ورحل البطل "خالد" شامخاً .. و ترك ارثاً ثقيلاً واجب الإتمام
غادرنا منذ قليل أحد أبطال الثورة السورية، الذين كان لهم الدور الأبرز في عكس صورة الثورة بأفراحها و أتراحها، بنصرها و دمها ، ناقلاً الصورة الحقيقة التي حاول العالم بأسره تغييبها ، لكنه نقلها بكل رجولة و بطولة قد تساوي بطولات الحرب و إن كانت تفوقها.
خالد العيسى الذي لم يكمل عامه الـ٢٤ ، كان من ذلك الجيل الذي نبضت الثورة بهم ، و انتقلت لكل مكان و انعكست بكل الأرجاء، اجتهد و تحول من هاو إلى متمرس ، و الأهم كان شجاعاً لحد لايدركه كل من يقف خلف حاسوب أو يتابع الأخبار وهو بعيد مئات أو آلاف الكيلومترات.
قبل أيام قليلة من استهدافه و هادي العبدالله ، كان حاضراً في مواجهة البراميل، نالهما الأذى و الإصابة، و لكن لم يتوقفا أبدا ، بل كانت وقوداً لمواصلة المشوار بعزيمة و إصرار أكثر ، ضاربين بعرض الحائط كل الخطر الذي يحيط بهما، فهما المستهدفين الأوائل، فهم العين التي لا تنام أو تغفى عن الجريمة، التي لابد أن تنقل ، و يسمع بها كل أصم و يراها كل متعامي.
الثورة السورية ععندما تفقد كل اعلامي و حامل للكميرا، تفقد عيناً لها و روحاً و نبضاً ، و يجعلها أقل تأثيراً، فكل شخص له أسلوبه و طريقته التي توصل الرسالة لشريحة ما، و لكن أمثال خالد و هادي كانوا من أصحاب القاعدة الواسعة و الاستقطاب الأكبر و الأكثر تأثيراً على مختلف الفئات المحلية و العربية و العالمية.
خالد رحل تاركاً ارثاً كبيراً، و كذلك حملاً ثقيلاً على الجميع لاسيما العاملين في الحقل الإعلامي أن يكونوا، أكثر جديدة و إصرار على مواصلة المشوار، وفاء له و لمئات آلاف الشهداء، إذ الحق لايمكن أن ينطفئ و لكن يتعرض للظلم و التغيب، مالم يصرخ به أحداً.
عزاؤنا لجميع السوريين عموماً ، و لعائلته خصوصاً ، و لهادي العبدالله أيضاً الذي يودع هو الآخر رفيقاً جديداً، بعد أن فقد طراد الزهوري، وعرفت هادي و طيبته و تأثره حينها .
خالد العيس و طراد الزهوري هم مثال لمئات الناشطين و الإعلاميين الذين غابوا عن سماء الثورة و لكنهم بقوا نجوماً تضيء الدرب الذي يجب أن يكتمل.