هل يدفع اردوغان ثمن رفعه علم كوردستان و إقراره بها !؟
هجمة حزب العمال الكوردستاني على حزب العدالة و التنمية التركي و مؤسسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير طبيبعة و بعيدة عن المنطق و الواقع السياسي لحركة نضالية تسعى لحل قضية شعبها ، و توحي بأمور شتى و غايات و أجندات نتطرق لبعض منها .
فحزب العمال الذي يعرف أسس الدولة التركية الكمالية و دور الرئيس أو أي حزب حاكم جيداً ، و الذي طوال عقود ثلاث من حربه على الدولة التركية المحتلة لجزء من كوردستان كان يتهجم علناً على الدولة (الدولة الكمالية العميقة) و ليس على أي حكومة أو حزب بعينه ، غيرمن أسطوانته بعيد سيطرة حزب العدالة و التنمية على الحكم و ازدياد شعبيته كأكثر حزب يقود هذا البلد منذ تأسيس الجمهورية على يد كمال أتاتورك في 1923 ،و بشكل أدق بعد الثورة السورية و تقرب حزب العمال من إيران و النظام السوري اللذان يريان في أردوغان الداعم الأكبر للجماعات الإسلامية السنية الساعية لإسقاط الأسد (العلوي) حليف إيران الشيعية التي ترى من القوى السنية ألد أعدائها .
و رفض الحزب أي مشاركة لجناحه السياسي مع حزب العدالة و التنمية لتشكيل حكومة ائتلافية إثر انتخابات حزيران 2015 البرلمانية و صعّد من حربه إلى داخل المدن الكوردية في شمالي كوردستان لأول مرة في تاريخ ثورته المسلحة منذ 1984 ، بل وصل الأمر بقائد منظومته ك ج ك جميل بايق أن يعلن صراحة أن هدفهم هو إسقاط أردوغان و ليس تحرير كوردستان !؟
و بعودة للوراء قليلاً نجد أن ب ك ك لم يتهجم بهذا الشكل على أجاويد و مسعود يلماز اللذين اعتقلا زعيمه عبدالله أوجلان و لا على تانسو جيلر مؤسسة القروجيين حماة القرى و لا على حزب الحركة القومية التركي الفاشي م ه ب حتى !
و لم يتهجم الحزب و منظومته على الرئيس الأسبق سليمان دميريل الذي كان يقول علناً لن نسمح بدولة كوردية حتى لو كانت في الأرجنتين أو وسط أفريقيا ، كما يتهجم على أردوغان الذي أقر بوجود كوردستان في تركيا و دافع عن كلامه في البرلمان التركي و اعترف بإقليم كوردستان و حكومته و علمه الذي رفع في قصر جانقايا بأنقرة !؟
أردوغان الذي أعاد أهالي 5000 قرية كوردية هجرت بسبب النزاع المسلح و أعاد إعمار قراهم و دعمهم مادياً و معنوياً و اعترف باللغة الكوردية رسمياً و أعاد أسماء كوردية لمدن و قرى تم تتريكها و لم يقم بأي حملة تتريك و تهجير أسوة بمن سبقه من المذكورين !
حزب العمال الكوردستاني الذي تسبب في إفشال أول وقف إطلاق نار و اعتراف تركي به من قبل الرئيس الراحل تورغوت أوزال عام 1993 بإطلاق النار على 33 مجنداً أعزل في ديرسم ، و بعد خمس سنوات ألقى بالتهمة على المنشق عنه القائد الميداني شمدين ساكك الذي ترك الحزب و سلم نفسه للسلطات التركية و حكم مؤبداً ، و بات يمتدح الراحل أوزال بعد اعتقال زعيمه أوجلان علماً أنه كان يرى أوزال ألد أعدائه قبل ذلك !؟
هناك مساعٍ حثيثة لأن يدفع أردوغان و حزبه ثمن تقربهما من الكورد و حقوقهم و اعترافهما بكوردستان العراق دولة مستقلة كما لمح إليه زعيم الحركة القومية قبل ايام دولت باخجلي ، و الاستخبارات التركية (الميت) و الجيش اللذين يسيطر الكماليون الأتراك و كذلك حزب الشعب الجمهوري ينتظران على أحر من الجمر عسكرة المنطقة الكوردية و تهيئة أجواء انقلاب ضد العدالة و التنمية ترافقاً مع الضغط الإيراني الشيعي و حزب العمال الكوردستاني الذي باتت أدبياته و فكره خالية من أي عداء أو إساءة لأتاتورك أو للدولة التركية كما في السابق بل تنازل الحزب عن استقلال كوردستان و يطالب بدمقرطة هذه الدولة و وحدتها تناغماً مع الشعب الجمهوري و الدولة العميقة المسيطرة على جهازي الأمن و الجيش، و تجاهل منظومة ب ك ك لجرائم كمال باشا و عصابته و رفض استذكار الشهداء القادة شيخ سعيد بيران و سيد رضا ديرسمي و مئات آلاف الكورد ضحايا مجازره ، من قبل الحزب باتت محل استفهامات عديدة !؟
أما أمريكا الحليف الأكبر لتركيا فتبدو مرتاحة من عمل إيران و الميت التركي و جر أردوغان إلى مستنقع مرسي مصر الأخواني .
فهل يدفع أردوغان عدو أتاتورك و الشيعة الثمن و تعود تركيا إلى عهد الثمانينات و القضية الكوردية معها !؟
و هل يصبح الكورد حصان طروادة مرة أخرى لصراع سني شيعي و بيادق بيد الآخرين بفضل حزب العمال الكوردستاني و بروباغنداه تحت يافطة أخوة الشعوب و الأمة الديمقراطية !؟