
ناجي الجرف.. أعرفك كما يعرفك كل السوريين
أنا واثق أنك ستحتاج لمراجعة الكثير من الاوراق حتى تعرفني , و حتى عندما تعرفني ستقول ما علاقتك بي حتى ترثيني .
لكن يا ناجي الجرف ليس زيد أو عبيد من فقدك , و انما هناك وطن باكلمه قد فقدك .
ناجي الذي رأى في "حنطة" البذرة لسوريا المستقبل , و جمعت المئات من الناشطيين حديثي العهد و حتى القدماء دربتهم على أسلوب التوثيق و العمل و الاعلام , ليكونوا بذارة صحفيي المستقبل ، لقبوك بالخال لكي لا تشتم , فشتمتك ستلحق بالأم ، و الأم في عرف السوريين قمة العرض.
أيامك الأخيرة التي كانت ملى بالحزن على ما نفقده من سوريون بشكل عام ، و من أبنائك الذين خرجتهم على وجه الخصوص .
و كنت تقول أنني لم أعد أحتمل و "لم يبقى من الحيل ما يكفي" , هددوك قبل شهر بالقتل و استقبلتها كعادتك بوجهك البشوش ، و لكن ضغط من يعشقوك و تعشقهم قررت الانتقال الى فرنسا في رحلة علاجية لصدرك المتعب ، و بعد العلاج تدرس امكانية البقاء ام العودة .
مجلس الأمن شارك بقتلك عندما جعلك قراره الأخير , أن تكون لابنتيك و لاولاد أخوك وحدهم بعد أن كنت لكل السوريين.
داعش التي حملت السيف في مواجهتها و أنتجت فلما متكاملا من الالف الى الياء "داعش في حلب" , أخذ صدا اعلامياً كبيرا و أوجع المستهدف , الذي لا يفقه النقد و لا يحتمل الاعتراض ، فالسكين والدم هما الحوار , قتلت اليوم و قتل معك جزء من سوريا.
عذراً ناجي لن تعرفني لكني اعرفك كما يعرفك السوريين