
هل يحوّل القرار الأممي سوريا لـ"ملعب" بآلاف الكُرات و مثلها من الأهداف !؟
ساعة ونصف هو الوقت الاجمالي الذي احتاجه دول العالم ، وكذلك مجلس الأمن ، لتخرج متفقة على ذات المبادئ التي تم اقرارها في مؤتمرات سابقة (جنيف بشقيه- وفيينا) .
نفس الكلمات تكررت ، وقف لإطلاق النار ، فك الحصار ، حماية المدنيين ، حكومة انتقالية ، انتخابات و اشراف اممي و دولي ، محاربة الإرهاب ، و ما إلى ذلك ، دون الإقتراب إلى لب المشكلة و أساسها ألا وهو "بشار الأسد" ، الذي يبدو أنه سيبقى لمدة لا تقل عن عام و نيف ، مع إمكانية التمديد له لسبع سنوات أو استبداله بشبيه يحافظ على ذات النظام ، لنكون أمام سوريا ذاتها التي ألفنها منذ ١٩٧٠ .
الإرهاب و تعريفه الفضاض يجعل كل من يعترض تحت هذه القائمة ، و كل من يقف بوجه أي حرف مما تم الاتفاق عليه ، عبارة عن متمرد في أحسن الأحوال .
القضية المركزية التي تم تأجيلها لـ ١٨ شهراً ، ماهي إلا قنبلة ليست مؤقتة ، وإنما مصنع قنابل سيضع كل ما تم في مهب الإنفجار ، و الأمور باتجاه التفلت الغير محدود العواقب ، زمانياً ومكانياً.
سلّم من توجه إلى الرياض ساسة أم عسكر ، أن الثورة خرجت و تطورت للوصول إلى هدف ثابت لم يتغير ، وهو انهاء الأسد ، العودة بسوريا إلى مدنيتها ، و حسم الشأن العسكري إلى غير رجعة ، من خلال التفاوض و رحيل المشكلة الرئيسية "الأسد" ، لكن بعد ترك الباب موارباً أمام إدخال و إخراج الموجودون ، تبعاً لأهواء هذا الطرف أو ذاك ، سيجعل من هذا الباب هو الصاعق الذي سيحول سوريا إلى قنبلة ستتناثر شظياها بكل صوب .
الحقيقة المنطوق الفضفاض ، لقرار مجلس الأمن ، و غياب أي اشارة من قريب أو بعيد عن بشار الأسد و أركان نظامه و مليشياته ، يجعل من القرار عبارة عن اجتماع لمّ الوزراء ، و تبادلوا أطراف حديث نسائي صباحي ، و كل منهم عاد إلى بلاده ، ليكرر إحدى الاسطوانتين "على الأسد الرحيل " أو "الشعب يقرر رحيل الإسد" .
و بالعودة إلى الداخل السوري و الذي يعتبر هو الأصدق و الأكثر تأثراً ، فإن المنعكسات لمنطوق القرار الدولي ، ستكون في غاية التعقيد ، وتهدد اللحمة و الإلفة التي فرضها و أسس لها وحدة العدو "الأسد" ، ومع هذا القرار ستشق الصفوف في الداخل إلى عشرات الصفوف و التكتلات ، لتكون سوريا ساحة صراع من نوع جديد يتمثل بجملة " الجميع يحارب الجميع لأجل البقاء".
من الممكن استباق هذا الإرتداد من خلال مقترح الأخذ بفكرة جيش الفتح و التوسع بها بحيث يكون هناك حكومة سياسية إلى جانب العسكرية ، هو الحل الذي طرأ على من هم في الداخل ، على مبدأ "العزل عن الخارج" ، متابعة الطريق في معركة غير معروفة الأعداء أو الجهات و الجبهات التي تفتح .
القرار اللغز سيزيد من حجم المتاهة الموجودة و الفارضة لنفسها ، فالجميع يريد الاحتفاظ بالكرة ، و كل طرف يرى المرمى في مكان ، مختلف عن الآخر ، لتبقى الكرات في الملعب ، تنتشر "جهات الاستهداف" بكل مكان ، بحثاً عن الهدف الذي يحسب لهذا على ذاك ، و بنفس الوقت ضد الجميع ، و الجميع هنا هم الشعب ...