب شمال أفريقيا، ومنطقة الشرق الأوسط، وحوض البحر المتوسط؛ بسبب عدم دعم تلك المنطقة لتحقيق التحول الديمقراطي، والمقاربات المزدوجة المعايير التي تمارس على المنطقة "، داعياً جميع المسؤولين لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين، وتقاسم الألم مع سكان تلك المخيمات ، مشدداً على ضرورة تقديم استجابة استراتيجية وأخلاقية؛ حيال المشاكل المستمرة في أوكرانيا وسوريا، والهجمات التي وقعت في باريس، وحوادث إحراق المساجد في ألمانيا؛ من أجل التغلب على كل هذه التحديات.
وحول ظاهرة الإسلاموفوبيا؛ أوضح داود أوغلو أن تلك الظاهرة تثير قلق بالنسبة لتركيا، حيث أن التيارات القومية المتطرفة؛ تواصل تعزيز مكانتها في أوروبا، تحت تأثير الأزمة الاقتصادية، التي تسببت بمشاكل اجتماعية في أوروبا، مشيراً إلى أن بلاده التي تمتلك ثقلاً هاماً في المنطقة، وقفت إلى جانب الشعب الفرنسي بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس.