هل نحن في مرحلة "الامتصاص" أم "التفكك" جراء الهجمة العالمية علينا !؟
هل نحن في مرحلة "الامتصاص" أم "التفكك" جراء الهجمة العالمية علينا !؟
● مقالات رأي ١٥ فبراير ٢٠١٦

هل نحن في مرحلة "الامتصاص" أم "التفكك" جراء الهجمة العالمية علينا !؟

أجد نفسي في مرحلة التخبط الحالية التي تمر بها الثورة السورية جراء الهجمة العالمية عليها بشكل غير مباشر و العدوان الروسي الذي اتخذ الشكل العلني و المباشر ، بين مشهدين أحدهما خيالي مصطنع و الآخر عبارة عن أمر جرى و عاصرته قبل عامين في ظروف مشابهة تقريباً .

و لايفارق المخيلة المشهد من فيلم "باتيروت " عندما قاد "والس" (ميل غيبسون) ثورة ضد البريطانيين و في أهم المعارك طلب من الجنود الهدوء و الثبات في الوقت الذي كانت الخيول تتجه صوبهم لتسحقهم ، و باللحظة المناسبة أشهروا الرماح و قتلت الخيل و خياليها ، وكانت بداية الانتصار ، و انتقلوا من مدافعين إلى مهاجمين .

ذلك المشهد الخيالي كان ، في حين يعصف في رأسي المشهد الذي لمسته في معارك القلمون عموماً و التي اشتهرت باسم معركة "يبرود" ومن ثم "رنكوس" حيث كانت الفصائل حينها مترددة بالمهاجمة لفترة طويلة رغم اليقين بالتحضيرات ضدها و رغم ذلك لم تهاجم ولم تتحضر حتى ، و عندما بدأت الحملة ( المشابهة تقريباً لحملة ريف حلب الحالية) ظهر التشتت و التهرب من المسؤوليات و التحصن في المناطق الخاصة بكل فصيل و لم يقاتل إلا من رحم ربي وسط تقطير بالذخيرة و السلاح ، حينها سقططت المدن بشكل متتالي حتى انتقلت الفصائل للجبال و من ثم تبخرت و لم يعد لها مكان .

وسط هذان المشهدان تدور حالياً الملحمة في شمال سوريا ، التي تتعرض للابادة و الفناء بايدي الروس و صمت العالم بأسره الذي أقسى ماخرج به هو تنديدات و مطالبات بالتوقف ، و تسريب بضع صواريخ "غراد" التي لاتغني و لاتسمن من جوع ، في حين يواجه من على الأرض أعتى الطائرات و أقذر الصواريخ .

ليس وحده العالم من خاننا ، و انما عزوف الكثير من الفصائل عن القتال و الاكتفاء بأهل الدار بالحماية و الدفاع حتى الموت ، هو من يوغل في الصدور ، و لايمكن التبرير بقلة السلاح و الذخيرة و نحن على يقين تام بتوافرها في منطقة حررت منذ سنوات ، و تكدس السلاح فيها لتوقف شبه تام للمعارك هناك اللهم بعض الاستنزافات مع داعش تارة و مع الوحدات الكردية تارة أخرى ، ومساعى في بداية الحملة الأخيرة التي قادتها ايران براً و روسيا جواً .

لا يمكن لأحد أن يجد تفسيراً لما يحدث في ريف حلب ، و كذلك من غير المستطاع ترجيح أي مشهد من المشهدين (الامتصاص) أم (التفكك)، فاليوم عندما لاتدافع عن منطقة القريبة منك فإنك بالغد ستهرب من منطقتك و ستجد نفسك أمام خيارين إما الهروب إلى الجبال أو الانصهار مع داعش أو الاكراد .

اليوم حلب و ريف اللاذقية و بعدهما ريف حماه و ادلب ، لا أحد مستثنى أو بعيد عن متناول يد العدو الذي يجد من تقهقرنا "الكيفي" مجالاً رحباً لمزيد من التقدم و التقدم إلى ما لانهاية .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ