“درعا” أمام يقظة من “غفوة” الحياة أو المنازعة في مواجهة “الموت” القادم من الشمال
من السهل أن يتم ارسال “الكرة” إلى الملعب المقابل على أمل أن تسجل هدفاً في مرمى الخصم ، كرة “التخاذل” المعجونة بمبدأ “ليس بالامكان أفضل مما كان” ، لا يمكن أن تكون فعالة في الوقت الذي ترى فيه الكرة ذاتها تسير أمامك و باتجاه مرماك.
تكرر الكثير من الكلام حول دور الموك في ركون الجبهة في درعا ، آخر يتهم القيادات العسكرية التي تستلم زمام الأمور في الحراك الثوري العسكري ، هناك أصابع تتجه نحو مشكلات جغرافية و تركيبة قبلية مختلطة مع صراع ايدلوجي ، يحول تحرك درعا لنصرة غيرها ، عبارة عن انتحار لـ”مهد” الثورة ، انتحار قد يودي بالثورة منها وصولاً إلى حلب.
اليوم دخلت درعا في المرحلة التي عايشتها الكثير من المناطق القريبة و البعيدة عنها، و حينها كانت درعا قبلة النداءات و الاستغاثات علّها تتحرك لتغير المعادلة ، ففي تحركها مقتلة حقيقة و تغيير فعلي في التركيبة التي يجري العمل عليها في سوريا .
لم يكن يتوقع أشد المتشائمين بأن يقدم النظام على التقدم باتجاه درعا و مناطقها المحررة ، بحجة أن “الوحش” النائم يجب أن يبقى كذلك ، أي تحريك أو جلبة حوله ستقض مضجعه، و بالتالي ستعيده للعمل من جديد ، و لكن هذا كان مجرد يقين خاطئ، و اليوم بدأ النظام و حلفاءه التحرك بالفعل باتجاه درعا بعد أن هدّء خاصرة موجعة “داريا” و خفف لحد الانهاء “الغوطة الشرقية” و لامكان لأي مزعج أو مانع للتقدم بهدوء و رويّة ، وفق سياسة القضم التي أتت أوكلها في كل منطقة و حتى في درعا بعد سقوط الشيخ مسكين ، التي شجعت لأن ينطلق النظام من جديد دون خوف من “الوحش” الذي بات مسالماً.
يدافع البعض عن درعا بأن أمرها ليس بيدها فهناك عوامل تلعب في المسيرة العسكرية ، موك و قيادات لاتستهويها المعارك الطويلة أو الصعبة ، راغبة بالمحافظة على الموجود و التحول للعمل المدني و السلطوي، هناك من يقول أن عوائق اغلاق الحدود الأردنية بحد ذاته كارثة ، فالمصاب بأي عمل هو على قوائم الموت.
ولا نعرف الحقيقة مآلات الأمور في درعا بعد التقدم الذي قام به النظام بالقرب من ابطع ، اليوم ، هل سيكون الرد خجول ، والادعاء بأن الخاصرة “الداعشية” أهم و أولى، على مبدأ العدو الآني و العدو الممكن التأجيل.
فالخيارات ليس بالواسعة تبعاً لنظرة تاريخية ، فنحن إما أمام “مثلث موت” جديد يقلب الآية تماماً ، أو “شيخ مسكين” محدّث يؤكد أن الموت قادم قادم لا محال .